كلنا نعلم وندرك ما للـتدخين بشتى أشكاله (سيجارة/أرجيلة/جراك) من مضار بالغة على جسد الإنسان وصحته بشكل عام ، لكننا لم نلتفت إلى اليوم إلى ضرر من نوع آخر وهو الضرر النفسي والإجتماعي، وقد تكون للوهلة الأولى معلومة غريبة ومثيرة فما علاقة التبغ بحالتنا النفسية وكيف له أن يؤثر في انفعالاتنا وامزجتنا .وهل يمكن ان يؤدي إلى مرضا نفسيا أو عقليا؟؟
حسناً فلنأخذ الأمور بسلاسة أكثر، ونبحر في أعماق النفس البشرية ، خصائصها ، تركيبتها ، قدراتها وكيف توظفت معا واتحدت لتعلن عن وجود شخصية متميزة انفردت وتفردت في بشريتها، خلقت النفس البشرية مفطورة على الخير، على حب الحياة والمتعة والراحة والبعد عن كل مايؤذيها ويؤلمها وهذه النفس تشبه ذلك المستودع الكبير(المخزن)المملوء بكل الدفاتر والأوراق القديمة والجديدة وكل المعدات واللوازم فهو يحتاج دوماً إلى تعهد مستمر وإشراف دائم ليحصل على الرعاية والإهتمام.
فقد يكون أحد أهم أسباب التدخين وتبني العقل لهذه العادة السلوكية هو الكم الهائل من المخزونات والضغوط النفسية التي لم نتعهدها بالرعاية والإهتمام بتفريغها أو ايقافها وهذا المخزن أو المستودع النفسي هو مايسميه علماء النفس بالعقل الباطن ، بينما ماندركه بحواسنا الخمس ويظهر جلياً للآخرين هو مانطلق عليه العقل الواعي، فنحن نمتلك عقلا واحد لكنه يعمل بمستويين وأكثر ولانحتاج هنا إلا معرفة المستوى الأول (العقل الباطن) والمستوى الثاني (العقل الواعي).
العقل الباطن | العقل الواعي |
---|---|
يستوعب أكثر من 2 مليون معلومة في الثانية | يستوعب 5-7 ملعلومة في الثانية |
لا يعي اللحظة وغير مدرك للوقت | يعي مايحدث الآن |
يتعامل بالرموز لذلك هو مصدر الاحلام | يتعامل بالحواس الخمس |
لا يجادل ابدا ويقبل كل فكرة تأتيه من الواعي | منطقي يجادل و ويناقش |
تجدر بنا الإشارة هنا إلى أن نعلم ان قراراتنا التي نأخذها وتصبح سلوكاً فيما بعد هي عبارة عن قناعة تكونت في العقل الواعي ومع التكرار وعملية التلقين الدائم المستمر للعقل الواعي بمعلومة محددة يوافق عليها ويأمر العقل الباطن الذي لايجادل ولا يناقش أبدا ، وبالتالي يتكون لدينا مفهوم وقناعة جديدة فيأمر بدوره العقل الباطن سائر خلايا الجسد فتوافق هي أيضا ويبدأ الفعل للسلوك الجديد و بهذه الطريقة تتكون العادات الإيجابية والسلبية، ونقصد هنا (عادة التدخين)، تذكر/ي دائماً أن الدماغ وحده يتالف من ملايين الخلايا العصبية التي تتغذى على الدم والأوكسجين ، وتنتقل الفكرة من خلية لأخرى عن طريق مادة (البيتبيد) التي تربط بين الوصلات العصبية والقشرة المخية.
وإذا عرف السبب بطل العجب...فما دمنا نعرف كيف تكونت قناعاتنا وسلوكياتنا اليومية مؤكد أننا سنعلم أيضا كيف السبيل إلى التخلص من بعض القناعات الخاطئة والتي تؤثر على صحتنا ومتعتنا ونجاحنا في الحياة بشكل عام ويبقى السؤال ، هل يؤثر التدخين على حالتنا النفسية وتواصلنا الإجتماعي
قال صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الأمين "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى"