اشتهر الشعر منذ ظهور الاقوام السابقة وكان ذلك وسيلة للترفيه بين الناس ولتناقل اخبار الامم السابقة للاقوام اللاحقة وهو طريقة تتبعها الامم لتأريخ احداثها حيث انها لم تكن تملك اي من الوسائل الموجودة حديثا للتأريخ , وحيث تحافظ على مورثاتها الثقافية والعلمية والتاريخية من الاندثار عبر الزمن .وهنالك عدة اشكال والوان للشعر فهنالك الرثاء وهويكون لذكر محاسن وصفات الميت وتخليدا لذكراه وايضا هنالك الغزل بنوعيه الغزل الصريح والغزل العذري وغيره من الوان الشعر وعلى مدى العصور اشتهر الكثير من الشعراء الرجال منهم و النساء فتم تقسيمهم الى قسمين الشعراء القدامى ومنهم المتنبي وابو فراس الحمداني والشعراء المعاصرين ونذكر منهم احمد شوقي نزار قباني حافظ ابرهيم وغيرهم من الشعراء الأخرين والان سنتناول الحديث عن الشاعر حافظ ابراهيم .
تعريف بالشاعر:
حافظ ابراهيم هو شاعر مصري واسمه الكامل محمد حافظ بك إبراهيم وحسبه تركياً لنسب عربي نال في العهد العثماني، لقب البكواتية ولقب بشاعر النيل وولد سنة 1872 في ديروط على متن سفينة في النيل في الصعيد أو مصر العليا ووالده المهندس إبراهيم أفندي فهمي ووالدته الست هانم وهي تركية، وأخذ لقب بك بقرار عثماني مصري، وذلك تشريفاً لا تكليفاً، وحتى قبل أن يتم اعتماده شاعراً بين السلطتين، سلطة الخلافة العثمانية من جهة وسلطة الدولة المصرية المستقلة من جهة أخرى، وكان معاصراً للشاعر المصري أحمد شوقي " أمير الشعراء" ، والشاعر اللبناني – المصري، خليل مطران الذي لقب بشاعر القطرين.
خدم حافظ إبراهيم في الحربية وأخذ رتبة ملازم ثان وذلك ما بين عام 1891 و 1893، ثم أخذ رتبة ملازم أول، ومن ثم انتقل عسكرياً من مصر إلى السودان، وعاد من السودان بعد "الانقلاب البلاطي". ثم تم العفو عنه، والسماح له بالعودة إلى الحربية مرة ثانية مابين 1895-1903، ومن ثم خدم سنتين في وزارة الداخلية تحت رتبة "ملاحظ بوليس"، ولأنه شارك في ثورة أحمد عرابي، أعفي سنة 1903 من وظيفته، وجلس عن العمل حتى العام 1911، ومن بعدها تم تعينه في دار الكتب الوطنية المصرية حتى حصل على التقاعد، توفي حافظ ابراهيم سنة 1932.
ومن أشهر أشعار حافظ ابراهيم القصيدة العمرية التي تعد طويلة نسبياً وهذه أبيات منها: العمرية
حَسبُ القَوافي وَحَسبي حينَ أُلقيها أَنّي إِلى ساحَةِ الفاروقِ أُهديها لاهُمَّ هَب لي بَياناً أَستَعينُ بِهِ عَلى قَضاءِ حُقوقٍ نامَ قاضيها قَد نازَعَتنِيَ نَفسي أَن أَوَفّيها وَلَيسَ في طَوقِ مِثلي أَن يُوَفّيها فَمُر سَرِيَّ المَعاني أَن يُواتِيَني فيها فَإِنّي ضَعيفُ الحالِ واهيها
وَقَولَةٍ لِعَلِيٍّ قالَها عُمَرٌ أَكرِم بِسامِعِها أَعظِم بِمُلقيها حَرَقتُ دارَكَ لا أُبقي عَلَيكَ بِها إِن لَم تُبايِع وَبِنتُ المُصطَفى فيها ما كانَ غَيرُ أَبي حَفصٍ يَفوهُ بِها أَمامَ فارِسِ عَدنانٍ وَحاميها كِلاهُما في سَبيلِ الحَقِّ عَزمَتُهُ لا تَنثَني أَو يَكونَ الحَقُّ ثانيها فَاِذكُرهُما وَتَرَحَّم كُلَّما ذَكَروا أَعاظِماً أُلِّهوا في الكَونِ تَأليها
وَما أَقَلتَ أَبا سُفيانَ حينَ طَوى عَنكَ الهَدِيَّةَ مُعتَزّاً بِمُهديها لَم يُغنِ عَنهُ وَقَد حاسَبتَهُ حَسَبٌ وَلا مُعاوِيَةٌ بِالشامِ يَجبيها قَيَّدتَ مِنهُ جَليلاً شابَ مَفرِقُهُ في عِزَّةٍ لَيسَ مِن عِزٍّ يُدانيها قَد نَوَّهوا بِاِسمِهِ في جاهِلِيَّتِهِ وَزادَهُ سَيِّدُ الكَونَينِ تَنويها في فَتحِ مَكَّةَ كانَت دارُهُ حَرَماً قَد أَمَّنَ اللَهُ بَعدَ البَيتِ غاشيها وَكُلُّ ذَلِكَ لَم يَشفَع لَدى عُمَرٍ في هَفوَةٍ لِأَبي سُفيانَ يَأتيها تَاللَهِ لَو فَعَلَ الخَطّابُ فَعلَتَهُ لَما تَرَخَّصَ فيها أَو يُجازيها فَلا الحَسابَةُ في حَقٍّ يُجامِلُها وَلا القَرابَةُ في بُطلٍ يُحابيها وَتِلكَ قُوَّةُ نَفسٍ لَو أَرادَ بِها شُمَّ الجِبالِ لَما قَرَّت رَواسيها
وَفِتيَةٍ وَلِعوا بِالراحِ فَاِنتَبَذوا لَهُم مَكاناً وَجَدّوا في تَعاطيها
ظَهَرتَ حائِطَهُم لَمّا عَلِمتَ بِهِم وَاللَيلُ مُعتَكِرُ الأَرجاءِ ساجيها
حَتّى تَبَيَّنتَهُم وَالخَمرُ قَد أَخَذَت تَعلو ذُؤابَةَ ساقيها وَحاسيها
سَفَّهتَ آراءَهُم فيها فَما لَبِثوا أَن أَوسَعوكَ عَلى ما جِئتَ تَسفيها
وَرُمتَ تَفقيهَهُم في دينِهِم فَإِذا بِالشَربِ قَد بَرَعوا الفاروقَ تَفقيها
قالوا مَكانَكَ قَد جِئنا بِواحِدَةٍ وَجِئتَنا بِثَلاثٍ لا تُباليها
فَأتِ البُيوتَ مِنَ الأَبوابِ يا عُمَرٌ فَقَد يُزَنُّ مِنَ الحيطانِ آتيها
وَاِستَأذِنِ الناسَ أَن تَغشى بُيوتَهُمُ وَلا تُلِمَّ بِدارٍ أَو تُحَيّيها
وَلا تَجَسَّس فَهَذي الآيُ قَد نَزَلَت بِالنَهيِ عَنهُ فَلَم تَذكُر نَواهيها
فَعُدتَ عَنهُم وَقَد أَكبَرتَ حُجَّتَهُم لَمّا رَأَيتَ كِتابَ اللَهِ يُمليها
وَما أَنِفتَ وَإِن كانوا عَلى حَرَجٍ مِن أَن يَحُجَّكَ بِالآياتِ عاصيها