الصحابي حجر بن عدي
التفّ حول النّبي عليه الصّلاة والسّلام في دعوته وجهاده للمشركين رجال قلّ نظيرهم في التّاريخ، فهم خير القرون وأفضل الأجيال حيث صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وبذلوا الغالي والنّفيس من أجل أن يروا راية الإسلام خفّاقة، ومن بين هؤلاء الرّجال برز اسم الصّحابي الجليل حجر بن عدي الكندي.
لم يعرف على وجه التّحديد تاريخ مولد الصّحابي الجليل حجر بن عدي المنسوب إلى قبيلة كندة، وإنّما ورد في كتب التّاريخ ذكر وفاته في السّنة الواحدة والخمسين بعد الهجرة، وقد وفد رضي لله عنه شابًّا فتيًّا إلى المدينة المنوّرة مسلمًا مؤمنًا بدعوة الإسلام.
الجهاد
شارك الصّحابي الجليل حجر بن عدي في أيّام عهد الفاروق رضي الله عنه في فتوح الشّام والعراق، وقد كان أحد قادة جيوش المسلمين حينما تمكّن من فتح مدينة مرج عذراء أو عدرا التي تقع شمال شرق دمشق، كما شارك في معركة القادسيّة الشّهيرة مع الفرس وأبلى فيها بلاءً حسناً.
وعندما تولّى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة بايعه حجر بن عدي، ثمّ لازمه بعد ذلك في كافّة معاركه، حيث تولّى القيادة في أحيانٍ كثيرة، ومن المعارك التي شارك فيها رضي الله عنه معركة صفّين الشّهيرة في سنة 37 للهجرة، حيث برز فيها مقاتلًا صنديدًا لم يعرف له شبيه، كما شارك في قيادة جناح الميمنة في جيش الإمام عليّ الذي تصدّى للخوارج في معركة النّهروان حينما منوا بهزيمةٍ نكراء.
تزكية العلماء له
وقد زكى الصّحابي الجليل كثيرٌ من العلماء منهم الإمام الذهبي وابن عبد البر، والحكام النيسابوري ووصفوه بالزّهد والعبادة وشجاعة النّفس حينما كان لا يجامل أحداً في الحقّ ولأجل ذلك لُقّب بحجر الخير.
المقام
وقد دفن رضي الله عنه في المنطقة التي فتحها، وهي منطقة عدرا في الشّام، وله مقامٌ معروف هناك كان الناس يزورونه من كلّ مكانٍ، ويتذكرون سيرته وجهاده.