محتويات
وَصف مدينة سطيف
تُعدّ الجمهوريّة الجزائريّة بلد المليون شهيد، من أجمل بقاع الأرض، فقد حباها الخالق بطبيعة فريدة، جُمِعت فيها مختلف الأقاليم كالمتوسطي، والجبلي، والساحلي، والصحراوي، وهي واحدة من أكبر دول البحر الأبيض المتوسّط والشمال الإفريقيّ، ومن أجمل وأعرق مدنها مدينة سطيف، التي تُعدّ من أهم المدن الجزائريّة بعد العاصمة، كونها العاصمة الاقتصاديّة للبلاد بلا منازع، وقد عرفت بأكثر من اسم عبر التاريخ، منها أزديف، وسيتيفيس، وسطيف التي معناها التُربة السوداء.
الموقع والمساحة
تقع هذه المدينة، في الجهة الشماليّة الشرقيّة للجزائر في جبال الأطلس التلي، وتُشرف على هضبتي جبال مغرس وبابور، ممّا أعطاها طبيعة تسحر العين وتأسر القلب.
التعداد السكّاني في سطيف
تبلغ مساحتها ألفين وخمسمئة وأربعين كيلومتراً مربعاً، في حين يُقدّر عدد سكانها بحوالي مئتين وثمانية وثمانين ألفاً وأربعمئة وواحد وستين نسمة، تعود أصول الغالبية العظمى منهم إلى قبائل الأمازيغ ومن بعدهم قبائل الريغة القبالة.
مناخ سطيف
يتّصف مناخها بصيفٍ جافٍ وحارٍ، بينما يكون بارداً وماطراً في فصل الشتاء، تُرافقه هطولات كثيفة للثلوج، والتي غالباً ما يقصدها السيّاح من المناطق الداخليّة للاستمتاع بموسم الثلوج.
السياحة
من العوامل السياحيّة الهامّة في مدينة سطيف غناها بالمناطق الأثريّة والتي تعود لعصورٍ غابرةٍ من التاريخ، وتشهد على حضاراتِ من رحلوا، فهي تحفل بالآثار الرومانيّة في كلٍّ من حديقة التسلية وصرح جميلة، وأيضاً فيها آثار تعود إلى العهد الفاطمي كما في كلٍ من منطقة إيكجان، وبني عزيز، والمهدية، وهنالك الآثار الإسلاميّة المتواجدة في منطقة قجال، بالإضافة إلى غِناها بحمّامات المياه المعدنيّة والسّاخنة، والتي تستقطب العديد من السيّاح الذين يقصدونها للاستفادة من الخصائص العلاجيّة والاستشفائيّة لمياهها الغنيّة بالعناصر والمُركّبات التي تشفي من الأمراض، كحمّام الصالحين، وحمّام قرقور، والسخنة، وأولاد تبان، وأولاد يلس، وحمّام سطيف، الشهير بارتفاع درجة حرارة مياهه الكبريتيّة والمعدنيّة.
النشاطات
تُقام في المدينة فعاليات لمختلف النشاطات، منها فكريّة، وثقافيّة، ودينيّة، وأدبيّة، بحيث تنظّم فيها مؤتّمرات سنويّة تحظى بمشاركات واسعة من مختلف الدول العربيّة والإفريقيّة والدوليّة، وأيضاً تُقام فيها الأمسيات الشعريّة، ومسابقات في مجال السينما، والمسرح، والرسم، ونذكر من روّاد الأدب من أبناء مدينة سطيف: الشاعر عاشور فني، والروائي عبد العزيز غرمول، والخير شوار، وكمال قرور، وسفيان زدادقة، ولا ننسى الشاعر سعيد زلاقي والذي يكتب أعماله باللغة الفرنسيّة.
يُوجد في سطيف العديد من المتنزهات، والمرافق الخدمية، كالفنادق ومراكز التسوّق والمقاهي الشعبيّة وغيرها، كما تتصف هذه المدينة بازدهارها الزراعي والتجاري والصناعي، فتنشط فيها الصناعات التقليديّة والحرف الخفيفة اليدويّة كدباغة الجلود، واستخراج الزيوت، وصناعة المصوغات والحلي، والمنسوجات التي تلقى إقبالاً لدى السياح وغيرها، بالإضافة إلى الصناعات الثقيلة كالتعدين، واستخراج النفط، وتصنيع المركبات والآلات. سطيف بحق، تختصر تاريخ وحاضر كل الجزائر، وهي المدينة التي تحكي قصة بلد بأكمله.