محتويات
تعريف بعلي بن أبي طالب
هو الصحابي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ابن عمّ النبي -عليه الصلاة والسلام-.[١] أمّا والدة علي فهي فاطمة بنت أسد بن عبد مناف من بني هاشم، بنت عمّ أبي طالب.[٢]
كنية علي رضي الله عنه ولقبه
يكنّى علي -رضي الله عنه- بأبي الحسن، وبأبي ترابٍ؛ وهي كُنيةٌ أطلقها عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما وجده راقداً في المسجد وقد أصاب جسده التراب، بعد أن سقط الرداء عنه، فأخذ النبي يمسح التراب عنه، وهو يردّد: (قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ).[٣][١]
ولادة علي بن أبي طالب ونشأته
اختلفت الروايات في تحديد السنة التي وُلد فيها علي -رضي الله عنه-؛ فرُوي عن ابن إسحاق أنّه وُلد قبل البعثة بعشر سنواتٍ، وهو ما رجّحه ابن حجر العسقلاني، بينما رُوي عن الحسن البصري أنّه وُلد قبل البعثة بخمس عشرة أو ست عشرة سنةً، ورُوي عن محمد بن علي الباقر قولاً يُوافق قول ابن إسحاق، وقولاً آخراً أنّه وُلد قبل البعثة بخمس سنواتٍ، ونُقل عن الفاكهي أنّ علياً كان أول من وُلد في جوف الكعبة من الهاشميين، وقال الحاكم بتواتر الأخبار في ولادة علي في الكعبة، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- قد تكفّل بعلي بعد أن أصابت قريش في إحدى السنوات أزمةٌ شديدةٌ تضرّر الناس بسببها، وكان أبو طالب كثير الأولاد، فأتاه النبي مع العباس؛ ليكفل كلٌّ منهما أحد أبنائه، فيُخفّفا عنه ضيقه؛ فكَفِلَ العباس جعفر، وكَفِلَ النبي علياً الذي آمن به بعد بعثته.[٤]
أسرة علي بن أبي طالب
والدا علي بن أبي طالب
والد علي بن أبي طالب
اشتُهر أبو طالب؛ والد علي -رضي الله عنه- بالسيادة والرئاسة في قريش، فكان أحد سادتها، وأبطالها، وعقلائها، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- قد نشأ في بيته حين كان في كفالته ورعايته، كما نصره ودافع عنه بعد بعثته، ووقف سدّاً منيعاً أمام ضغوطات قريش؛ للتخلّي عن النبي، أو تسليمه إليهم، وقد تمنّى النبي هداية عمّه إلى توحيد الله، فجَهِدَ نفسه في حَمْلِه على الإسلام، والنطق بالشهادتين؛ لِما كان يحمله في قلبه من الحبّ الكبير له، إلّا أنّ أبا طالب بقيَ على دينه؛ خشيةً مِن أن تعيّره قريش بتركه دين الآباء والأجداد، وقد توفّي عن اثنين وثمانين عاماً، قبل هجرة النبي إلى المدينة المنوّرة بثلاث سنواتٍ.[٥]
والدة علي بن أبي طالب
وهي فاطمة بن أسد -كما تقدّم القول-، مَنّ الله عليها بالهداية إلى توحيده، والإيمان بدعوة النبي، كما أنّها هاجرت إلى المدينة المنورة، وكان النبي يتردّد إلى بيتها، وقد تُوفِّيت في حياته، فصلّى عليها، وألبسها قميصه، ونزل في قبرها، وتولّى أمر دفنها، وأثنى عليها الثناء الحسن.[٥]
إخوة علي بن أبي طالب وأخواته
كان لعليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- العديد من الإخوة، أشهرهم ثلاثة، وهم: عَقيل، وطالب، وجعفر، وكان علي أصغرهم، وكانت له أختان، وهما: أم هانىء، وجمانة، وفيما يأتي نبذةٌ عن كلٍّ منهم:[٥]
- طالب: لم يُؤمن برسالة محمّدٍ، ومات على دينه بعد مشاركته في غزوة بدر، علماً أنّه شارك فيها مُكرَهاً؛ إذ كان يحبّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
- عَقيل: أُسِرَ بيد المسلمين بعد مشاركته في غزوة بدر، وكان قد شارك فيها مُكرَهاً، ففداه عمّه العباس، ثمّ أسلم يوم فتح مكّة في السنة الثامنة للهجرة، وقِيل: يوم الحديبية في السنة السادسة للهجرة، وشارك بعد ذلك مع النبي -عليه الصلاة والسلام- في غزواته، كغزوة مؤتة، وغزوة حُنين.
