محتويات
مفهوم الندوة
الندوة لغة
يمكن تعريف الندوة في اللغة بأنها جماعة يلتقون في ناد معين للمناقشة وتلقِّي المشورة والبحث في قضية ما، كما يُقال في الندوة إنها النادي، أمّا ندوة الجماعة فهي اجتماعهم، ودار الندوة هي المكان الذي يجتمعون فيه، وعندما يُقال عن شخص ما بأنه شارك في ندوة علمية فهذا يعني أنه شارك في لقاء ليُحاور أفراداً آخرين في موضوع علمي، وللندوة أنواع؛ فهناك الندوة العلمية، والثقافية، والصحفيّة وهي التي يجتمع فيها الصحفيون للمناقشة في أمر ما، وهناك الندوة الدولية وهي التي يجتمع فيها الخبراء والعلماء.[١]
الندوة اصطلاحاً
الندوة اصطلاحاً هي عبارة عن اجتماع رسمي يلتقي فيه مجموعة من الأفراد لمناقشة موضوع ما يهمّهم أمره ويكونون مختصين به، كما يكون اجتماعهم في مكان وزمان محددين، وقد يكون الموضوع الذي سيتم النقاش حوله أدبياً، أو اجتماعياً، أو ثقافياً، أو علمياً، وما إلى ذلك،[٢][٣] وفي الندوة يطرح كل من المجتمعين رأيهم حول القضية التي يتناقشون بها، كما ينقل كل منهم آراء أشخاص آخرين يكونون قد سمعوها من قبل، الأمر الذي يزيد من جودة الاجتماع وتحقيق الهدف المرجوّ منه.[٤]
مفهوم الندوة قديماً
للندوة تاريخ عريق، فقد عُرِفت قديماً في العصر اليوناني، وكانت عبارة عن مأدبة أرستقراطية تجتمع فيها مجموعة من الرجال في غرف مخصصة لذلك ليناقشوا أموراً مختلفة مع بعضهم البعض، كأمور السياسة، والفلسفة، كما كانوا يتبادلون الشعر، وقد كان من طقوس اجتماعاتهم أن يلبسوا الأكاليل ويجلسوا مستندين على أرائك خاصة بأكواعهم اليُسرى، وكان العبيد يخدمونهم ويحضرون لهم الشراب والنبيذ، أما افتتاحهم للندوة فيكون بأداء الصلوات والتراتيل الخاصة بهم، كما كانوا يختتمون مجالسهم بها أيضاً، ومن أشهر ندوات ذلك العصر، ندوات أفلاطون التي كان يُجري فيها حوارات خيالية حول الحب بين سقراط وأريستوفان (بالإنجليزية: Aristophanes) وألكيبيادس (بالإنجليزية: Alcibiades).[٥]
عناصر الندوة
تتشكل الندوة من مجموعة من العناصر لا بد أن تتوفر لكي تكتمل ويتحقق الهدف منها، وهذه العناصر هي:[٣]
- موضوع الندوة: يُقصد بموضوع الندوة القضية التي سوف تُطرح ليتم النقاش حولها سواءً كانت علمية، أم أدبية، أم فلسفلية، أم طبية وما إلى ذلك.
- مدير الندوة: هو الشخص الذي يديرالندوة ويربط بين فقراتها، ولا بد أن يقوم بمجموعة من المهام حيث يجب أن يُجهز المكان على أكمل وجه، ويكون على اطّلاع بالموضوع الذي سيتم طرحه، وأن يكون على علم بكيفية الربط بين الفقرات، كما يجب إعطاؤه الحرية الكاملة لإبداء رأيه، ويجب أن يكون واسع الصدر وقادراً على تلقي أي من الملاحظات، وأن يكون قادراً على إعادة الحاضرين إلى موضوع الندوة في حال الابتعاد عنه، كما عليه أن يكون قادراً على استخلاص النتائج بعد انتهاء الندوة.
- أعضاء الندوة: هم الأشخاص المشاركون في الندوة ومن لهم علاقة بموضوعها.
- الجمهور: هم المختصون الذي يحضرون الندوة، ويسمعون النقاش، ويكونون مختصّين بموضوعها مهتمين بها.
- الحوار: يجب أن يتصل الحوار بموضوع الندوة، وله حدود يجب ألا يتعداها الأعضاء ولا الجمهور.
أنواع الندوات
تصنف الندوات تبعاً لما تضمه من أشخاص، فقد تكون الندوة مفتوحة وتضم مدير الندوة والأعضاء المشاركين بها والجمهور، وقد تكون الندوة مغلقة؛ أي تكتفي فقط بالمدير والأعضاء المشاركين دون وجود جمهور، وفيما يأتي نبذة عن كل منها:[٣]
- الندوة المغلقة: تشتمل على نوعين، هما:
- الندوة البحثية: حيث يقدم كل عضو مشارك فيها بحثاً عن موضوعها يتم إلقاؤه ويكون قد أعده قبل موعدها، وتقتصر مثل هذه الندوات على المختصين في موضوعها، أما الجهة الداعية للندوة البحثية فتكون إما مؤسسة ثقافية، أو جهة علمية بحتة، أو منظمة دولية حيث يتم نشر الأبحاث بعد انتهاء الندوة، وتكمن وظيفة مدير الندوة في تنظيم عملية إلقاء الأعضاء للأبحاث، وإدارة الحوار ليكون فاعلاً.
