غذاء الكائنات الحية
تعتمد معظم الكائنات الحية على نفسها وقدراتها ومميزاتها التي منحها الله سبحانه وتعالى إياها من أجل البحث عن الغذاء والبقاء على قيد الحياة، حيث تقوم الحرباء بالتخفّي بين أغصان الأشجار والصخور والتلون بألوانها من أجل مباغتة فريستها والتمكّن منها، بينما يعتمد الضفدع على لسانه الطويل لاصطياد الحشرات التي تشكل الغذاء الرئيسي له، وتقوم العديد من قطعان المواشي بقطع مئات الأميال بحثاً عن المناطق الخضراء المليئة بالأعشاب، وعلى غرار هذه الحيوانات تعتمد بعض الحيوانات وبالأخص الحيوانات الآكلة للحوم من فصيلة السنوريات كالأسود، والنمور، والفهود، والطيور الكواسر، مثل: النسور، والصقور على مطاردة الفرائس حتى الإمساك بها والإجهاز عليها من أجل الحصول على غذائها.
الصيد بالمطاردة
تتبع الحيوانات المفترسة أسلوب دقيق ومدروس في مطاردة فريستها للتمكّن من افتراسها في النهاية والحصول على غذائها وغذاء أطفالها وباقي أفراد القطيع، حيث تقوم الحيوانات المفترسة من فصيلة السنوريات بترصّد مكان تواجد الفرائس وتحديد الفريسة الأكثر ضعفاً والأسهل للاصطياد، وغالباً ما تلجأ هذه الحيوانات إلى مطاردة الفرائس البعيدة عن القطيع أو المنفردة في مكان ما، ثم تعمل الحيوانات المفترسة على الالتفاف حول الفريسة ومحاصرتها من أجل منعها من الهرب، وفي حال تمكّن الفريسة من الهرب تبدأ رحلة المطاردة من أجل الإمساك بها وتحويلها إلى وجبة طعام، وتعتمد الفريسة على سرعتها وخفّتها في الحركة من أجل الهرب من مطارديها من الحيوانات، وغالباً ما تكون هذه الفرائس ضحية الحيوانات المفترسة من أجل تحقيق التوازن في النظام الغذائي واستمرار تواجد الحيوانات المفترسة.
أمّا الكواسر من الطيور فتعتمد على حجمها الكبير وسرعتها في الانقضاض على الفريسة من أجل مطاردتها والإمساك بها، وغالباً ما تطارد هذه الكواسر الحيوانات الآكلة للأعشاب الصغيرة الحجم مثل: الأرانب، والقوارض، والسناجب، بالإضافة إلى خفة وزنها وسهولة حملها وصولاً إلى أعشاشها، ولا يقتصر أسلوب المطاردة على الحيوانات البرية حيث تعتمد بعض أنواع الأسماك والكائنات البحرية على أسلوب المطاردة في المياه من أجل الحصول على فريستها كما هو الحال مع أسماك القرش والحيتان وغيرها من الأسماك المفترسة.
استفادة الإنسان من الصيد بالمطاردة
استغل الإنسان قدرة بعض أنواع الحيوانات على مطاردة الفرائس والتمكّن منها في مجال الصيد بشكل كبير، حيث قام الإنسان من قديم الزمان بتربية الكلاب والقطط والكواسر وتدريبها على الاصطياد بالمطاردة وتحقيق الفائدة للبشرية من خلال ذلك، سواء من خلال تسهيل صيد بعض أنواع المواشي البرية من خلال مطاردة الكلاب المدربة لها، أو الحيوانات الصغيرة الحجم من خلال مطاردة الكواسر لها، بالإضافة إلى تربية القط في البيوت من أجل مطاردة الفئران والقوارض إن وجدت والتخلّص منها.