الدعوة إلى الله تعالى
تعتبر الدعوة إلى الله عز وجل من الأمور الواجبة على المسلمين في الشريعة الإسلامية، ومن الجدير ذكره أنَّه ليس من الضروري العلم الواسع أو الإحاطة بجميع أحكام وقواعد الشريعة الإسلامية حتى يقوم المسلم بهذا الواجب ما دام بالغاً عاقلاً وقادراً، وصاحب الدعوة في الديانة الإسلامية هو صاحب الرسالة نفسه.
يُشير غالبية الفقهاء إلى أنّ حكم الدعوة إلى الله عز وجل هو فرض كفاية، ومعنى ذلك أنّه إذا قام بعض أفراد المجتمع بالدعوة إلى الخالق فإنّ الفرض يسقط عن بقية المجتمع بشرط سد الكفاية، وسد الكفاية في عصرنا الراهن هو تحويل الحكم من فرض كفاية إلى فرض العين لأنّ أعداد الأشخاص القائمين بالدعوة غير كاف لتحقيق شروط سد الكفاية.
صاحب الرسالة والدعوة إلى الله
إنّ صاحب الرسالة هو الشخص المسلم الذي يهتم بالدعوة الإسلامية وتصبح اهتمامه الأكبر في حياته اليومية، وتتضاءل أمامه جميع الأمور والقضايا غير الشرعية، كما يُوظف جميع أفكاره وأعماله في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل بحيث لا يرضى تغييرها أو تعويضها بشيء معين، ولا يقف دونها شيء ولا يستعيض عنها بشيء ولا يرضى بغيرها.
صفات صاحب الرسالة والدعوة إلى الله
- يكون مهموماً بالدعوة: من خلال محاولة اصلاح المجتمع ومواجهة الفساد، وخدمة الناس كما كان يفعل سيدنا يوسف عليه السلام في سجنه، وابتغاء وجه الله عز وجل في جميع الأمور والأعمال والأقوال، وكثرة ذكر الله وعبادته حتى أنّهم لا يتركون مكاناً للتعبد إلا ويذهبون إليه، والحرص على مصالح الخلق والرحمة بهم والعطف عليهم.
- يعمل للدعوة على مسار حياته: يضطر الإنسان بقضاء الوقت في أعماله المهنية الحياتية حتى يظن أنّ ذلك يتعارض مع كونه صاحب رسالة؛ وهذا الاعتقاد من المفاهيم الخاطئة لأنّ كلّ إنسان لديه مشاغل حياتيه يجب أن يقوم بها ويُوظف طاقاته حتى يُفيد نفسه وعائلته وأفراد مجتمعه، فمثلاً ينشغل المعلم طوال الوقت في المدرسة والدروس الخصوصية بعد دوامه المدرسي، فيعلل أنَّ مشاغله الحياتية والوظيفية تمنعه عن أداء واجباته نحو الدعوة لكنّه يستطيع العمل للدعوة الإسلامية من خلال وظيفته كأن يبدأ الحصة بالتسمية وشكر الله، والربط بين الدروس التي يشرحها وما جاء في شريعة الله عز وجل وسنة نبيه، ويُمكن تطبيق هذا المبدأ على جميع المهن والوظائف الحكومية أو الخاصة أو الأهلية.
- يجعل الدعوة في أولوياته: لكل إنسان حاجات في هذه الدنيا، فالعمل الحياتي والبيت والأولاد والاهتمامات والرغبات الخاصة جميعها تقع ضمن نطاق الأمور المباحة والواجبة وتخرج عن إطار المحرمات، لهذا يُعتبر صاحب الرسالة بأنه شخصاً يمتلك قدرة كافية على ترتيب أولياته بأسلوب منظم ومتقن.