الإسلام في إسبانيا

كتابة - آخر تحديث: ١٣:١٣ ، ٤ يناير ٢٠١٦
الإسلام في إسبانيا

إسبانيا

لإسبانيا باع طويل مع الديانة الإسلامية، فقد شهدت أرضها دخول جحافل المسلمين على أراضيها منذ العقود الأولى للتاريخ الإسلامي، خلال حملات الفتوحات الإسلامية التي شرقت وغربت في كافة أنحاء المعمورة، حيث كانت تسمى في ذلك الوقت باسم أرض الأندلس، ولا تزال المعالم الإسلامية ماثلة إلى يومنا هذا على تلك الأرض.


دخول الإسلام إلى إسبانيا

دخل الإسلام إلى أرض الأندلس (إسبانيا) في القرن الثامن الميلادي، في زمن حكم الدولة الأموية، حيث صارت إمارة تابعة لأراضي المسلمين، وقد استمرت منطقةً إسلاميةً إلى أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، حيث أخرج المسلمون منها على أيدي الإفرنج، بعد أن ضعف المسلمون هناك، وبعد أن ضعف ظهرهم في بلاد المغرب العربي.


أسهم المسلمون في الأندلس إسهاماً حضارياً قل أن نجد له مثيلاً في التاريخ الإنساني، ولا تزال إلى يومنا هذا تأثيرات الأندلسيين واضحة المعالم، فقد خرَّجت الأندلس علماء في كافة التخصصات، استطاعوا أن يطوروا العلوم وأن يؤسسوا لحضارة إسلامية أندلسية عريقة خالدة.


تضم أرض إسبانيا حالياً العديد من المعالم المهمّة والبارزة التي تعود إلى الحقبة الإسلامية في أرض إسبانيا، ولعلَّ أبرز هذه المعالم قصر الحمراء، الذي يعتبر علامة فارقة من علامات العمارة الإسلامية، بالإضافة إلى بقايا مدينة الزهراء، والتي كانت تعتبر واحدة من أهم المدن الأندلسية على الإطلاق، وجامع قرطبة، والذي يرجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي، والعديد من المعالم الأخرى المميزة التي تسهم بشكل كبير في استقطاب السياح من كافة أنحاء العالم.


ومن أشهر العلماء الذين كانوا نتاج التواجد الإسلامي في أرض إسبانيا: الطبيب أبو القاسم الزهراوي، والصيدلي أبو جعفر الغافقي، والشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، والفيلسوف ابن رشد، والشاعران ابن زيدون، وابن حزم، والعديدون من العلماء، وعلماء الدين، والفنانين، والشعراء.


الإسلام في إسبانيا الحديثة

بناء على الإحصائيات السكانية، فقد قارب عدد المسلمين في إسبانيا المليوني نسمة تقريباً، إذ ينقسم هؤلاء المسلمون بين الإسبانيين الأصليين، والإسبانيين المهاجرين، خاصة أولئك الذين يرجعون إلى الأصول المغربية أو الأمازيغية، ومما ساعد على تزايد أعداد المسلمين في إسبانيا في العصر الحديث الهجرات العديدة التي قام بها المسلمون من مواطنهم الأصلية إلى الدول الغربية والأوروبية، فازدياد أعداد المسلمين لم ينحصر في إسبانيا وحدها، بل شمل مختلف البقاع الأوروبية، والغربية.


هذا وتضم إسبانيا العديد من الهيئات والجمعيات الإسلامية التي تقدر بالعشرات، إذ تنتشر هذه الهيئات في مختلف بقاع البلاد، كما أنها تقدم خدمات عديدة وجليلة لمسلمي تلك البلاد، فهي تنشر التعاليم الإسلامية، وتعلم اللغة العربية لغة القرآن الكريم، كما أنها تقدم دروساً في شتى العلوم الإسلامية للمسلمين هناك، عدا عن قيام بعضها بإجراء الدراسات والأبحاث المختلفة.

791 مشاهدة