جبل محسن
يُعد جبل محسن من المناطق اللبنانيّة التي يُعاني أهلها من الفقر المدقع، ونقص في جميع الخدمات، إن كانت الحياتية أو الغذائيّة، بالرّغم من عمل بعض أبنائه في مجال المفروشات وأيضاً الألبسة، وربّما يعود ذلك للنزاعات الطائفيّة التي تُعاني منها هذه البقعة، والتي يتجاوز عدد سكّانها ستين ألف نسمة.
موقعه
يقع جبل محسن في الدولة اللبنانيّة، ويُشرف على أواسط مدينة طرابلس، ويقع في الجهة الشرقيّة منها، ويأتي على شكل مرتفع جبليّ، ذي حجم صغير، ويمتدّ هذا الجبل من الشمال من منطقة المنكوبين وأيضاً الملولة، حتّى جنوباً حيث مشروع الحريري، وأيضاً إلى الشرق حيث شارع الأرز.
الأحياء التي يضمها
يضمّ هذا الجبل عدّة أحياء تتفرّع عنه، حيث حيّ المشارقة، وأيضاً حي الأمريكان، وهنالك حي البقار، وحي المهاجرين، إضافة إلى حي السيدة، وأيضاً طلعة الشمال، وحي الملولة، وكواع القبرّة، وحي الرّابيعة، وشارع الريفيرا الذي كان يُعرف سابقاً بشارع الريفا، إضافة إلى حي الملاحية، وأيضاً حي الوادي.
تقرير الأمم المتّحدة حول حياة أهاليه
مُوِّل برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ من إمارة موناكو، وأيضاً من الحكومة الإسبانيّة، بإعداد دراسة ميدانيّة، مع هيئات لبنانيّة كبلديّة طرابلس، وجمعيّة تعاون، إضافة إلى جمعية تنمية وصحّة، وأيضاً الجمعيّة اللبنانيّة لتنمية الطفولة المبكّرة، حول وضع الأسر المعيشيّ في جبل محسن، وحول صحّة الطفل، وأيضاً صحّة الأم.
فتبيّن بأنّ هذه المنطقة هي الأكثر كثافة سكّانيّة في لبنان، وترتفع الإعالة في الأسرة، إذ يُعاني أغلب الأهالي من البطالة، حيث يعيل شخص واحد ثلاثة أشخاص عاطلين عن العمل.
وقد أضاف تقرير الأمم المتّحدة حسب الوضع التعليميّ أنّ الأميّة منتشرة بشكل كبير بين أهالي هذه المنطقة، حيث تتجاوز الأميّة ثلث السكّان، وأنّ مَن أنهى مرحلة التعليم الابتدائي لا تتعدّى نسبتهم الثلاثين بالمئة، ومن أنهى مرحلة التعليم المهنيّ لا تتعدى نسبتهم أربع بالمئة، أمّا من أنهوا مرحلة التعليم الجامعي فإنّ نسبتهم لا تزيد عن خمس بالمئة.
وأظهرت الدراسة التي قيّمت الوضع المعيشيّ في هذه المنطقة، أنّ نسبة سبع وستين في المئة من أهالي جبل محسن يعيشون تحت خطّ الفقر، أمّا الباقون والذين يشكّلون نسبة ثلاث وثلاثين في المئة فإنّهم يعيشون تحت خطّ الفقر الأدنى.
أمّا من حيث العناية الصحيّة، فإنّه جاء حسب التقرير أنّ ما نسبته ثلاث عشرة بالمئة من أهالي المنطقة يعانون من أمراض مزمنة، وما نسبته تسع بالمئة هم لم يحصلوا على علاجات مناسبة لهم، وإنّ عدد الوفيّات من الأطفال مرتفع جداً، إذا ما قِيس بباقي المناطق في لبنان، حيث ترتفع نسبة وفاتهم لأربع مرّات أكثر، وذلك نتيجة نقص العناية الصحيّة، ونقص الخدمات والاهتمام والرّعاية، بوجود مستوصف واحد موجود في المنطقة، ولا يفي بالمعالجة اللازمة لأهل المنطقة.