- جعفر: كان من الصحابة الأجلّاء السابقين في الإسلام؛ حيث هاجر إلى الحبشة مرّتَين، وتزامنت عودته في المرة الثانية مع انتصار المسلمين في غزوة خيبر، وقد أمَّرَه النبيّ على جيش غزوة مؤتة، فأبلى فيها بلاءً حسناً، وقُطِعت يداه، واستُشهِد في مؤتة عن عُمرٍ يناهز الثالثة والثلاثين.
- أم هانىء: كان إسلامها يوم فتح مكّة، فدخل النبيّ إلى بيتها، وصلّى صلاة الضحى ثماني ركعاتٍ.
- جُمانة: وكانت قد أسلمت، وتزوّجت من أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.
زوجات علي بن أبي طالب وأبناؤه
تزوّج عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعددٍ من النساء، ولا يعني ذلك أنّه جمع بينهنّ في الوقت ذاته، فأنجب منهنّ عدداً من الأولاد، وبيان ذلك في ما يأتي:[٦]
اسم الزوجة | أولاد علي منها |
---|---|
فاطمة بنت الرسول محمدٍ
للمزيد من التفاصيل عن فاطمة -رضي الله عنه- الاطّلاع على مقالة: ((حياة فاطمة الزهراء)) |
للمزيد من التفاصيل عن أبناء السيّدة فاطمة الاطّلاع على مقالة: ((كم عدد أولاد فاطمة الزهراء)). |
أم البنين بنت حزام الكلابيّة |
|
ليلى بنت مسعود التميميّة |
|
أم حبيبة بنت زمعة التغلبيّة |
|
أم سعيد بنت عروة الثقفيّة |
|
أسماء بنت عُميس الخثعميّة |
|
أُمامة بنت أبي العاص |
|
خولة بنت جعفر الحنفيّة |
|
للمزيد من التفاصيل عن زوجات علي -رضي الله عنه- وأبنائه الاطّلاع على المقالات الآتية:
إسلام علي بن أبي طالب
ذكر ابن إسحاق أنّ عليّاً بن أبي طالب دخل على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ذات مرّةٍ وهو يُصلّي مع السيّدة خديجة -رضي الله عنها-، فسأله عن ماهيّة تلك العبادة، فبيّن له أنّها من شعائر الدين الذي اصطفاه الله لعباده، وأرسل به رسوله، وعرض عليه الإيمان برسالته؛ بتوحيد الله، والتبرُّؤ من الأصنام، فتردّد علي في القبول، وأراد أن يستشير والده في ذلك، فكَرِه النبيّ انتشار خبر الدعوة قبل أن يُعلنها بنفسه، فخيّر علياً بين الإسلام، أو كتم الأمر وعدم إعلام أحدٍ به، فبات عليّ ليلته تلك يُفكّر في أمر الدعوة حتى وقع الإيمان في قلبه، فغدا إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- طالباً منه أن يُعيد عليه ما دعاه إليه أوّل مرّةٍ، فكرّر عليه النبيّ الشهادتَين، والتبرُّؤ من اللات والعُزّى، فأسلم عليّ، ونطق الشهادتَين، وكتمَ إيمانه؛ خشيةً من أبي طالب.[١]
كان إسلام عليّ -رضي الله عنه- حين بلغ من العُمر ثماني سنواتٍ كما نُقِل عن عُروة، وقِيل إنّه كان قد بلغ من العمر أربع عشرة سنةً كما روى جرير عن المغيرة، وذكر الحسن بن زيد بن الحسن أنّه كان ابن تسع سنواتٍ حين إسلامِه، وثبت عن ابن عبّاس أنّه كان أوّل الناس إسلاماً؛ حيث كان يكتم إيمانه خوفاً من أبيه، في حين أظهر البعض إسلامه، وأعلنه، كأبي بكر الصدِّيق -رضي الله عنه-.[٢]
