قد يدخل الحزن حياتنا فجأة بدون إنذار مسبق، ليملأ حياتنا برداء الألم والإحباط، نتمنى حينها أن نغمض أعيننا ونستيقظ من جديد لنرجع إلى واقع يملأه الفرح والسرور، ونخرج من هذا الحلم الأليم.
محتويات
أشعار عن الحزن
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته
تغيرت الأحوال بعدك كلها
فلست أرى الدنيا على ما عهدته
عقدت بك الأيمان بالنجح واثقاً
فحلت يد الأقدار ما قد عقدته
وكان إعتقادي أنك الدهر مسعدي
فخانتني الأيام فيما إعتقدته
أردّت لك العمر الطويل فلم يكن
سوى ما أراد الله لا ما أردته
فيا وحشة من مؤنس قد عدمته
ويا وحدة من صاحب قد فقدته
وداع دعاني بإسمه ذاكراً له
فأطربني ذكر أسمه فاستعدته
فقدت أحب الناس عندي وخيرهم
فمن لائمي فيه إذا ما نشدته
ما قول أن الصدر ضايق
ما قول أن الصدر ضايق أقول الكون فيني ضاق
ما قول أن غيبتك صعبه أقول البعد ينهيني
أنا ياما زعل قلبي عليك وما طريت فراق
أشيل بخاطري يمكن وارضى لو تراضيني
ياليتك بس تفقدني كثر ماأفقدك واشتاق
قسم بالله ما يطري على بالك تخليني
بعيني إنت هالدنيا وومن غيرك لعيني لاق
كثير وماملوا عيني وقلبي بس يكفيني
فراق.. وكنت أبي منّك تعوّض هالصبر بعناق
عشانك بعت هالعالم وجيت اليوم تنفيني
حبيبي حلت الفرقا وبعثرت بجفاك أوراق
عزاي بغيبتك صوره على بعدك تواسيني
أنا غصب علي أرضى ببعدك وأكتم الأشواق
وأكابر رغم حرماني وأداري دمعتي بعيني
حبيبي والجفا سجني وقربك من سماي إعتاق
بكثر عيوبي بعينك فقدتك وينك وويني
حبيبي حس في حزني ترى دنياي ما تنطاق
أهونها ولا هانت كبيره صدمتي فيني
وشاللي يصير بالدنيا لو إنك جيتني مشتاق
وش اللي تخسره يعني إذا فكرت ترضيني
من الآخر ترى بعدك عطاني بهالزمان طراق
لأني كنت أحسب إنك تموت وما تخليني
أيّها الحزن الذي يغشى بلادي
أيّها الحزن الذي يغشى بلادي
أنا من أجلك يغشاني الحزن
أنت في كلّ مكان
أنت في كلّ زمن
دائر تخدم كلّ الناس
من غير ثمن
عجباً منك.. ألا تشكو الوهن؟
أيّ قلب لم يكلّفك بشغل؟
أيّ عين لم تحمّلك الوسن؟
ذاك يدعوك إلى استقبال قيد
تلك تحدوك لتوديع كفن
تلك تدعوك إلى تطريز روح
ذاك يحدوك إلى حرث بدن
من سترضي، أيّها الحزن، ومن؟
ومتى تأنف من سكنى بلاد
أنت فيها ممتهن؟
إنّني أرغب أن أرحل عنها
إنّما يمنعني حبّ الوطن
أيا حزن إبتعد عني
أيا حزن إبتعد عني ودع جرحي يزل همي
وإني بك يا حزني غير العذاب لا أجني
أيا حزن مالك مني؟ ألا ترى الذي بي يكفيني
تعبت من كثرة التّمني ولست أنت بحائل عني
أيا حزن لاتسئ ظني فأنت في غنى عني
فلي من الآلام ما يبكي ولي من الجروح ما يدمي
الآ يا حزن أتعتقد أنني منك إكتفيت
ألم يحن الآوان بعد؟ ألم يحن زوالك يا حزني؟
لا يحزن الله الأمير فإنّني
لا يحزن الله الأمير فإنّني
لآخذ من حالاته بنصيب
ومن سرّ أهل الأرض ثمّ بكى أسًى
بكى بعيون سرّها وقلوب
وإنّي وإن كان الدّفين حبيبه
حبيب إلى قلبي حبيب حبيبي
وقد فارق النّاس الأحبّة قبلنا
وأعيا دواء الموت كلّ طبيب
سبقنا إلى الدّنيا فلو عاش أهلها
منعنا بها من جيئة وذهوب
تملّكها الآتي تملّك سالب
وفارقها الماضي فراق سليب
ولا فضل فيها للشّجاعة والنّدى
