مدينة تكريت
تتبع مدينة تكريت لمحافظة صلاح الدين العراقية، وتشغل حيّزاً فوق الضّفاف اليُمنى لنهر دجلة، وتَفصل بينها وبين مدينة بغداد مسافة تقدّر بحوالي 180 كيلومتراً نحو الشمال، وعن الموصل حوالي 330 كيلومتراً نحو الجنوب.
تشترك مدينة تكريت من الناحية الشمالية مع كلٍّ من حي القادسية وجامعة تكريت، أما حدودها من الجهة الشرقية فتأتي مع نهر دجلة، وتشترك مع قرية العوجة ووادي شيشين من الجهة الجنوبية، وتشير إحصائيات التّعداد السكاني لعام 2013م بأنّ عدد سكان المدينة قد تجاوز 137 ألف نسمة تقريباً، وتتخذ منها محافظة صلاح الدين مركزاً إدارياً لها.
يُشار إلى أن مدينة تكريت تتخّذ شكلاً مائلاً ذات حواف شديدة الانحدار يصل ارتفاعها إلى 50 متراً تقريباً، كما أنّها تُعتبر منطقةً جغرافيّةً شبه متموّجة بارتفاع يبلغ 110 مترات فوق سطح البحر.
تاريخ مدينة تكريت
يعود تاريخ مدينة تكريت إلى أكثر من 6750 سنة قبل الميلاد، وتتوسّط موقعاً بين المنطقتين التاريخيتيّن أم الدباغية في الجزء الشمالي الغربي وتل الصيوان في الناحية الجنوبية، وجاءت نشأة هذه المدينة تحت تأثير عددٍ من العوامل من أهمّها العوامل العسكرية، وموقعها الجغرافي، وعوامل دينية.
يُشير التاريخ إلى أنّ مدينة تكريت كانت عبارةً عن حصن كبير يتموضع فوق ضفاف نهر دجلة، واتّخذ الملك البابلي نبوبولاسر من المدينة ملجأً له أثناء شنّه لهجمات متعدّدة على مدينة آشور، وكانت المدينة تحمل اسم المستوطنة الهلنستية. تُعتبر مدينة تكريت مسقطاً لرأس عددٍ من القادة والمربّين كالقائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي، والرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والقائد عدنان خير الله طلفاح، وتقوم في أواسط المدينة عددٌ من القصور والقلاع التاريخية كقصر الفاروق عمر بن الخطاب.
الأهمية الدينية لتكريت
تحظى مدينة تكريت بأهميّةٍ دينية كبيرة؛ فقد دخلتها الديانة المسيحية منذ حداثة نشأتها بواسطة توافد المبشّرين إليها، وما زاد من هذه الأهميّة موقعها المهم بالنسبة للدولة الرومانية، ومع مجيء العصر الإسلاميّ دخلت تكريت الإسلام بعد أن تمّ تحريرها في القرن السادس الميلادي المصادف 16 للهجرة، وكان ذلك خلال خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكانت الجيوش الإسلاميّة بقيادة عبد الله بن مالك بن المعتم العبسي.
تَعرضّت مدينة تكريت إلى النهب والدمار عند قدوم الغزو المغولي إليها بقيادة تيمور لنك، ومع حلول عام 1917م فقد اجتاحت القوّات البريطانية مدينة تكريت خلال اندلاع الحرب العالمية الأولى، وفي عام 2003م سقطت في يد الاحتلال الأمريكي.