رمسيس الثاني
رمسيس الثاني المعروف باسم الفرعون، وهو ملك مصر الذي حكمها في زمن سيدنا موسى، وكان أكثر الفراعنة بطشاً وظلماً خاصة لبني إسرائيل، ووصل فيه الأمر إلى الدعاء الألوهية، وأمر الناس بعبادته، وعندما علم بأمر بني إسرائيل، وما وعدهم به يوسف عليه السلام، من ولادة صبيٍّ منهم يكون نبيّاً يخلّصهم من الظلم الذي سيحلّ بهم بعده، وأنّهم ينتظرونه، استشار حاشيته وارتأى بقتل مواليد الذكور لبني إسرائيل، وأخذ أتباع فرعون قتلون كل مولود ذكر من بني إسرائيل.
لحكمة من الله كانت امرأة فرعون عاقراً، وعند ميلاد سيدنا موسى عليه السلام، أوحى الله سبحانه وتعالى إلى والدته أن تلقيه في اليم، قال تعالى: "فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"، فوضعته في تابوت خشبي في مياه اليم، وبقدرة الله وصل موسى إلى يدين آسيا، امرأة فرعون، وجعل الله حبه في قلبها، فطلبت من فرعون أن يربّيانه ويتّخذانه ابناً، ومع إصرار آسية وافق فرعون، ولكنه ما لم يعلم بأنه سيربي من سينشر الخير والعدل بين الناس ويخلصهم من بطشه.
عندما كبر موسى عليه السلام دعا الناس إلى الإيمان بالله وحده وعدم تصديق فرعون يما يقوله أو يدعيه، وكانت معجزة موسى عليه السلام آنذاك عصاته التي يتكئ عليها، حيث دعا فرعون موسى وأتباعه إلى مبارزة بالسحر، وعرف عن أتباع فرعون إتقانهم وبراعتهم في السحر، فلما رمى السحرة الحبال والعصي على الأرض، خُيّل للناس بأنها أفاعي تتحرّك، عندها أمر الله موسى أن يلقي بعصاه ففعل، فتحوّلت عصاه إلى أفعى تسعى بقدرة الله عزَّ وجلّ، وقامت بابتلاع عصي السحرة وحبالهم، وعرف السحرة أن هذا ليس بسحر، وتبيّن للناس خداع فرعون، وصحة ما يدعو إليه موسى، فآمن السحرة بآلة موسى، فتوعدهم فرعون بأن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ويربطهم في جذوع النخيل حتّى يكونوا عبرة.
زاد عدد الناس الذين آمنوا بربّ موسى، وكان أغلبهم من بني إسرائيل، فأراد فرعون أن يقضي عليهم حتى لا يتبعهم عدد أكبر من الناس، فهرب موسى وأتباعه حتى وصلوا البحر، فأمر الله تعالى موسى أن يضرب البحر بعصاه، فانشق البحر، وتشكل طريق يابس، فمروا خلاله، أما دهشة فرعون وجنوده، فلما مر موسى وأتباعه نزل جيش فرعون إلى البحر خلفهم، فأغرقهم الله تعالى في مياه البحر.
جثة فرعون
توعّد الله سبحانه وتعالى فرعون بأنه سيبقي على جثته ليكون عبرة لغيره ممّن يتكبّر عن عبادة الله، حيث قال الله "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية". يعتقد العلماء أنّ مكان غرق فرعون ومرور بني إسرائيل وموسى، هو شاطئ نويبع الواقع في شبه جزيرة سناء، حيث مرّ موسى وقومه إلى الشاطئ المقابل وصولاً إلى شواطئ السعودية اليوم، حيث وجدوا عربات وبقايا هياكل عظمية في قاع البحر، بالإضافة الى وجود عجلات رباعية، وقد اشتهر الفراعنه بتصنيع العجلات وقت ذاك، وتحقيقاً لوعد الله لفرعون بأن يبقى جسدة سيلماً ليكون آية، سحبت مياه البحر جثة فرعون إلى الشاطئ، حتى يأخذها من نجى من كهنة فرعون وأتباعه ويقومون بتحنيطها كباقي الفراعنة، وقد دفنت في خبيئة الدير البحري تقريباً في عام 696 ق.م، وبقي المكان سراً بعد أن دفنته الرمال حتى عام 1882.