الدين الإسلامي
جاء الدّين الإسلامي شاملاً ومتكاملاً، وغطّى كلّ جوانب الحياة اليوميّة، حتّى لا يكون للنّاس حجّة، فقد أعطى شرائعه وأحكامه في كلّ جانب، وذكر حكماً لكلّ عمل، وصلنا عن طريق القرآن الكريم، أو عن طريق سنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، لنعش الإسلام في كلّ أمور حياتنا، ولنبتعد عن الخطأ ونتّبع الصّواب.
من الجانب الاجتماعي في الإسلام، نرى أحكاماً وواجباتٍ خاصة بكل علاقاتنا سواء كانت هذه العلاقة بين الأمّ وأولادها، أو العلاقة بين الزّوج وزوجته، أو العلاقة بين الأرحام.
الأرحام
الأرحام هم الأقارب من نفس النّسب، وهم نوعان:
- رحم محرّم: وهم الأقارب الّذين يحرم الزّواج والنّكاح بينهما، إذا كانا ذكراً وأنثى، مثل الآباء والأمّهات مع أبنائهم، والأخوات والإخوان، والأخوات والإخوان من الرّضاعة، والأجداد والجدّات وأحفادهم، وأبناء الزّوج أو أبناء الزّوجة، والأعمام والعمّات، والأخوال والخالات.
- رحم غير محرّم: وهم الأقارب الّذين يجوز الزّواج والنّكاح بينهم، إذا كانا ذكراً وأنثى، وعلى الأنثى أن تلتزم بلباسها الشّرعي كاملاً أمامهم، بأن تغطّي كل جسدها ما عدا الوجه والكفّين، وهم أبناء العمّ وأبناء الخال، وأبناء العمّة وأبناء الخالة، وبنات العمّ وبنات الخال، وبنات العمّة وبنات الخالة، الّذين لا تجمعهم صلة الرّضاعة.
صلة الرّحم
ذكر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الأرحام، وأوصانا بصلتهم، محرّمين كانوا أو غير محرّمين، والأولويّة دائماً تكون للوالدين، وكلّما كان الرّحم أقرب، كانت الأولويّة له، فمثلاً أولويّة صلة الأخ أكبر من أولويّة صلة ابن العم، وهكذا.
تكون صلة الرّحم بالتّزاور والسّلام، وبمشاركة الأفراح والأحزان، وبكلّ ما يقبله الشّرع من الإحسان والود، ودفع الشّرّ عنهم ما أمكن، لتزيد الرّوابط بينهم وتقوى، وهي تختلف باختلاف قدرات الواصل والموصول، فمثلاً إذا كان الأخُ غنيّاً، فمن واجبه مساعدة أخيه الفقير، أمّا إذا كان الأخوان غنيين، فليس من واجب أحدهما مساعدة الآخر مادّياً، بل عليهم تبادل الزّيارات.
صلة الرّحم امتثال لأمر الله، وهي سببٌ لدخول الجنّة، ومن أحبّ الأعمال إلى الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وهي من الأمور الّتي تشهد للواصل يوم القيامة، وهي من أخلاق الإسلام السّمحة، ومن فضائله.
قطع الرّحم
قطع الرّحم هو عكس صلة الرّحم، وينقسم إلى قسمين:
- واصل رحم ولكن مسيء برحمه: وهو من يصل رحمه بالسّلام والتّزاور، ولكنّه يؤذيهم ويسيء إليهم، إمّا بأخذ حقوقهم، أو بقذف محصناتهم، أو بغيرها.
- قاطع رحم ومسيء برحمه: وهو من لا يصل رحمه، ويسيء إليهم بنفس الوقت. قال سبحانه وتعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ))