بلاد الشام
هي البلاد التي أشتهرت على مرّ العصور، إذ تعاقبت عليها العديد من الحضارات، وذلك لموقعها الجغرافيّ المميز، فهو مركز العالم القديم، أي أنه حلقة وصل بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتعود أهميتها الاستراتيجيّة لغناها بالتربة الخصبة، والموارد المائية المتعدّدة، بالإضافة إلى مناخها المعتدل، والذي أدى إلى التوسع العمراني، والاكتظاظ السكاني القادم من كافة أرجاء المعمورة، وقد أطلق العرب تسمية بلاد الشام أو الشام، وعاصمتها دمشق.
كما خضعت بلاد الشام لحكم العديد من الأقوام كالفراعنة والرومان والإغريق والفرس والصليبين والعثمانيين والمسلمين، وغيرهم كثير ممن تعاقب على هذه البقعة الخضراء من العالم، وذلك لغنى الثروات الطبيعية فيها.
أسباب تسمية بلاد الشام بهذا الاسم
- اعتقاد بعض المفكرين والباحثين أنّ اسم شام هو في الأصل سام بن النبي نوح عليه السلام، حيث إنّ سفينة نوح استقرّت بعد الطوفان على جبل الجودي، ثم تفرق كل من سام وحام ويافث أبناء سيدنا نوح عن بعضهم البعض، وبقي سام في بلاد الرافدين، ثم انتقل إلى بلاد الشام، وسكن فيها، وقد استبدل حرف السين بالشين، حسب لفظها بالسريانية شام.
- تعود إلى شأم وشآم وهي الشامة السوداء التي تظهر على الجلد، حيث تحتوي الشام على العديد من القرى المتجاورة بجانب بعضها البعض، فإن في أرضها شامات بيض وسود وحمر.
- تعود إلى الفعل شمّ، لأن بلاد الشام تمتاز برائحتها العطرية الجميلة من شجر وغابات الأرز.
- مشتقة من الشمال، فهي تقع شمال الكعبة المشرفة (قبلة المسلمين)، نقيض اليمن الذي يقع على يمين القبلة.
- تعود تسميتها إلى طبيعة أرضها، فهي أرض الحضارات القديمة.
بلاد الشام قديماً
تعدّدت أسماء الشام منذ قديم الزمان، فمنها الشام، وسوريا الطبيعيّة، وسوريا التاريخيّة، وهو اسمٌ تاريخيّ يطلق على مساحةٍ معيّنة من الأرض الواقعة في المشرق العربي، يصل امتدادها إلى طول الساحل الشرقي من البحر الأبيض المتوسط حتى حدود منطقة بلاد الرافدين، وتضم الدول الآتية: لبنان وسوريا والأردن وفلسطين بما فيها من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي عام 1948م المحتلة.
مناخ الشام
يتميّز مناخ الشام بالمناخ المعتدل واللطيف بصورةٍ عامّة، ففي فصل الصيف يكون الجو حارّاً، بسبب تأثير الرياح الجافّة فيها، أما في فصل الشتاء فيميل الجو إلى البرودة، حيث تتساقط الأمطار والثلوج في معظم مناطقها.