وصبر الفتى لولا لقاء شعوب
وأوفى حياة الغابرين لصاحب
حياة امرىء خانته بعد مشيب
لأبقى يماك في حشاي صبابةً
إلى كلّ تركيّ النّجار جليب
وما كلّ وجه أبيض بمبارك
ولا كلّ جفن ضيّق بنجيب
لئن ظهرت فينا عليه كآبة
لقد ظهرت في حدّ كلّ قضيب
وفي كلّ قوس كلّ يوم تناضل
وفي كلّ طرف كلّ يوم ركوب
يعزّ عليه أن يخلّ بعادة
وتدعو لأمر وهو غير مجيب
وكنت إذا أبصرته لك قائماً
نظرت إلى ذي لبدتين أديب
فإن يكن العلق النّفيس فقدته
فمن كفّ متلاف أغرّ وهوب
كأنّ الرّدى عاد على كلّ ماجد
إذا لم يعوّذ مجده بعيوب
ولولا أيادي الدّهر في الجمع بيننا
غفلنا فلم نشعر له بذنوب
وللتّرك للإحسان خير لمحسن
إذا جعل الإحسان غير ربيب
وإنّ الذي أمست نزار عبيده
غنيّ عن استعباده لغريب
كفى بصفاء الودّ رقّاً لمثله
وبالقرب منه مفخراً للبيب
فعوّض سيف الدّولة الأجر إنّه
أجلّ مثاب من أجلّ مثيب
فتى الخيل قد بلّ النّجيع نحورها
يطاعن في ضنك المقام عصيب
يعاف خيام الرّيط في غزواته
فما خيمه إلاّ غبار حروب
علينا لك الإسعاد إن كان نافعاً
بشقّ قلوب لا بشقّ جيوب
فربّ كئيب ليس تندى جفونه
وربّ نديّ الجفن غير كئيب
تسلّ بفكر في أبيك فإنّما
بكيت فكان الضّحك بعد قريب
إذا استقبلت نفس الكريم مصابها
بخبث ثنت فاستدبرته بطيب
وللواجد المكروب من زفراته
سكون عزاء أو سكون لغوب
وكم لك جدّاً لم تر العين وجهه
فلم تجر في آثاره بغروب
فدتك نفوس الحاسدين فإنّها
معذّبة في حضرة ومغيب
وفي تعب من يحسد الشمس نورها
ويجهد أن يأتي لها بضريب
لا تسأليني عن سبب كتم الأحزان
لا تسأليني عن سبب كتم الأحزان
بس إسأليني عن غيابي وحضوري
لا تسأليني عن سبب دمع الأعيان
بس إسأليني عن دواعي سروري
لا تسأليني عن تصاريف الأزمان
أجامل أحبابي وربعي والأخوان
جبر الخواطر صار معنى حضوري
أعطيهم الفرحه وأنا وسط الأحزان
وأجبر كسور الغير وأهمل كسوري
لا تسأليني عن سبب كتم الأحزان
بس إسأليني عن غيابي وحضوري
لا تسأليني عن سبب دمع الأعيان
بس إسأليني عن دواعي سروري
لا تسأليني عن تصاريف الأزمان
أجامل أحبابي وربعي والإخوان
جبر الخواطر صار معنى حضوري
أعطيهم الفرحه وأنا وسط الأحزان
وأجبر كسور الغير وأهمل كسوري
ليس الغريب غريب الشام واليمن
ليس الغريب غريب الشام واليمن
إن الغريب غريب اللحد والكفن
إن الغريب له حقّ لغربته
على المقيمين في الأوطان والسكن
لا تنهرنّ غريباً حال غربته
الدهر ينهره بالذل والمحن
سفري بعيد وزادي لن يبلّغني
وقوّتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها
لله يعلمها في السر والعلن
ما أحلم الله عني حيث أمهلني
وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا ندم
ولا بكاء ولا خوف ولا حزن
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً
على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلةً كتبت في غفلة ذهبت
يا حسرةً بقيت في القلب تحرقني
دعني أنوح على نفسي وأندبها
وأقطع الدهر بالتذكير والحزن
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني
لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني
دعني أسحّ دموعاً لا انقطاع لها
فهل عسى عبرة منها تخلّصني