للمزيد من التفاصيل عن أعمال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في إسلامه الاطّلاع على مقالة: ((أهم أعمال علي بن أبي طالب))
هجرة علي بن أبي طالب وفداؤه للنبي
ذكر ابن عبّاس -رضي الله عنه- قصّة فداء عليّ للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينما أراد المشركون التربُّص به، وقَتله؛ حيث نام علي ليلة الهجرة إلى المدينة في فراش النبيّ- عليه الصلاة والسلام-، فبات المشركون ليلتهم يظّنون أنهّم يحاصرون رسول الله في بيته، إلّا أنّه كان قد سار إلى الغار، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه، فتفاجؤوا بوجود عليّ نائماً في فراشه، فسألوه عن النبيّ، فأجابهم بأنّه يجهل مكانه، فتتبّعوا أثر النبيّ بعد ذلك؛ علّهم يجدوه بعد فشلهم في تنفيذ مُخطّطاتهم لقَتله،[٧] ثمّ هاجر عليّ -رضي الله عنه- إلى المدينة بعد هجرة النبيّ إليها بثلاث ليالٍ بعد أن أدّى الأمانات التي كانت لدى الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى أصحابها؛ إذ كلّفه النبيّ بذلك.[٨]
جهاد علي بن أبي طالب
شارك عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- في الغزوات جميعها، ولم يتخلّف إلّا عن غزوة تبوك؛ حيث استخلفه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يومئذٍ على المدينة المُنوَّرة، ومن الغزوات التي شارك فيها، وأبلى بلاءً عظيماً:[٩][١٠]
- غزوة بدر: والتي حَمَلَ عليّ -رضي الله عنه- لواء جيش المسلمين فيها، ولم يتجاوز عُمره حينذاك العشرين سنةً.
- غزوة أحد: والتي حَمَلَ عليّ -رضي الله عنه- لواء المسلمين فيها بعد استشهاد مُصعب بن عُمير -رضي الله عنه-، كما دافع عن الرسول وثبت معه في نهاية الغزوة، فأُصِيب بستّ عشرة ضربةً، وقد كلّفه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعد انتهاء المعركة بتحسُّس خبر قريش، فخرج مُتتبِّعاً أثرهم، وعَلِم أنّهم مُتَّجهون صَوب مكّة.
- غزوة حمراء الأسد: كان عليّ -رضي الله عنه- من الذين استجابوا إلى دعوة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد غزوة أحد، وكان حاملاً للواء المسلمين.
- غزوة بني النضير: والتي تمكّن عليّ -رضي الله عنه- فيها من قتل عَزْوَكَ؛ أحد زعامات اليهود.
- غزوة الخندق: والتي بارز عليّ -رضي الله عنه- فيها عمرو بن عبد ودّ العامري؛ وكان أحد أشهر الفرسان، فتمكّن عليّ من قتله.
- غزوة بني قريظة: وقد حمل عليّ راية المسلمين فيها، فكان في مُقدّمة الجيش.
- غزوة خيبر: حمل عليٌّ الراية يوم خيبر، وفتح الله على يدَيه حصونها.
- غزوة حُنين: والتي ثبتَ عليّ -رضي الله عنه- مع رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فيها حتى نهايتها.
- صلح الحديبية: وقد سجّل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- موقفاً إيمانياً عظيماً حينما رفض مَحو عبارة: "محمدٌ رسول الله"، بعد أن اعترض على كتابتها المشركون.