- الندوة الاستجوابية: يتم فيها طرح أسئلة معينة وتلقّي الإجابة عليها من المختصين، حيث يختار مدير الندوة الأسئلة ويصيغها ويلقيها، كما يضع أسئلة جديدة، وهنا يجب التنويه إلى أن المدير يجب أن يكون مختصاً بموضوع الندوة، والجدير بالذكر أن موضوع الندوة عادة ما يكون عاماً ويهتم به الجمهور.
- الندوة المفتوحة: في هذه الندوة يشارك الجمهور ويناقشون ولا يكتفون بالاستماع فحسب، حيث يعبرون عن وجهات نظرهم وذلك بعد انتهاء الأعضاء من المشاركة وطرح وجهات نظرهم الخاصة بموضوع الندوة، ومن الأمثلة على مثل هذه الندوات الندوة التلفزيونية، والندوة الإذاعية.
كما تُقسم الندوات إلى أنواع أخرى، ومنها:[٦]
- ندوة الضيف الواحد: هي ندوة يكون فيها ضيف واحد فقط، يُعرَف بموضوع الندوة، ويطرح وجهة نظره بموضوعها، ومن ثم يتلقى الأسئلة التي تتعلق بها ويجيب عليها.
- ندوة الفريق الثابت: تتشكل من فريق ثابت يُناقش القضايا المطروحة، ويتكون هذا الفريق من قادة تنفيذيين معروفين، أو إعلاميين، أو شخصيات شعبية، أو شخصيات تودّ إشهار نفسها من خلال اشتراكها في مثل هذه الندوات، وتكون قضايا مثل هذه الندوات عامة ولا تحتاج إلى أِشخاص متخصصين فيها.
- ندوة الحوار الهادئ: هي ندوة يكون فيها النقاش والحوار في موضوع لا تختلف في مبدأها وجهات النظر، مثل شهر رمضان المبارك، فلا يمكن الاختلاف على مبدأ الصوم، وإنما يتم الحديث فيها عن فوائد الصوم الطبية مثلاً، أو أحكامه، أو أسباب فرضه، وفي أحيان قليلة قد يتحول النقاش فيها من هادئ إلى ساخن؛ بسبب اختلاف وجهات النظر أو إظهار بعض الأفراد لحماستهم وقد تخرج الندوة في هذا الحال عن موضوعها الأساسي، وهنا يكمُن دور مدير الندوة في إعادة الأمور إلى ما كانت عليه.
- ندوة الحوار الساخن: في مثل هذه الندوة تختلف وجهات النظر اختلافاً جوهرياً، كالحديث في موضوع الانتخابات العامة، فهناك من سيؤيدها، وهناك من سيعارضها، ولكل منهما وجهة نظره، وقد يحتدّ فيها النقاش وتعلو الأصوات، وهنا تأتي وظيفة مدير الندوة في تهدئة الأوضاع.
- ندوة الأفكار المُستحدَثة: يتجلى هدف هذه الندوات في المساعدة على التنمية بمختلف أشكالها.
عوامل نجاح الندوة
لنجاح ندوة ما فلا بد من توفر مجموعة من العوامل، منها:[٧]
- الإعداد الجيد للندوة من حيث اختيار الموضوع، وتوزيع الأدوار بين مديرها وأعضائها، وتحديد مكانها ومدتها ووقتها، بالإضافة إلى وجود لجنة للاتصال بمقرها.
- تحديد وقت محدد لكل مشارك في الندوة.
- إبراز النقاط الرئيسة والهدف من الندوة، وتحقيقها.
- استخدام أساليب محددة في الدورة، مثل: الانضباط الذي يعني احترام موعد بدء الندوة وموعد نهايتها، والتنظيم، حيث يعلم كل مشارك في الدورة مهمته وينفذها في وقتها المحدد، وغيرها من الأمور كالكفاءة والتنشيط.
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى ندوة في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2018. بتصرّف.
- ↑ "symposium", www.dictionary.cambridge.org, Retrieved 2018-6-30. Edited.
- ^ أ ب ت عبدالله حسن مسلم (2015)، مهارات الاتصال الإداري والحوار (الطبعة الأولى)، عمان- الأردن : دار معتز للنشر و التوزيع، صفحة: 127-129. بتصرّف.
- ↑ "symposium", www.dictionary.com, Retrieved 2018-6-30. Edited.
- ↑ "Symposium", www.britannica.com, Retrieved 2018-6-30. Edited.
- ↑ "أنواع الندوات"، جامعة بابل ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-30. صفحة: 1-3. بتصرّف.
- ↑ عبد الله حسن مسلم (2015)، مهارات الاتصال الإداري والحوار (الطبعة الأولى)، عمان- الأدرن: دار المعتز للنشر والتوزيع، صفحة: 138. بتصرّف.