اليمن ، تلك البلد التي تنام على ثرواتٍ تجعل منها درةً للشرق دون منازع ، ولكن الفقر والبطالة وضعف الإقتصاد ، والأوضاع السياسيّة الغير مستقرة تحول دون هذا الأمر ، بل تجعل تلك الثروات المدفونة عرضةً للسلب والنهب ، والشعب في غفلةٍ من أمره ، وسأقوم بإلقاء نظرةٍ موجزة على تلك الثروات .
تحتضن أرض اليمن المعادن ، وهي من أهم الثروات (المنسيّة) ، والمعادن لو استغلت بشكل كامل ، فهي كفيلة بتحقيق الرخاء ةقلب معادلة الفقر والبؤس بين أفراد الشعب الفقير ، ليصبح من أقوى وأغنى الشعوب ، حيث يمتلك اليمن في أعماقه (أكبر مخزون إحتياطي من الجرانيت والرخام) على مستوى الشرق الأوسط بأسره ، ويعد من أجود أنواع الرخام على مستوى العالم ، حيث يمتاز بقوته وصلابته وتعدد ألوانه التي تتراوح من (10 - 15) لوناً .
بالإضافة للرخام والجرانيت ، فأرضها خصبة بالمعادن الأخرى عالية النقاوة والمهمة من معادن البازلت واللفت والدولاميت ، بالإضافة للمعدن الثمين (الذهب) والفضة ، وبنسب مرتفعة جداً ، هذا بالإضافة لمعادن مهمة واحتياطيات عالية من معادن الرصاص والزنك خاصة في مدن صنعاء وحضرموت وشبوة .
ومن المعادن الاخرى التيتانيوم والحديد والفناديون ، أكشفت ببنسب عالية في محافظة مأرب ، وصعدة ، وصباح البيضا ، ومورا، بالإضافة للجبس حيث يقدر احتياطي اليمن منه بـ4,6 بليون طن ، وبنسبة نقاء تصل لـ97,5%،وتكتنز أراضي صنعاء وإب بصخور الترافرتين ، كما تحتوي على إحتياطٍ عالٍ من معادن (الفلدسبار) ، كما تنتشر (الأطيان الصناعية) في عدة مدنٍ ومحافظات من البلاد ، وتشير دراسات إلى وجود (الرمال الزجاجيّة) فيها والتي تشكل ستة مليارات إحتياطي العالم في عدة مناطق هناك ، بالإضافة لأحجار الجابر والجرانيت ، والكوارتز وخام الزيولايت وصخور التف والاجنمبرايت .
وكشفت الدراسات عن وجود نسب عالية من خام الـ(أسكوريا) خام الخبث البركاني في مدن صنعاء وذمار ، وأبين ومأرب وشبوة وعمران ، بالإضافة الى أربعة ملايين متر مكعب من إحتياطي (الكاؤلين) ، واحتياطيات عالية من صخور البرلايت ، والبيوميس ، والزجاج البصري لتوفر رمال السيليكا ،أملاك اليمن من احتياطي المعادن الخاصة بصناعات الأسمنت تخولها لتصبح من أول الدول في صناعة هذه المادة في الشرق الأوسط إن لم تكن الأولى ، ويتميز هذا النوع من الإسمنت بمقاومته العالية للرطوبة ، هذا بالإضافة للإحتياط العالي من الملح الصخري ليقدر بـ390 مليون متر مكعب . قطاع التنقيب واستغلال معادن اليمن يعتبر طوق النجاةللإقتصاد هناك ان استغل على أكمل وجه ، لكن لم يتم البحث والتنقيب إلا عن نسبةٍ لا تتجاوز ال10% هناك ، ولو تم التنقيب عنها بشكل كامل بكل تأكيد ستتغير أحوال البلاد هناك لتصبح من أغنى الدول إقتصادياً بالإضافة للعراقة التي حملها تاريخ اليمن ، وستصبج بحق بلاد اليمن السعيد .