موضوع تعبير عن واجبنا نحو الأم
الأم هي الأنثى الحنونة التي لا يجيد أحد القيام بدورها في الأسرة، فهي مصدر الحب والعطاء والخير للأبناء، بما تبذله من مشاعر حب وحنان وخوف وقلق في رحلة تربيتها لأبنائها، فهي من تسهر عليهم في الليل، وتلتزم رعايتهم والدعاء لهم حتى يشفيهم الله عند مرضهم، وهي مَن تفتح ذراعيها وصدرها الحنون حتى تخفف عن أولادها الهموم والمتاعب، فهي السيدة الأولى في حياة الإنسان، فلا أحد ينكر فضلها في تربيتنا حتى نخرج إلى الحياة بكلّ ثقة وعزيمة، مما يوجب علينا حفظ حقوقها وتقديمها لها بكل ودّ.
وصى الله تعالى الإنسان بوالديه في محكم التنزيل: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23-24]، مما يجعل من أهم الواجبات التي فرضها الله تعالى على الأبناء تجاه آبائهم وأمهاتهم واجب الطاعة، فلا يجوز على الفرد منّا التملص وعدم الامتثال لأوامر الوالدين والأم على وجه التحديد وما تطلبه بشرط عدم طاعتها في المحظور أو بما يغضب الله تعالى كالشرك والكفر والعياذ بالله، كما إنّ إظهار الحب، والاحترام، والرأفة، والأدب، وعدم الصراخ على الأم أو ضربها، أو شتمها، من واجباتنا تجاهها، بالإضافة إلى الدعاء لها، وتفضيلها على أنفسنا وتلبية ما تحب من حاجيات بإحضارها لها، بالإضافة إلى النفقة، فالنفقة واجبة على الأبناء تجاه أمهم، إذ لا بدّ من الإنفاق عليها، ومن الواجبات المهمة أيضاً واجب الرعاية؛ لأنّ الأم مهما بلغت من العمر فهي إنسانة لا بدّ من رعايتها والاهتمام بها، فعندما تمرض يجب الإسراع إليها وتقديم اللازم مثلاً، كما أنذ علينا الحرص على مجالستها ومؤانستها فهي تحتاج إلى ذلك لا سيما في كبرها.
الأمّ جنة الإنسان التي يجب عليه أن يستغلها ليكسب بها رضا الخالق، فبرضاها تعمُّ البركة في الرزق والعمر والبيت والأولاد، وبغضبها يحل على الإنسان السخط وتُنزع من حياته البركة، فما أجمل أن يقدّم الفرد الخير لأمه ليجد ثمرته في حياته ومماته.