صعوبات التعلم
خلال العقدين الأخيرين ومع انتشار الوعي والثقافة في مجتماعتنا العربية بتنا نسمع كثيراً مصطلح (صعوبات التعلم)، وتكاد لا تخلو مدرسة في أيامنا هذه من معلمة خاصة لصعوبات التعلم.
صعوبات التعلم هو مصطلح تربوي يطلق على فئة من الأطفال الذين يتصفون بتدني التحصيل الدراسي باستمرار، ولا يكون تدني تحصيلهم مرتبطاً بفصل أو فترة محددة، ويكون ملحوظاً بالمقارنة مع زملائهم في نفس المستوى، والكثير منهم أسوياء تماماً، وبعضهم لديهم إعاقات جسدية أو نفسية وانفعالية.
بذلك فإن هذا التعريف يشمل الأطفال الأسوياء، والأطفال ذوي العيوب البصرية والسمعية، والمضطربين انفعالياً بشرط ألا تكون هذه الإعاقة هي سبب مشكلتهم في تدني التحصيل الدراسي.
سمات الأطفال الذي يعانون من صعوبات التعلم
وبشكل عام يتصف ذوو صعوبات التعلم بصعوبة في بعض عمليات التعلم الأساسية، مثل الفهم، والتفكير أو الإدراك أو الانتباه، وصعوبة القراءة والكتابة، أو صعوبة النطق، وصعوبة إجراء العمليات الحسابية الأساسية. هناك عدة خصائص عند هؤلاء الأشخاص منها:
- الخصائص الفكرية: فصعوبات التعلم تظهر في عمليات التفكير الأساسية، وهي كالتالي:
- الانتباه: وتعني صعوبة التركيز في الاستماع وإبعاد المشتتات البصرية المحيطة، والانتقال من فكرة إلى أخرى والربط بين الأفكار المتسلسلة، وصعوبة الاستمرار في الانتباه مدة كافية.
- الذاكرة: حيث يتصف ذوو صعوبات التعلم بسرعة فقد المعلومة، وضعف الذاكرة البصرية أو السمعية أو الحسية الحركية.
- الإدراك: أي عدم القدرة على تمييز التشابه والاختلاف بين المتغيرات المدروسة.
- التفكير: أي أن ذوي صعوبات التعلم يتصفون بضعف مهارات التفكير المتعلقة بتكوين المفاهيم وحل المشكلات.
- الخصائص المعرفية: أي عندهم مشكلة في استخدام الاستراتيجيات المعرفية (أي الجهد الفعلي الذي يقوم به المتعلم عند كتابة المعلومات)، والاستراتيجيات فوق المعرفية (أي التحكم في الإجراءات التي تساعده في كتابة المعلومة واستخدامها).
- الخصائص الاجتماعية: أي أن ذوي صعوبات التعلم يعانون من صعوبة في تكوين الصداقات، والبدء في تكوينها والمبادرة في الحديث، وتقبل النقد السلبي، والرد على النقد الإيجابي والثناء.
- الخصائص النفسية: معظم ذوي صعوبات التعلم لديهم تدني في الثقة بأنفسهم وبقدراتهم.
دور المعلم ودور الوالدين
يجب على المعلم وأسرة الطالب الذي يعاني من صعوبات التعلم، أن يتواصلوا ويتعاونوا معاً من أجل مساعدته ورفع مستواه وتحصيله الدراسي.
يفضل أن يقوم المعلم بالتعليم الفردي قدر الإمكان مع طلاب صعوبات التعلم، وإعطائهم الوقت الكافي للتعلم وحل المسائل، وكذلك تشجيعهم على العمل ببطء، والعمل دائماً على مراجعة الدروس السابقة، ومحاولة استخدام مواد ووسائل محسوسة ومادية عند تعليم الحساب، وعدم إهمال هذا الطالب أو توبيخه عند خطئه. أما الوالدان فيمكنهما في البيت إكمال ما يقوم به معلم صعوبات التعلم، والتركيز على عدم المقارنة بين هذا الطفل وبقية إخوانه أو أصدقائه.