المعلم المسلم
يعدّ المعلم المسلم حامل أعظم رسالة بعد رسالة الأنبياء حيث تتلاقى رسالته مع رسالة الأنبياء في دعوته للخير، واهتمامه بمكارم الأخلاق، وتعزيزه للقيم والمبادئ النبيلة، والمعلم المسلم صاحب رسالة عظيمة ابتداءً وانتماؤه بالدرجة الأولى هو انتماء لرسالته قبل أن يكون انتماءً لوظيفته، وحتى ينال المعلّم المسلم شرف الرسالة التي يحملها رسالة التعليم فلا بدّ من توفّر مجموعة من الصفات، حيث إنّها بمجموعها تضفي تصوراً صحيحاً للمعلم المسلم حامل رسالة الدعوة وعقيدة التوحيد.
صفات المعلم المسلم
- النيّة الصالحة؛ حيث تكون نيته بالمهنة التي يقوم بها إرضاء الله سبحانه وحمله لدعوته، فمهنة التعليم بالنسبة له منبراً مهمّاً في تبليغ الدعوة.
- القدوة الحسنة بأن يكون المعلّم المسلم قدوة لطلابه فيما يدعو إليه من قيم واتجاهات سلوكيّة، فالدعوة بلسان الحال أبلغ وأقوى من الدعوة بلسان المقال، والجمع بين لسان الحال ولسان المقال مطلوب في مهنة التدريس.
- الصبر والتحمّل، حيث يواجه المعلّم بأنماط ونماذج شتى من الطلاب، ومهمّته بالتأكيد ليست سهلة فالطلاّب فيهم المزعج، وفيهم المندفع، وفيهم سيء الطباع، وفيهم الحسن والجيّد فهم دروب شتى، والمدرسة هي خليط من كل هذا، فلا بدّ من تمتع المعلّم المسلم بقدرٍ عالٍ من الصبر والتحمّل والحكمة، فالتعليم عبادة، وهو يحتاج إلى صبر وتحمّل كسائر العبادات.
- الرحمة والإشفاق، فالطلاّب هم أبناؤه وكلّما دنا منهم بهذه الصفة، كلّما ارتقى بهم في دروب التعليم والرقي العلمي.
- قوة الحجة وطلاقة اللسان، فاللسان وما يمتلك صاحبه من منطق وحجة هو وسيلة الاتصال والتواصل مع الآخرين.
- التحضير الجيد للدروس، فلا يُقبل من مدرس مسلم أن يذهب للتدريس دون تحضير وتصور ذهني مسبق لما يقوم به في غرفة الصف.
- حُسن المظهر؛ فالمظهر الأنيق والرائحة الطيبة من مدعمات الشخصية، والمدرس المسلم أولى النّاس بذلك.
- الانتماء للرسالة، إنّ رسالة المعلّم المسلم هي التعليم وما يتضمنه من قيم ومبادئ واتجاهات، ورسالة علميّة، فالانتماء لكلّ هذه الأمور مطلوب، وواجب في حق المعلم المسلم.
دور المعلم المسلم في التغيير
إنّ للمعلّم المسلم دوراً عظيماً في إعداد الجيل وتنشئته، ووظيفته من أهم الوظائف في المجتمع، فما من مسمّى وظيفي في المجتمع إلّا ويضع المعلّم بصمته عليه، فالوزير والشرطي والطبيب، والمهندس، والجندي، والبرلماني والسفير، كلّهم قد ترك عليهم المعلم بصمته فدوره في إعداد وتنشئة الجيل، وخدمة الوطن والأمّة دور حيوي وعظيم، لذا يجب أن يصان دوره ويتمتع بحقوقه كاملة ليتفرغ بشكل أفضل لرسالته التعليميّة، فلا يقلق على وضعه الاقتصادي ولا على مستقبله ومستقبل أبنائه.