مواضيع في علم النفس

كتابة - آخر تحديث: ٢٠:٠٥ ، ٢٥ يوليو ٢٠١٨
مواضيع في علم النفس

علم النفس

يُعتبر علم النفس من العلوم الإنسانية التي كانت سابقاً ضمن العلوم الفلسفية حتى القرن التاسع عشر. ومرت مفاهيم علم النفس بالعديد من المراحل حيث بدأ بدراسة النفس أو الروح، ثم انتقل إلى مرحلة دراسة التصرفات والظواهر السلوكية الخارجية، ومنها إلى دراسة اللاشعور وتحليل النفس البشرية، وأخيراً مرحلة العقل أو معالجة العمليات المعرفية. وبذلك اعتُبر علم النفس أنه العلم الذي يهتم بدراسة السلوكيات، والحالات النفسية، والشعور، واللاشعور، كما أنه عُني بدراسة وتصنيف السلوكيات السوية، وغير السوية المرضية، بالإضافة إلى دراسة عمليات معالجة المعلومات من العمليات العقلية والمعرفية التي تعمل على اكتساب المعرفة، وتخزينها، وإدراكها، وآلية استرجاعها. وقد اعتمد علماء النفس في دراستهم للنفس البشرية وسلوكياتها على مناهج بحثية كمية وأخرى كيفية.[١]


موضوع علم النفس

يُعتبر الموضوع الأساسي لعلم النفس هو الإنسان، وجميع الظواهر السلوكية والنفسية الصادرة عنه، ونظراً لشدّة تعقيد هذه الظواهر وصعوبة دراستها ظهر هناك الكثير من المدارس النفسية والتي تُفرد كل عالم بمنهجه، ومدرسته الخاصة به، ومنظوره في إلقاءه النظرة الشاملة على المفاهيم المختلفة كالخبرة، والاستجابات السلوكية عند الإنسان.[٢]


أهداف علم النفس

يهدف علم النفس إلى عدة أهداف، وهي كالآتي:[٣]

  • فهم السلوك الإنساني بشكل خاص عن طريق فهم وتفسير المشكلات والحالات النفسية التي يمر بها الإنسان في حياته سواءً كان فرداً سوياً، أو فرداً يعاني من أي حالة مرضية، إلى جانب دراسته للحالة النفسية، والظاهرة السلوكية، والشعور، واللاشعور، والعمليات الذهنية، والمعرفية، ويكون ذلك بتقديم الوصف الدقيق لظاهرة معيّنة بفهم جميع جوانبها وتحديد عناصرها وطبيعتها.
  • تفسير المشكلات السلوكية بإحالتها إلى عواملها الداخليّة والعصبيّة الأولية، أي تفسيرها بالرجوع إلى عوامل اللّاشعور. ومن الممكن الاعتماد على آليات وطرق التجريب المتبعة في التحليل النفسي كالاستبطان، والملاحظة، والتنويم المغناطيسي، ودراسة الحالة.
  • ضبط السلوك: إن معرفة طبيعة السلوكيات وأسبابها القابعة وراء ردات الفعل الاستجابية والتي تظهر على هيئة سلوكيات خارجية تتيح الفرصة إلى فرض بعض التعديلات على هذه السلوكيات والاستجابات الخاصة بها وتوجيهها، وتحصينها، أو إزالتها، ويكون ذلك عن طريق فهم أنواع العلاقات الترابطية بين الظواهر السلوكية والمثيرات والأسباب التي أدّت إلى ظهورها.
  • التنبؤ بالسلوك: إن معرفة طبيعة الظواهر السلوكية، وأسبابها، وآلياتها، والعوامل المؤثرة بها، تجعل من الممكن القيام بعملية توقّع السلوك والتنبؤ به وبزمن حدوثه.


علاقة علم النفس بالعلوم الأخرى

يؤثر علم النفس ويتأثر بالعلوم والتخصصات المعرفية والإنسانية المختلفة، فمثلاً ظهرت علاقته بعلم الاجتماع في إطار ما يُسمّى بعلم النفس الاجتماعي والذي يدرس أنماط العلاقات المتبادلة بين الأفراد داخل نطاق جماعة صغيرة أو مجتمع كلي. كما أن لعلم النفس علاقة وثيقة بالعلوم الأخرى كالطب، والفسيولوجيا، وعلم الأخلاق، والرياضيات، والإحصاء، والمنطق، والتربية، وسيكولوجيا التعلم. ويَظهر توسّع وتداخل علم النفس في المجالات المختلفة بسبب أن الظواهر السلوكية ظواهر معقّدة ومركّبة تتحكّم فيها الكثير من العوامل كالعوامل السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية، والثقافية، والتربوية، وغيرها الكثير. وبشكل عام فإن علم النفس لم يرقى إلى المرحلة التجريبية إلا في المدرسة السلوكية مقارنة مع علم الاجتماع، وعلم الأنثروبولوجيا، وغيرها.[٤]


فروع علم النفس

يتفرّع من علم النفس الكثير من التخصّصات التي تعالج المجالات المعرفية المختلفة والتي تتحكم بها مبادئ وقوانين علم النفس العام، وظهر هناك الكثير من الفروع منها:[٥]

  • علم النفس الفارقي: وهو فرع من فروع علم النفس العام وهو الذي يهتم بدراسة الفوارق الفردية بين الأشخاص داخل الجماعات الصغيرة، والمجتمعات الدراسية، والأكاديمية، كالغرف الصفية وغيرها، كما أنّ علم النفس الفارقي يعمل على دراسة الحالات التي يمر بها الإنسان خلال الظروف والمواقف والأحداث المختلفة، ويكون ذلك عن طريق التركيز على الفروقات الجنسيّة، والتحصيلية الاجتماعية، والفروقات الذكائية والذهنية، وبشكل آخر فقد ركّزت السيكولوجيا الفارقية على ما يميز الأفراد عن بعضهم في مستوى الوعي، والطموح، والانفتاح، ومستوى المشاعر، والأحاسيس.
  • علم النفس التربوي: ظهر هذا العلم بربط عملية التعلم واكتساب المعرفة والقواعد والمبادئ السيكولوجية أي إن علم النفس التربوي هو فرع من فروع علم النفس العام والذي يهتم بتطبيق ودراسة القضايا النفسية، والمبادئ السيكولوجية في المجال التربوي كسيكولوجية التعلم والذكاء المعرفي، والتربوي، والفروق الفردية، وقضايا العملية التربوية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى دراسة الميول والاتجاهات النفسية، والذاتية، واللعب، والعنف.
  • علم النفس الاجتماعي: هو فرع من فروع علم النفس العام الذي يُعنى بدراسة التفاعلات المختلفة التي تحدث بين الأفراد في إطار الجماعات أو المجتمعات. كما يدرس علم النفس الاجتماعي جميع أشكال التصرفات الإنسانية، والأنماط السلوكية المختلفة التي تظهر بالعلاقات والتفاعلات التي تحدث بين الأفراد في مجتمعٍ معين، أي إن علم النفس الاجتماعي يعمل على فهم التفاعلات النفسية، والوجدانية، والعقلية التي تحدث بين الأفراد داخل مجال ونطاق الجماعة.
  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس الإكلينيكي، وهو العلم الذي يعمل على علاج الحالات النفسية غير السوية داخل العيادة النفسية السريرية، والتي يتوفر بها المستوى المريح والمطلوب من العُزلة والراحة، حيث يسعى علم النفس العيادي عن طريق المُعالِج أو الطّبيب النفسي إلى فهم الأعراض والعلامات غير السوية والشاذة، والتي من الممكن أن تدل على وجود مشكلة أو حالة مرضية بطريقة علمية باستخدام الطرق العلمية في تشخيص وقياس هذه الحالة لمعرفة الأسباب الداخلية والخارجية بهدف وضع الخطط العلاجيّة الفعّالة والمطلوبة.


المراجع

  1. جميل حمداوي (2017)، مدخل إلى علم النفس (الطبعة الأولى)، الإنترنت: شبكة الألوكة، صفحة 5. بتصرف.
  2. الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد (2013)، علم النفس، الجزائر: الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، صفحة 2. بتصرف.
  3. جميل حمداوي (2017)، المدخل إلى علم النفس (الطبعة الأولى)، الانترنت: شبكة الألوكة، صفحة 22-23. بتصرف.
  4. جميل حمداوي (2017)، مدخل إلى علم النفس (الطبعة الأولى)، الانترنت: شبكة الألوكة، صفحة 24-25. بتصرف.
  5. جميل حمداوي (2017)، مدخل إلى علم النفس (الطبعة الأولى)، الانترنت: شبكة الألوكة، صفحة 27-29-41-44. بتصرف.
2,033 مشاهدة