اشتهرت خواطر وروايات أحلام مستغانمي بشكل واسع وكبير، وكانت دائماً صاحبة الخواطر الجميلة، وهنا في هذا المقال جمعتُ لكم خواطرها الجميلة أتمنى أن تنال أعجابكم.
مقتطفات من روايات أحلام
- أطيلي صلاتك حتى لا تعودي تنتبهين إلى من سرق قلبك، إن كان أخذه.. أم ردّه. كلّما أقبلت على الله خاشعة صَغُرَ كلّ شيء حولك وفي قلبك. فكلّ تكبيرة بين يدي الله تُعيد ما عداه إلى حجمه الأصغر، تُذكّرك بأن لا جبّار إلاّ الله، وأنّ كلّ رجل متجبّر، حتى في حبّه، هو رجلٌ قليل الإيمان متكبّر.
- البعض يفوق كرمه جيبه، لأن يده تسابق قلبه، فيمنحك في أيام ما لا يمنحك آخر في سنوات. سيصعب عليك نسيان رجل كريم كما يصعب على رجل نسيان امرأة كريمة.
- فصل اللقاء والدهشة، فصل الغيرة واللهفة، فصل لوعة الفراق، فصل روعة النسيان.. إنّها رباعيّة الحبّ الأبديّة بربيعها وصيفها وخريفها وأعاصير شتائها.
- استفاقت ولا أحد. رجل عبرها كقطار سريع، دهس أحلامها وواصل طريقه بسرعة الطائرات، فالوقت هو أغلى ما يملك. لا وقت له ليرى ما خلّفه مروره العاصف بحياتها من دمار. أشجار الأحلام المقتلعة، أعمدة الكهرباء التي قطع الإعصار أنواراً أضاءت حياتها، سقف قلبها المتطاير قرميده، ونومها في عراء الذكريات.
- ثمّة رجال لا تكسبينهم إلاّ بالخسارة. عندما تنسينه حقاًً سيتذكّرك. ذلك أنّنا لا ننسى خساراتنا!
- كان يعتقد أنّه يمتلك ثقافة البهجة، بينما تملك هي ثقافة الحزن، ولا أمل في انصهار النار بالماء. فكيف انقلبت الأدوار، وإذ بها هي من يشتعل فرحاً، بينما شيء منه ينطفئ، وهو يتفرّج عليها تغنّي ؟ ربما كان يفضّل لو خانته مع رجل، على أن تخونه مع النجاح. النجاح يجمّلها، يرفعها، بينما اعتقد أنه حين ألقى بها إلى البحر مربوطة إلى صخرة لامبالاته، ستغرق لا محالة. - (مقتطفات من كتاب الاسود يليق بك)
- هُنالك زمن لم يخلق للعشق.. هُنالك عُشاق لم يخلقوا لهذا الزمن.. هُنالك حُب خلق للبقاء.. هُنالك حُب لا يبقي على شيء.. هُنالك حُب في شراسة الكراهية.. هُنالك كراهية لا يضاهيها حب.. هُنالك نسيان أكثر حضوراً من الذاكرة.. هُنالك كذب أصدق من الصدق.
- كلّ من كنت أظنّهم سعداء انفضحوا بحماستهم للانخراط في حزب النسيان. ألهذا الحدّ كبيرٌ حجم البؤس العاطفي في العالم العربي؟! لا أحد يعلن عن نفسه. الكلّ يخفي خلف قناعه جرحاً ما، خيبةً ما، طعنة ما. ينتظر أن يطمئنّ إليك ليرفع قناعه ويعترف: ما استطعت أن أنسى! أمام هذه الجماهير الطامحة إلى النسيان، المناضلة من أجل التحرّر من استعباد الذاكرة العشقيّة، أتوقّع أن يتجاوز كتابي - نسيان كم - أهدافه العاطفيّة إلى طموحات سياسيّة مشروعة. فقد صار ضروريًّا تأسيس حزب عربي للنسيان. سيكون حتماً أكبر حزب قومي، فلا شرط للمنخرطين فيه سوى توقهم للشفاء من خيبات عاطفيّة. أُراهن أن يجد هذا الحزب دعماً من الحكّام العرب، لأنّهم سيتوقّعون أن ننسى، من جملة ما ننسى، منذ متى يحكمنا بعضهم، وكم نهب هو وحاشيته من أموالنا، وكم عَلِقَ على يديه من دمائنا. دعوهم يظنّوا أنّنا سننسى ذلك!
