اتق الله في نفسك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن احب الكلام إلى الله أن يقول العبد : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، وإن أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل : اتق الله ، فيقول : عليك نفسك ". أخرجه الألباني وهو حديث حسن صحيح .
ويقول تعالى في سورة الأنفال : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون . الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . اولئك هم المؤمنون حقا ) من الآية 1 : 4 .
وقوله : ( إذا ذكر الله ) ، أي : إذا ذكرت عظمة الله وجلاله وسلطانه ، خافت القلوب ووجلت وتأثر الإنسان ، حتى إن بعض السلف إذا تليت عليه آيات الخوف يمرض أياماً حتى يعوده الناس ، أما قسوة القلوب التي نحن فيها نسأل الله أن يلينها ، فيقال للرجل اتق الله في نفسك ، ولا يهتم ، وتتلى علينا آيات الخوف وتمر وكأنها شراب بارد ، فلا نحن نتأثر ، ولا نتعظ إلا من رحم الله ، وكيف لنا ان تمر علينا تلك الكلمات مرور الكرام ، افلا نتق الله في أنفسنا ، أفلا نبصر ونتدبر آيات الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . وكان بعض السلف إذا قيل له : اتق الله . ارتعد حتى يسقط ما في يده .
(وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ) الأنفال الآية 2 . وقيل ازدادوا إيماناً من وجهين : أولهما التصديق بما أخبر الله به من أمور الغيب الماضية والمستقبلة . وثانيهما : القبول والإمتثال لأحكام الله سبحانه وتعالى ، فيمتثلون لما أمر الله به ، فيزداد بذلك ايمانهم وينتهون عما نهى الله عنه ، تقرباً اليه وخوفاً منه ، فيزداد إيمانهم ، فهم إذا تليت عليهم آياته ازدادوا ايماناً من هذين الوجهين .