الموت هو فرض على كل الكائنات الحية التي خلقها الله سبحانه وتعالى مهما طال عمرها، وقد أولى الإسلام الموت وما يترتّب عليه من أمور أهمية خاصة وقد وضّح طريقة التعامل في كل هذه الأمور، فعندما يُتوفى الشخص فإن ما يتركه خلفه من ممتلكات تسمى تركة، وهي تعتبر من حق الورثة إذا لم يوصي بوصيّة يحدد فيها طريقة التصرف في الممتلكات، وقد تكون التركة أمولاً نقدية أو عينية.
يتم توزيع التركة على الورثة بموجب الشريعة الإسلامية حيث أنها حددت نصيب كل فرد له حق في التركة، وللتسهيل على الورثة إجراءات توزيع التركة فيما بينهم بالعدل يتم عمل حصرإرث، فما هو المقصود بحصر الإرث.
حصر الإرث
حصر الإرث هو عبارة عن وثيقة تُصدر لمعرفة مقدار الورثة ومقدار حصة كل شخص من هذه الورثة، ويتم استخراج حصر الإرث من المحاكم الشرعية أو المحاكم الخاصة بقضايا الأسرة والميراث، ويمكن أن تفرض المحكمة في بعض الدول شهوداً يعرفون الأسرة، أو عن طريق استخراج قيد يتضمن ما إذا كان الشخص من ضمن الأسرة أو لا، كما أنه قد يُطلب شهادة وفاة الشخص المتوفي وشهود على المتوفي، وغيرها من الإثباتات ولكل دولة قوانينها المدنية التي تستخدمها في تحديد حصر الإرث.
ويعتبر حصر الإرث من العمليات الحسابية التي يتم ضبطها بأسلوب منظم ودقيق للحصول على نتائج صحيحة بعد تحديد الورثة وتحديد من سيرث منهم، فهي ليست بالمسألة السهلة ولا يجوز فيها الخطأ لأنه يتم الوقوع في دائرة الحرام، لذلك يُتوخى فيها الحذر والتأني ومعرفة أحكام الشريعة الإسلامية فيما يخص التقسيم.
أنواع حصر الإرث
يقسم حصر الإرث إلى نوعين بعد وفاة الشخص هما:
- حصر الإرث القانوني: وهو المعتمد في إنتقال العقارات الأميرية فقط، ويكون حسب قانون إنتقال الأموال الغير منقولة، حيث يأخذ الذكر وفقاً لقانون حصر الإرث القانوني حصة مساوية لحصة الأنثى بغض النظر عن درجة القرابة.
- حصر الإرث الشرعي: وهو عبارة عن تقرير يصدر من القاضي الشرعي بعد إحضار شاهدان يؤكدون فيه حق الوارث من الميراث وهو المعتمد لباقي أموال المتوفي بالنسبة للعقارات الملك ويتم تقسيم الميراث على الذكر والأنثى ويكون للذكر مثل حظ الأنثيين.
طريقة تقسيم التركة حسب قواعد الشريعة الإسلامية
وقد أنزل الله تعالى في القرآن الكريم طريقة تقسيم التركة بين الورثة، ولا يجوز حرمان أحد منها،ففي القديم كانت المرأة تحرم من الإرث وهذا ما حرمه الله تعالى وجعل لها نصيب من التركة.
قال تبارك وتعالى : "يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً ".
فسبحان الله تعالى الذي يقسم كل شيء وفق علمه وحكمته.