- في تلك المرّة الوحيدة التي جلسا فيها في حديقة عامّة، أصيبت بالذعر حين مرّ بهما أحد المختلّين وهو يتشاجر مع نفسه، ويشتم المارّة ويهدّدهم بحجارة في يده. ظاهرة شاعت بسبب فقدان البعض صوابهم وتشرّد الكثيرين إثر الحرب الأهليّة... وما حلّ بالناس من غُبن وأهوال. ما زالت تضحك لتعليق مصطفى يومها وهو يطمئنها: ـ لا تخافي، نحن هنا في عصمة المجانين... لو داهمتنا الشرطة سأتظاهر بالجنون وأضربك فينصرفوا عنّا... إنّهم لا يتدخّلون إلاّ إذا قبّلتك!
- أكبر لغزين في الحياة هما قطعاً الموت والحبّ. كلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج (المكتوب). لذا، تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما. ذلك أنّ لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره، ليأخذ هذا الشخص دون سواه، بهذه الطريقة لا بأخرى، ولا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات. لماذا هو ؟ لماذا نحن ؟ لماذا هنا ؟ لماذا الآن ؟ لا أحد عاد من الموت ليخبرنا ماذا بعد الموت. لكن الذين عادوا من الحبّ الكبير ناجين أو مدمّرين، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه، ويصفوا لنا سحره وأهواله، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه، لوجه الله.. أو لوجه الأدب.
- لا تنازلي رجلاً بتقديم مزيد من التنازلات. في التبضّع، كما في الحبّ، الرجل لا يحبّ التنزيلات، يريد ما ندر وغلا.
- أذكر تلك المقولة الساخرة: ثمة نوعان من الأغبياء: أولئك الذين يشكون في كل شيء. وأولئك الذين لا يشكون في شيء.
- نحتاج أن نستعيد عافيتنا العاطفية كأمة عربية عانت دوما من قصص حبها الفاشلة، بما في ذلك حبها لأوطان لم تبادلها دئماً الحب.
- أيها الرجال الرجال سنصلي لله طويلاً كي يملأ بفصيلتكم مجدداً هذا العالم وأن يساعدنا على نسيان الآخرين.
- لا تستنزفي نفسك بالأسئلة كوني قدرية، لا تطاردي نجماً هارباً فالسماء لا تخلو من النجوم، ثم ما أدراك ربما في الحب القادم كان نصيبك القمر.
مقتطفات من رواية ذاكرة جسد
- في الحروب، ليس الذين يموتون هم التعساء دائما، إن الأتعس هم أولئك الذين يتركونهم خلفهم، ثكالى، يتامى ومعطوبي أحلام.
- أحسد المآذن وأحسد الأطفال الرضع، لأنهم يملكون وحدهم حق الصراخ والقدرة عليه، قبل أن تروض الحياة حبالهم الصوتية، وتعلمهم الصمت.
- إن الابتسامات فواصل ونقاط انقطاع، وقليل من الناس أولئك الذين ما زالوا يتقنون وضع الفواصل والنقط في كلامهم.
- إذا صادف الإنسان شيء جميل مفرط في الجمال رغب في البكاء.
- الدوار هو العشق، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم، هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف، هو شحنة من الإنفعالات والأحاسيس المتناقضة، التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد، لأن السقوط دائماً اسهل من الوقوف على قدمين خائفتينّ.
