مدينة أريحا
تُعتبر أريحا واحدة من أهم المدن الفلسطينيّة، وذلك بسبب كونها أقدم مدينة على وجه الأرض وتاريخها العريق الذي يعود إلى عشرة آلاف سنة خلت، بالإضافة إلى الحضارات العديدة التي مرّت بها وسكنتها، وخلّفت العديد من آثارها على أراضيها، وتقع مدينة أريحا في وسط فلسطين بالقرب من حدودها مع المملكة الأردنيّة من الجانب الغربي للبحر الميت ونهر الأردن، وتعتبر المنفذ الرئيسيّ والوحيد لأهالي فلسطين في الضفة الغربيّة والأراضي المحتلّة إلى العالم؛ نظراً لاحتوائها على المعبر المؤدّي من أريحا إلى الأراضي الأردنيّة.
أصل التسمية
تعود كلمة أريحا في أصلها إلى اللغة الساميّة، ومعناها عند الكنعانيين القدامى القمر، أما بحسب لغة سكان شبه جزيرة العرب فتعني الشهر، كما عُرفت مدينة أريحا في كتب التوراة باعتبارها أقدم مدينة ذُكرت فيها بتسمية يريحو، ومعناها باللغة السريانيّة الرائحة أو العطر.
السكان
شهدت مدينة أريحا تركيبات متنوّعة من السكان على مر العصور والسنوات، ففي عام 1945 للميلاد كان عدد سكان مدينة أريحا يقتصر على 3 آلاف فرد، أما التركيبة السكانيّة لهم فكانت تتشكل من 94% من العرب ما بين المسلمين والمسيحيين و6% من اليهود، أما بعد النكبة الفلسطينيّة فقد شهدت هذه المدينة ارتفاعاً كبيراً في عدد سكانها؛ نتيجة لإقامة عدد من المخيّمات للاجئين الفلسطينيين في بعض مناطقها، حيث بلغ عدد سكانها 7500 فرد خلال عام 1965 للميلاد، بحيث تشكّلت الغالبية العظمى من التركيبة السكانيّة لمدينة أريحا في هذه الفترة من اللاجئين سكان المخيّمات، وغيرهم من البدو الذين لجؤوا إليها في عام 1948 ميلادي واندمجوا مع سكانها، أما في عام 1967 ميلادي فعاد عدد سكانها للانخفاض حتى وصل إلى 5.700 فرد، وذلك بسبب أعمال التهجير التي قامت بها إسرائيل بحق سكانها واللاجئين فيها أثناء النكسة، إلا أنّ عدد سكانها عاد للنمو من الجديد حتى بلغ 15 ألف فرد خلال عام 1987 للميلاد، و23 ألف نسمة بحسب التقديرات الحاليذة.
السياحة في مدينة أريحا
ساعد المناخ الدافئ لمدينة أريحا ووقوعها ما بين الأغوار في جعلها أهم مدينة من الناحية السياحيّة من المدن الواقعة تحت حكم الدولة الفلسطينيّة، وخاصةً خلال فصل الشتاء حيث يسودها المناخ الدافئ والمعتدل مع قلة تساقط الأمطار وهبوب الرياح والشمس الساطعة معظم أيام السنة، بالإضافة إلى احتوائها على شواطئ البحر الميت والميزة العلاجيّة التي تحتويها، والقدرة على التمتع بالسباحة في جميع مناطقه دون الخوف من الأحياء المائيّة المختلفة المعدومة الوجود فيه بسبب ملوحته العالية، مما جعله يجذب الكثير من السياح المحليين والأجانب إلى أريحا.