تعبير عن فوائد عمل الخير والمعروف اجتماعياً

كتابة - آخر تحديث: ١٢:٢٤ ، ١٠ أغسطس ٢٠١٦
تعبير عن فوائد عمل الخير والمعروف اجتماعياً

لا يَستطيع أيّ إنسان العيش بشكلٍ مُنعزِل عِن الآخرين؛ فالإنسان كائن اجتماعي؛ يعيش ضمن جماعات؛ بحيث يكون قادراً على التفاعل مع الآخرين بشتّى الطرق المُتاحة؛ مما يعود بالنفع عليه أولاً، وعلى المجتمع الذي يعيش فيه ثانياً.


تقوم العلاقات بين الأفراد عادةً على المصالح المتبادلة، وهو أمر طبيعي؛ فلولا هذه المَصالح لما عمرت الأرض، ولما وصلت إلى هذه المُستويات الهائلة من التقدّم، والتطوّر، والارتقاء. غير أنّ تقديم الخدمات للآخرين سعياً لتحقيق المصالح والمنافع الشخصية دون ترك مساحة لأعمال الخير قد يُعرِّض المُجتمعات الإنسانية للهلاك، ومن هنا فقد جاءت القيم الإنسانية الرفيعة، والأفكار العليا؛ كالأديان، وغيرها؛ لاستنهاض الخير في نفوس الناس، وعمل التوازنات الحياتية المطلوبة التي تُساعد على تحقيق المصالح الشخصية، دون التنكّر لإنسانية الإنسان، وأخلاقه، والخير الكامن في داخله.


إنّ اهتمام أفراد المجتمع الواحد بأعمال الخير يُعتبر صمّام أمان لهم ولمجتمعهم ضد ما قد يعترضهم من تفكك، وتشرذم، وضياع، فمثل هذه الأعمال، والمبادرات قادرة على تقليل المسافة بين طبقات المجتمع، بل وإلغائها؛ خاصة إن كانت منظمة، وتعمل بشكل متآزر فيما بينها، بعيداً عن الدوافع والمصالح الشخصية، أو الغايات الدنيئة.


إلى جانب ذلك، فإن أعمال الخير تعتبر من الوسائل الرئيسيّة التي تساعد في سدِّ احتياجات المحتاجين، الأمر الذي يؤدّي إلى انتشار الطمأنينة بين الجميع. وهنا، فإنّه ينبغي الإشارة إلى أنّ شعور الإنسان بالطمأنينة والاستقرار يجعله أكثر جنوحاً لمُسالمة الآخرين، وموادعتهم، مما يقلل من معدلات الجرائم، والاعتداءات التي قد تنتشر في المُجتمعات المحتاجة أكثر من غيرها، كما يَجدر أيضاً لفت النظر إلى أنّ المجتمعات التي تحتوي على أعداد كبيرة من الفقراء والمحتاجين تحتوي أيضاً في الوقت ذاته على نسبة كبيرة من الأنانيين الذين يعيشون لأنفسهم فقط، ولا يرعون بالآخرين إلَّاً ولا ذمة، وهذا قد يعكس صورةً سلبيةً عن أبناء هذا المجتمع.


من جانب آخر، فإنّ انتشار أعمال الخير في المجتمع يساعد على استغلال كافة القدرات، والإمكانيات فيما هو مُفيد ونافع، بدلاً من إضاعة مثل هذه الأعطيات سُدىً، أو في أعمال قد تعود بالضرر على من قام بها، وعلى كل من يحتك بهم في الآن ذاته.


تعدّدت صنوف المعروف، وأعمال الخير في هذا العصر؛ نظراً لتعدد احتياجات البشر بشكل رئيسي، فلم يعد الأمر مقتصراً فقط على أصحاب الثروات الطائلة؛ بل على العكس من ذلك فإنّ أفقر الناس بإمكانهم إسداء المعروف لأكثرهم غنىً، خاصّةً إن كانت فيهم مهارات يفتقد إليها غيرهم من الناس، الأمر الذي أقام الحجة على الجميع، ودفعهم جميعاً للعمل، والبذل، والعطاء.


إنّ وعي الإنسان بحقيقة أنّ العطاء يجلب الفائدة له وللآخرين يساعد بشكل كبير في تطور الإنسان، وبناء مجتمعات أخلاقية قادرة على حل مشكلاتها، وإقامة قنوات تواصل فعّالة بين أبنائها، ممّا يجعلها مثالاً عظيماً في عيون المجتمعات الأخرى، وهذا ما ينبغي التركيز عليه، وزرعه في الإنسان منذ نعومة أظفاره.

712 مشاهدة