الجندول
الجندول أو (الغندول): وهو الرمز الخاص والتقليد المتوارث للتنقل في طرقات مدينة البندقية في إيطاليا، وهو عبارة عن قاربٍ طويلٍ ورقيق، يُدفع بوساطةِ مجدافٍ طويلٍ ورقيق من حافتيه، وهو أهم وسيلة شعبيّة للمواصلات تشتهر فيها هذه المدينة العريقة والعائمة على سطح الماء، والتي تعدّ من أكثر العوامل جذباً وإمتاعاً للسياح؛ لأنها تقدم للزائر نزهة مائية للتعرف على معالمها، والوصول إلى أماكن متفرقة من أحيائها.
تاريخ الجندول
من الشائع في مدينة البندقية في إيطاليا أنّ بداية استخدام الجناديل أو الغناديل تعود إلى القرن السابع عشر ميلادي، إلا أنّه عُثر على تصاميم خاصة بالجندول تعود لعام ألف وخمسمئة وخمسة وخمسين ميلادي، حيث كان الجندول مستخدماً ضمن الترسانة البحرية الإيطالية، وذلك لما يتميّز به من خفة وسرعة وسهولة في الاستخدام، وفي عام ألف وأربعة وتسعين ميلادي، منح القاضي الأول في البندقية الدوق (فيتو فالير) بعض سكان منطقة البحيرة الشاطئيّة الأحقيّة ببناء زوارق الجندول والتجارة بها، كما خضع الجندول لتغييرات وتطويرات عديدة عبر القرون، حتى وصل إلى شكله الحالي.
مواصفات الجندول
الجندول أو الغوندولا بحسب اللفظة الإيطالية هو قارب شكله طولي، رفيعٌ ورقيق من الجوانب والحواف يضيق من الداخل، ويتمّ دفع القارب والتجديف به عبر مجداف، هو عبارة عن عصاةٍ طويلة ثقيلة الوزن، مصنوعة من خشب الزان، تنتهي بحافة مسطحة رقيقة من جهةٍ واحدة، ويمكن التجديف أيضاً بواسطة ما يعرف (بالفوركولا) والتي هي عبارة عن شوكةٍ مصنوعة من خشب الجوز، نهايتها تشبه أغصان الأشجار، تؤمّن للزورق توازن ارتكازه وثباته، بحيث يتحكّم بها الملاح قوي البنية، لزيادة أو إبطاء سرعة القارب وتغيير اتجاه مساره، وذلك بنقلها من جهةٍ لأخرى بآليةٍ متواترة، فتعمل عمل المقود بالنسبة للقارب، وقد درج العرف السائد بقوانين الجناديل أن تكون ذات لون موحّد، بحيث تُطلَى جميعها باللون الأسود حصراً.
في الوقت الحالي لا يزيد عرض الجندول عن متر واثنين وأربعين سنتيمتراً، بينما طوله لا يتعدى عشرة أمتار وثمانمئة وسبعين سنتيمتراً، بينما يبلغ طول مجداف الزان أربعة أمتار وعشرين سنتيمتراً، في حين يبلغ وزنه أربعة كيلوغرامات وثلاثة سنتيمترات.
الجندول في الوقت الحاضر
تناقص عدد الجندولات واستخدامها في القرن العشرين، حيث حلت محلها القوارب التي تعمل بالطاقة البخاريّة ومحركات الديزل وغيرها وذلك لرخص تكاليفها وسرعتها، إلا أنها ما زالت أحد أهم عوامل جذب السياح للتنزه والتنقل الرومانسيّ في قنوات فينيسيا على الإطلاق.