كأنني بين جلّ الأهل منطرحاً
على الفراش وأيديهم تقلّبني
وقد تجمّع حولي من ينوح ومن
يبكي عليّ وينعاني ويندبني
وقد أتوا بطبيب كي يعالجني
ولم أر الطبّ هذا اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها
من كل عرق بلا رفق ولا هون
واستخرج الروح مني في تغرغرها
وصار ريقي مريراً حين غرغرني
وغمّضوني وراح الكلّ وانصرفوا
بعد الإياس وجدّوا في شرا الكفن
وقام من كان حبّ الناس في عجل
نحو المغسّل يأتيني يغسّلني
وقال يا قوم نبغي غاسلاً حذقاً
حراً أريباً لبيباً عارفاً فطن
فجاءني رجل منهم فجردني
من الثياب وأعراني وأفردني
وأودعوني على الألواح منطرحاً
وصار فوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسّلني
غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن
وألبسوني ثياباً لا كمام لها
وصار زادي حنوطي حين حنّطني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفاً
على رحيل بلا زاد يبلّغني
وحمّلوني على الأكتاف أربعة
من الرجال وخلفي من يشيّعني
وقدّموني إلى المحراب وانصرفوا
خلف الإمام فصلى ثم ودّعني
صلّوا عليّ صلاةً لا ركوع لها
ولا سجود لعل الله يرحمني
وأنزلوني إلى قبري على مهل
وقدّموا واحداً منهم يلحّدني
وكشّف الثوب عن وجهي لينظرني
وأسبل الدمع من عينيه أغرقني
فقام محترماً بالعزم مشتملاً
وصفّف اللّبن من فوقي وفارقني
وقال هلّوا عليه الترب واغتنموا
حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
في ظلمة القبر لا أمّ هناك ولا
أب شفيق ولا أخ يؤنّسني
وهالني صورة في العين إذ نظرت
من هول مطلع ما قد كان أدهشني
من منكر ونكير ما أقول لهم
قد هالني أمرهم جداً فأفزعني
وأقعدوني وجدّوا في سؤالهم
مالي سواك إلهي من يخلّصني
فامنن عليّ بعفو منك يا أملي
فإنني موثق بالذنب مرتهن
تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا
وصار وزري على ظهري فأثقلني
واستبدلت زوجتي بعلاً لها بدلي
وحكّمته على الأموال والسكن
وصيّرت ولدي عبداً ليخدمها
وصار مالي لهم حلاً بلا ثمن
فلا تغرنّك الدنيا وزينتها
وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير الحنط والكفن
خذ القناعة من دنياك وارض بها
لو لم يكن لك إلا راحة البدن
يا زارع الخير تحصد بعده ثمراً
يا زارع الشرّ موقوف على الوهن
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي
فعلاً جميلاً لعل الله يرحمني
يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً
عسى تجازين بعد الموت بالحسن
ثم الصلاة على المختار سيدنا
ما وضّأ البرق في شام وفي يمن
والحمد لله ممسينا ومصبحنا
بالخير والعفو والإحسان والمنن
مرّيت بالصدفه بشارع الأحزان
مرّيت بالصدفه بشارع الأحزان
لقيت حلم تائه الخطوه والمعان
كان يبحث في أشلاء الزمان
عن نبض سرق أمام العينان
يعود بالذكرى لعالم الأشجان
يقلّب صفحاتاً طواها النسيان
لحظات نبعت من بئر الحرمان
لتغرق القلب باليأس والهوان
تحيه نبض الإنسان لمشاعر الأحزان
تحيه ليل الأسى لدموع تغرق العينان
رأيت الدهر
رأيت الدهر مختلفاً يدور
فلا حزن يدوم ولا سرور
وقد بنت الملوك به قصوراً
فم تبق الملوك ولا القصور