خلافة علي بن أبي طالب
بُويِع لعليّ -رضي الله عنه- بالخلافة في أوائل السنة الخامسة والثلاثين للهجرة؛ حيث أجمع المسلمون مهاجرون وأنصار على اختياره خليفةً للمسلمين؛ لفضله ومكانته، فزانَ الخلافة، وشرَّفَها بقَدره وعدالته، فكانت بيعته بيعة اجتماعٍ ورحمةٍ بالأمّة،[١١] وقد تغيّرت عاصمة الخلافة في عهده -رضي الله عنه-؛ بسبب التطوُّرات التي فرضت نفسها في تلك الفترة، فأصبحت الكوفة عاصمة الخلافة، ومحور الأحداث، بينما تحوّلت المدينة المُنوَّرة إلى ولايةٍ يرأسها سهل بن حنيف الأنصاري، ولم تتوسّع الفتوحات الإسلامية في عهد علي -رضي الله عنه-، بينما انتشر الإسلام بقوة في أذربيجان؛ بفضل الأشعث؛ والي الخليفة عليها.[٩]
كانت خلافة علي -رضي الله عنه- خلافةً راشدةً كأسلافه؛ إذ استمرّ تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، ومراعاتها كما كان سابقاً، إلّا أنّ اهتمامات الناس في عهد علي -رضي الله عنه- تغيّرت؛ فأصبحوا ينظرون إلى أوضاع الولايات الداخليّة، بعد أن كان جُلّ اهتمامهم مُنصَبّاً على الفتوحات، ومناطق الثغور، وقد سار عليّ بالناس على نَهج عمر بن الخطّاب؛ فتشدّد في مَنح الأُعطيات للولاة؛ بسبب قلّة الفتوحات، واشتدّ على قريش؛ فمنع خروجهم من الجزيرة بعد أن تفرّق الناس في الأمصار.[٦]
للمزيد من التفاصيل عن خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الاطّلاع على مقالة: ((خلافة علي بن ابي طالب))
مكانة عليّ بن أبي طالب ومنزلته
كانت لعليّ -رضي الله عنه- مكانةٌ عظيمةٌ عند النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد تربّى في حِجْره، وصُنِع على عَينه، فكان قريباً إلى قلبه، حائزاً عنده مقاماً رفيعاً، كما زوّجه النبيّ أحبّ بناته إليه؛ السيّدة فاطمة الزهراء، ونهى أمّته عن الإساءة إليه، وحَثّ المسلمين على مَحبّته، وأمرهم بمُوالاته.[٥]
مناقب عليّ بن أبي طالب
كانت لعليّ -رضي الله عنه- الكثير من المناقب، والفضائل، والتي يُذكَر منها:[١٢][١]
- اعتباره أحد الصحابة العشرة الذين بشّرهم رسول الله بالجنّة.
- منزلته العظيمة من رسول الله؛ فقد قال له عندما استخلفه على المدينة يوم تبوك: (ألَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِن مُوسَى إلَّا أنَّه ليسَ نَبِيٌّ بَعْدِي).[١٣]
- تآخي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- معه حينما آخى بين المهاجرين والأنصار في المدينة المُنوَّرة بعد الهجرة.
- قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للمسلمين في عليّ: (اللَّهمَّ مَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ اللَّهمَّ والِ من والاهُ وعادِ من عاداهُ).[١٤]
- فتحه حصونَ خيبر؛ فقد أعطى النبيّ عليّاً يوم خيبر رايةَ جيش المسلمين، فتقدّم بها حتى فتح الله على يدَيه، وكان قد قال النبيّ للمسلمين قبل أن يُسلّم الراية: (لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ).[١٥]
- ضَرْب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قلبَ عليّ، ودعوته له يوم بعثه قاضياً إلى اليمن؛ فسدّد الله رأيه، وهدى قلبه.
- اعتباره من أهل بيت النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيراً.
- جَمْعُه للقرآن مع عددٍ من الصحابة على عهد رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.
