علم النفس
هو أحد الفروع الدّراسية في العلوم الإنسانيّة التي تَختص بالدّراسة الأكاديمية للإدراك، والسلوك، والآليات الخاصة بهما نظرياً وعملياً، وتتسع الدّراسات النفسية الحديثة لِتضمّ إلى جانب دراسة الإنسان دِراسة كلٍّ من الحيوانات وأنظمة الذّكاء الاصطناعي.
في الوطن العربي يَدرس آلاف الطلبة في المراحل الجامعية علم النفس كتخصصٍ أكاديميٍ يؤهّلهم للعمل في وظائفَ مختلفة إما كمعلّمين أو مقيمين نفسيين، ويعتبر التعرّف على الأصول الخاصة بذلك العلم أحد الأمور المطلوبة للمهتمين بعلمِ النفس للدّراسة أكاديمياً في مراحل متقدمة.
أصول علم النفس
الهدف والفروع الأساسية
حدد علماءُ النفس الهدف النهائي من هذا البحث الإنساني بفهم السلوك البشري ودوافعه، وتفسير تلك الدّوافع بصورةٍ تسمحُ بالتنبؤ بالسّلوكيات البشرية في المستقبل، والتّحكم في تلك السلوكيات بما يضمن صالح البشرية. مع التقدّم البحثي والتطور العلمي في مختلفِ العلوم ظهرتْ عدةُ فروعٍ بحثيةٍ أساسيةٍ في علمِ النفس الحديث كعلمِ النفس التجريبي الذي يختصّ بدراسة القدرات الإدراكية والحركية للإنسان وعلاقتها بالعمليات المعرفية، مثل تأثير الحالة السمعية والبصرية على الذّهن وسرعة الاستجابة.
ظهر عِلم النفس الفسيولوجي الذي يدرسُ الأساسات الفسيولوجية التي تؤثّر على السلوك، بالإضافة إلى العديد من الفروع الأخرى التي كوّنتْ أهم أصول علم النفس الحديث، كعلم نفس النمو، وعلم النفس التربوي، وعلم النفس الاجتماعي، والصناعي، والتحليل النفسي، وغيرها من الفروع الأكثر تخصصاً.
أقسام دراسة علم النفس
يدرس طلبة علم النفس تاريخ نشأةِ وتطورِ العلم منذ كان أحد المباحث الفلسفية إلى أنْ أصبح دراسةً مستقلةً في القرن التاسع عشر، وخصّصتْ له مختبراتٌ في جامعات أوروبا والولايات المتحدة، بعدها يجب أنْ يمر الطالب على مدراس علم النّفس الحديث كالمدرسة البنائية، ومدرسة التحليل النفسي، ومدرسة الجشطلت، والمدارس الوظيفية والسلوكية.
بعد ذلك يدرس الطالب المناهج البحثية في علم النفس، مستعرضاً كيفية استخدام كلٍّ منها في الدّراسات المختلفة، ومزايا وعيوب كل منهجٍ من تلك المناهج، بحيث تتوفّر لديه خلفيةٌ معرفيةٌ بأصولِ البحث في ذلك العلم.
أهم الأقسام البحثية الكبرى في علم النفس للمبتدئين هي الدّوافع والانفعال، والعلاقة بين كلٍّ منهما، وبدراسة النظريات التي تتعرض لهما يستطيع الدّارس لأصول علم النفس معرفةَ الكثير عن الأساسيات المحركة للسلوك الإنساني، كذلك تعتبر أبحاثُ الانتباه والشعور والإدراك الحسي محددةٌ لشخصيةِ الإنسان مُنذ الصغر، وبدراسة تلك النظريات وغيرها كنظريات التعلم والأبحاث المتعلقة بها والتي اهتمت بها المدارس النفسية المختلفة يُمكن للطالب المبتدئ أو حتى المُهتم بعلم النفس معرفة الكثير عن الأصول المؤسسة لذلك العلم المهم في حياة البشرية.