- كانت الأيام الفاصلة بين يوم الجمعة ويوم الاثنين تبدو طويلة وكأنها لا تنتهي. وكنت بدأت في العد العكسي منذ تلك اللحظة التي غادرت فيها القاعة، رحت أعد الأيام الفاصلة بين يوم الجمعة والاثنين، تارة أعدها فتبدو لي أربعة أيام، ثم أعود وأختصر الجمعة الذي كان على وشك أن ينتهي، والاثنين الذي سأراك فيه، فتبدو لي المسافة أقصر وأبدو أقدر على التحمل، إنّهما يومان فقط السبت والأحد، ثم أعود فأعد الليالي.. فتبدو لي ثلاث ليال كاملة هي الجمعة والسبت والأحد.
- ترى أهكذا يبدأ الحب دائماً، عندما نبدأ في استبدال مقاييسنا الخاصة، بالمقاييس المتفق عليها، وإذا بالزمن فترة من العمر، لا علاقة لها بالوقت؟.
- أذكر تلك الزيارة بكل تفاصيلها وكأن ذاكرتي كانت تقرأ مسبقاً ما سيكتب لي معك، فأفرغت مساحة كافية لها.
- إن في روايات (أغاثا كريستي) أكثر من (60) جريمة، وفي روايات كاتبات أخريات أكثر من هذا العدد من القتلى. ولم يرفع أي مرة قارئ صوته ليحاكمهن على تلك الجرائم، أو يطالب بسجنهن، ويكفي كاتبة أن تكتب قصة حب واحدة، لتتجه كل أصابع الاتهام نحوها، وليجد أكثر من محقق جنائي أكثر من دليل على أنها قصتها، أعتقد أنه لا بد للنقاد من أن يحسموا يوماً هذه القضية نهائيا، فإما أن يعترفوا أن للمرأة خيالا يفوق خيال الرجال، وإما أن يحاكمونا جميعاً.
- دعني أتوهم أن تلك الشجرة ما زالت هناك.. وأنها تعطي تيناً كل سنة، وأن ذلك الشباك مازال يطل على أناس كنت أحبهم.. وذلك الزقاق الطويل مازال يؤدي إلى أماكن كنت أعرفها.. أتدري، إن أصعب شيء على الإطلاق هو مواجهة الذاكرة بواقع مناقض لها.
- يومها اكتشفت البعد الآخر لليد الواحدة. فقدر صاحبها أن يكون معارضا ورافضا، لأنه في جميع الحالات.. عاجز عن التصفيق.
- الرغبة محض قضية ذهنية. ممارسة خيالية لا أكثر. وهم نخلقه لحظة جنون نقع فيها عبيدا لشخص واحد، ونحكم عليه بالروعة المطلقة لسبب غامض لا علاقة له بالمنطق.
- هناك جثث يجب أن لا نحتفظ بها في قلبنا. فللحب بعد الموت رائحة كريهة أيضا، خاصة عندما يأخذ بعد الجريمة.
- ما أطول قائمة الأشياء العادية التي نتوقعها فوق العادة، حتى تحدث. والتي نعتقد أنها لا تحدث سوى الآخرين، وأن الحياة لسبب أو لآخر ستوفر علينا كثيراً منها، حتى نجد أنفسنا يوماً أمامها.
- إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير، وننتهي من الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئا على حياتنا، فكلّما كتبنا عنهم فرغنا منهم وامتلأنا بهواء نظيف.
- الكاتب إنسان يعيش على حافة الحقيقة، ولكنه لا يحترفها بالضرورة. ذلك إختصاص المؤرخين لا غير…إنه في الحقيقة يحترف الحلم…أي يحترف نوعاً من الكذب المهذب.
- الروائي الناجح هو رجل يكذب بصدق مدهش، أو هو كاذب يقول أشياء حقيقية.
- في الحقيقة كل رواية ناجحة، هي جريمة ما نرتكبها تجاه ذاكرة ما، وربما تجاه شخص ما، على مرأى من الجميع بكاتم صمت، ووحده يدري أن تلك الكلمة الرصاصة كانت موجهة إليه.