العام الدراسي الجديد
يستقبل الطلّاب العام الدراسي الجديد بكل شوق وحبّ، فهو بداية تجديد الهمَّة والنشاط، فدخول مرحلة دراسيَّة أخرى، يرتقي فيها الطالب نحو صفوف دراسيَّة عليا، يعني له الشيء الكثير، فقد كان في صف دراسي وانتقل إلى صف آخر، فمعلوماته فيه تزداد وخبراته كذلك، فضلاً عن أنّه يقترب أكثر من بلوغ أهدافه التعليميَّة في مراحله المتقدمة، وهذا يعني له أنّه قد كبر بعين أهله والمجتمع من حوله، فقد بدأت مرحلة إثبات الذات، ومنافسة الغير في ذلك.
إنّ لطريقة استقبال العام الدراسي، ومنذ لحظاته الأولى، أهميَّة عظيمة في التعليم، فالطالب يجد نفسه أمام مرحلة جديدة من العطاء الأكاديمي،
والتحصيل الدراسي، فينظر الطالب الواعي، والطالب المبصر جيّداً للأمور فيضع الخطط، والتصوّرات التفصيليَّة لهذا العام، ويرتّب أموره جيّداً.
كما يضع قائمة أهداف دراسيَّة له، من أهم عناصرها كيفيَّة تنظيمه للوقت، وكيفيَّة تعاطيه مع دروسه، والّتي من ضمنها الواجبات البيتيَّة
والتحضير اليومي للدروس، والمراجعة المستمرّة والدّائمة لها، وكذلك منهاج تعامله في الدراسة في داخل المدرسة، وشبكة علاقاته الطلابية الاجتماعيّة، ومعايير اختيار الأصدقاء، وطبيعة علاقاته مع المدرّسين، وقابليَّة مشاركته في الأنشطة المدرسيَّة والمسابقات، فكل هذه الأمور يجب أن تكون من صميم اهتمام الطالب المجتهد، وفي المقابل هناك أطراف داعمة للطالب في دراسته وهم المدرّسون، والأهل ومؤسسات المجتمع المحلّي، كالمساجد، والإعلام فكّلهم يجب أن تتلاقى اهتماماتهم فيما يتعلّق بالطلاب.
واجب الأهل أن يحفّزوا أبناءهم، ويشجّعوهم على التّنافس في طلب العلم، ومضاعفة الجهود الدراسيَّة فيه، وليس فقط تأمين ما يحتاجونه من ملابس أو مقتنيات للدراسة، ومصروف يومي. واجب المدرسة والمدرّسين أن يُذْكُوا بين الطلاب روح التنافس والجدِّ والعطاء، من خلال وسائل التعزيز الماديّ والمعنويّ، وآليّات التواصل والمتابعة مع أولياء الأمور، ومجالس الآباء، وغير ذلك من جهات داعمة ومساندة للتعليم. وأمَّا مؤسسات المجتمع المدني الأخرى، كالمساجد والإعلام فعليها استغلال بداية العام الدراسي لنشر قيم طلب العلم، والتنافس في تحصيله، وذلك عبر خطب المساجد ودروس العلم فيها، وعبر الفضائيّات المختلفة والصحف.
إنّ تعامل الجميع مع بداية العام الدراسي، وبالشكل المناسب والمطلوب، سيترك آثاراً إيجابيّة على الطلّاب، وعلى الواقع التعليمي بشكل عام حيث تتلاقى كل الجهود والاهتمامات وتتكامل، وعنوانها الوحيد هو الطالب، وبخلاف ذلك سيترك وبشكل مؤكد ومحقق نتائج سلبيَّة، تعكس صورة يائسة للمشهد التعليمي، يتقدم فيه الجهل أمام تقهقر العلم وتراجعه، وضحية هذا الأمر كله أيضاً هو الطالب، وبالتالي الوطن والمواطن، بإهماله العلم كقيمة حضاريّة.
فيديو استقبال العام الدراسي الجديد
كيف علينا أن تستقبل عامنا الدراسي الجديد ؟ شاهد الفيديو لتعرف