صفات علي بن أبي طالب
صفات عليّ بن أبي طالب الخَلقيّة
كان عليّ -رضي الله عنه- حَسن الوجه كأنّه القمر ليلة البدر، ضحوك السِّن، عظيم العينين، كثيف اللحية، أصلع الرأس، ضخم البطن والساقين، وكان ربعةً في الرجال؛ أي ليس بالقصير ولا بالطويل.[٥]
صفات عليّ بن أبي طالب الخُلُقيّة
كان عليّ -رضي الله عنه- رجلاً شجاعاً شَهِدَت له الميادين بالبطولة، والتضحية، والفداء، كما كان صاحب علمٍ غزيرٍ، وفِقهٍ عميقٍ بالقرآن والسنّة؛ بما حباه الله من اللسان السؤول، والقلب العقول، وكان رجلاً حكيماً، وقاضياً عَدلاً؛ بفضل دعوة النبيّ له، أمّا في مجال الخَطابة، فقد كان خطيباً مُفوَّهاً تقطر عباراته، وكلماته بلاغةً، وسحراً، وقد تحلّى بكثيرٍ من الصفات الحَسنة، كالوَرَع، والتقوى، والحياء، والتواضُع، والعفّة، وغيرها الكثير.[٥]
للمزيد من التفاصيل عن خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الاطّلاع على مقالة: ((صفات علي بن أبي طالب))
استشهاد علي بن أبي طالب ومكان دفنه
كان عليّ -رضي الله- عنه يعلم أنه سيموت قتلاً، فقد بشّره النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنه سيُقتل شهيداً فقال: (أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَشْقَى الناسِ رَجلينِ؟ أُحَيْمِرُ ثمودَ الذي عقَرَ الناقَةَ، والذي يضْرِبُكَ يا عَلِيُّ عَلَى هذِه، حتى يَبُلَّ مِنْهَا هذِه)،[١٦] يعني لِحيتَه، وقد استُشهِد -رضي الله عنه- على يد ابن ملجم، حيث جلس يراقب موضع خروج عليّ -رضي الله عنه-، فلمّا خرج ذات يومٍ يوقظ الناس للصلاة ويقول: "الصلاة الصلاة"، ضربه ابن ملجم بالسيف إلى جانب رأسه، فسال دمه الشريف على لحيته،[١٧] واستُشهِد عليّ -رضي الله عنه- ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلةٍ مضت من رمضان من السنة الأربعين للهجرة، وكان عُمره ثلاثاً وستّين سنةً، وقِيل بضعٌ وخمسون،[١٨] وقد اختلف العلماء في مكان دفن علي رضي الله عنه، فقال ابن تيمية وابن سعد وابن خلكان -رحمهم الله- إنه دُفِن في الكوفة وتحديداً بقصر الإمارة، وقال عبد الله العجلي إنه دُفن بالكوفة بمكانٍ غير معلوم، أما الحافظ أبو نعيم فقال إنه دُفن بالكوفة ثم نُقل إلى المدينة المنوّرة بواسطة ابنه الحسن بن علي رحمه الله، وقال إبراهيم الحربي إن مكان قبر علي -رضي الله عنه- غير معلوم.[١٩]
للمزيد من التفاصيل عن علي -رضي الله عنه- الاطّلاع على مقالة: ((قصة علي بن ابي طالب)).
المراجع
- ^ أ ب ت ث محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 498،499،511، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب الإمام شمس الدين الذهبي، كتاب سير أعلام النبلاء، صفحة 495-496، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6280، صحيح.
- ↑ أ.سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث (2007)، أطلس الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتبة العبيكان ، صفحة 17-18. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح عبد الستار الشيخ (2015)، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 29،31،32،33،225،10،11،27. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود شاكر (2000)، التاريخ الإسلامي (الخلفاء الراشدون ) (الطبعة الثامنة)، دمشق: المكتب الإسلامي، صفحة 247،248،257. بتصرّف.
- ↑ عماد السيد محمد إسماعيل الشربيني، كتاب رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم، صفحة 154. بتصرّف.
- ↑ موسى بن راشد العازمي، كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 86، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب د.أكرم ضياء العمري، عصر الخلافة الراشدة (محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهاج المحدثين)، السعودية : مكتبة العبيكان ، صفحة 88-89، 139، 195-196. بتصرّف.
- ↑ د.علي محمد محمد الصلابي (2004)، أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، الإمارات: مكتبة الصحابة، صفحة 124-126/133-136/139-143/146،147/ 195،196، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد الجابري (2017-12-7م)، "مَرْويَّات فضائل عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه في مُستَدرَك الحاكِم دراسة حَديثيَّة - خِلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومبايعة الصحابة له"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-2-6. بتصرّف.
- ↑ النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 3-8، جزء 20. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 4416، صحيح.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع، الصفحة أو الرقم: 2/195، إسناده صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 4210، صحيح .
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمار بن ياسر، الصفحة أو الرقم: 2589، صحيح.
- ↑ عبد الستار الشيخ (1436هـ - 2015م)، علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين والمفتى عليه في العالمين (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 789-792. بتصرّف.
- ↑ ابن أبي الدنيا (2001)، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (الطبعة الأولى)، دمشق: دار البشائر، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ "الخلاف في مكان قبر علي بن أبي طالب"، www.islamqa.info، 27-3-2011، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2020. بتصرّف.