الصلاة
للصّلاة مَنزِلة كَبيرة وعَظيمةُُ فِي نِفوسِ المُسلمينَ وعندَ الله تعالى، لأنّها هِيَ أوّل عِبادةُُ فُرضَت على المُسلمين، وَهِيَ أوّل ما يُحاسبُ عليها العَبدُ يومَ القيامة فإن صَلُحَت صَلُحَ باقي عَمَلَهُ وإن فَسُدَت فَسُدَ باقي عَمَلِهِ، وَهِيَ الرّابطُ بَينَ العَبدِ وربّهِ، فَمَن وَصَلَها وَقَامَ بأداءِ الصّلاة فَهُوَ قَد صَنَعَ حَبلٌ يَربطهُ بَينهُ وبينَ الله تعالى، وَمَنْ قَطَعَها فَهُوَ قَطَعَ الحبلُ بينهُ وبَينَ ربّهِ عزّ وَجَل.
معنى حَيّ على الصّلاة
قَد وَضَعَ الأذانُ فِي عصرِ الرّسول عليهِ الصّلاةُ والسّلام بَعدَ أن إنتشرَ الإسلام وأصبحت البلاد الإسلاميّة كبيرة وعدد المُسلمين أكثَرْ، مِمّا جَعَلَ الرّسولُ صلّى الله عليهِ وسلّم الأذان حَتّى يَسمع جميع المُسلمين مَوعِدُ الأذانِ، وأمرَ الرّسولُ بلال بن رباح رضيَ اللهُ عنه ليُنادي النّاس للصلّاة وهو أوّل مؤذّن في الإسلام، والرسول صلى الله عليهِ وسلّم لا يَنطِقُ عَنِ الهَوى إنّما هُوَ وُحيٌ يُوحى لَهُ فالآذان هو مِن وَحيِ الله تعالى لنبيّهِ عن طريق جبريل عليهِ السّلام.
عِندما يَقولُ المُؤذّن حَيّ على الصّلاة فَهِيَ إشارة تَدُلّ على قُربِ الصّلاة وَيَجِبْ الإستعدادُ لها، وَهُوَ نِداءُ الله عزّ وجل للنّاسِ جَميعاً حتّى يَقوموا بأداءِ الصّلاة في وقتِها وَتُكرّر مَرّتين للتأكيدِ على سَماعِ النّاس لأذانِ الصلاة وقربَ مَوعِدُها وهذا هُوَ المَعنى ل حيّ على الصّلاة، أمّا المَعنى الباطِني والدّاخلي لَها هِيَ أن يَترِكَ العَبدُ جميعَ مَشاغلهُ وَيذهبُ إلى أداءِ صلاتهِ الّتي يُنادِيها الله عزّ وجل للمُؤمنين كافّة فِي كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّات حَتّى لا تُلهيهمُ التّجارةِ عَن ذِكرِ الله وأداءِ الفريضةِ الّتي فُرِضَت على المُسلمينَ جَميعاً.
فَعندَما نُلبّي نِداءَ الله عزّ وجل وسماعِ حَيّ على الصّلاة تأتي بَعدها حَيّ على الفَلاح والمَقصودُ فِيها هِيَ النّجاحُ فِي الدُّنيا والفَوزُ بالآخرة بشرطِ إذا لبيتَ نداءَ الله تعالى عِندَما يَقولُ لَكَ حَيّ على الصّلاة، فَهِيَ رسالةٌ يُرسلها لَنا اللهُ تعالى كلّ يوم خَمسَ مَرّات للنّجاحِ والتّوفيقِ والسّعادةِ والرّزقِ الّتي وُضِعَتْ فَقَطْ بَينَ يَديّ الله عزّ وجل، فَمِنْ غَيرِ الصّلاة لا يُوجَد فَلاح أي لا يُوجدُ نَجاحٌ ولا سعادةٌ حقيقيّة وزرق كريم سِوا مَعَ الله تعالى، وهذِهِ الرّسالةِ نَسمَعُها كُلّ يَوم وَمَع ذلك نتأخّر وَقَدْ لا نُلبّي الطّلبَ نِهائيّاً وَقَدْ قَالَ الله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) فَحافِظ على صَلاتِكْ وَلَكَ ما تُريدَ مِنَ الله تعالى.
فوائد تلبية النّداء حَيّ على الصّلاة
- رِضا الله عنكَ: إنّ رضا الله تعالى لا يُمكِن أنْ يَتَحَقّق بالصّورةِ الكامِلة سِوا بِتلبيةِ نِداءِ الله تعالى فِي اليومِ خَمسَ مَرّات، فَعِندَما نُلبّي نِداء الله تعالى فَهُنا يَأتِي رِضا الله تعالى علينا وهي أعظَمُ ما يَطلُبهُ العَبدُ الصّالِح.
- السّعادة والهِداية: سرّ السعادة الصلاة، فَمِن خِلالها تشعُر بكلّ شيء جميل لأنّكَ مع خالقَ الجَمالِ والسّعادة.
- إستِجابةِ الدُّعاء: إنّ الدعاء مقرونةٌ بالصّلاة، فَمِن يُريدُ أنْ يَسمَعُ الله تعالى لهُ فعليهِ بحبلِ الله وحبلُ اللهِ هِيَ الصّلاة.
فإذا كُنتَ تُريدُ حَياةً بالمَعنى الحَقيقي خاليةٍ مِنَ المَشاكِل النّفسيّةِ والجسديّةِ والهموم لَبّي طَلَبَ الله تعالى عِندَ إقامَةِ الصّلاة، وَكُنْ مِن أولئكَ الّذينَ إذا سَمِعُوا حيّ على الصلّاة فزّت قلوبِهِم وَوَجِلَتْ لذِكرِ الله تعالى، فالرّاحةُ لا تَكون سوا بالقربِ مِن الله وأن تؤدّي حُقوقَ الله عليكَ فَبعدَها لَكَ الدُّنيا والآخِرة وَحياةٌ طَيّبة مِن عِندهِ سُبحانهُ وتعالى أتَمناها لِيْ وَلَكُم.