خلق الله سبحانه وتعالى الناس وجعلهم في مجتمعات ودول، ومن أبرز الأسباب في بقاء المجتمعات والحفاظ على استمراريتها هو وجود الأم، وقد عني الإسلام منذ وجوده بالأم وأولاها أهمية كبيرة، وذلك تقدير لدورها السامي في النهوض بالأجيال، فما هو فضل الأم؟ وما هو السبيل للحصول على طاعتها؟ وهل يعدّ عيد الأم كافياً لإعطاء الأمهات حقوقهن؟
حرص الأسلام على برّ الوالدين، وأولى الأم عناية كبيرة، ويظهر ذلك من خلال الأحاديث النبوية الشريفة، والتي تحظ على طاعة الأم، وقد سار الصحابة الكرام على نهج الرسول صلّى الله عليه وسلّم في حثّ الناس على تقدير الأمهات والعناية بهنّ، وذلك لما لهنّ من فضل على أبنائهن وعلى المجتمع، فللأم أهميّة تكمن في تربية الأبناء وتوعيتهم على مدى حياتهم ليصبحوا جيلاً واعياً وقادراً على بناء المجتمع، فهي المنبع والمدرسة التي يتخرج منها الأولاد؛ وهي مصنع الرجال، وهي دافعهم للإنجاز، بما تشحذه من همم وتحركه فيهم من طاقات نحو الخير، ولا يقتصر دور الأم على ذلك بل يتعدّاه إلى دور حماية الأطفال من الانحلال والتشرد والعمالة، وذلك كونها المرشدة التي توجه الأبناء إلى طريق الصواب، ويعتبر الحصول على رضا الأم واحد من أم أسباب النجاح في الحياة، والطريق الأمثل للحصول على رضا الله ومحبته والفوز بالحياة الآخرة، ويظهر ذلك من خلال النهي الذي ورد في الآيات الكريمة عن عقوق الوالدين، وحديثها عن دور الأمومة الذي تقوم به الأم، كما أن صلاح المجتمعات أو فسادها مرهون بصلاح الأمهات وفسادهن.
الأم جوهرة ثمينة، لا يعرف قدرها إلّا من كوته نار فقدانها، لذلك كونوا الحاضن الأول لها في كبرها لأنها هي التي من كانت الحاضن لكم في طفولتكم، وعليكم بطاعة وبر والداتكم للتتمكنوا من الحصول على رضا الخالق ومحبته، وعدم الزج بهن بدور العجزة، والتي تعد مأوى لا روح ولا عاطفة فيها.