طيور البطريق
البطريق، هو طائرٌ بحريّ، يتركّزُ وجودُه في النصف الجنوبيّ من الكرة الأرضيّة، وليس له القدرة على الطيران، لكنّه تكيّفَ ليعيش في بئتين مختلفتين من ناحية الظروف الطبيعيّة هما: الماء، واليابسة، حيثُ يعيشُ نصف حياته تقريباً على اليابسة، ويكملُ نصفها الآخر في الماء. سنتحدّثُ في هذا المقال عن الشكل العامّ لطيور البطريق، وأماكن وجودها، وتزاوجها.
الشكل العام لطيور البطريق
يتميّزُ البطريق الإفريقيّ عن بقيّة السلالات بوجود بقع لونيّةٍ سوداء، وبيضاء على جسمه، أمّا منقارُه فيتميّزُ باللون الأسود الداكن، وكذلك أقدامه. لكلّ طائر من طيور البطريق علامة بيضاء الّلون على صدره تميّزُه عن غيره، وهذا ما يجعلُ التفريق بينها أمراً ممكناً، كما يمكن التفريق بين الذكور والإناث من ناحية الحجم، فالذكر يكبر الأنثى حجماً بشيءٍ قليل. وللبطريقِ غددٌ ذات لون ورديّ فوق عيونه، تمكنّه من التكيّف في المناخ المعتدل، فعندما ترتفعُ درجة الحرارة، يرسلُ القلبُ كميّات من الدم إلى هذه الغدد، فتقومُ بدورها في تبريدِه باستخدام الهواء المحيط بها، فيرجع الدم منها إلى القلب، وباقي أجزاء الجسم.
يبلغُ حجم البطريق الإفريقي ما بين ستّين إلى ثمانية وستّين سنتميتراً، لذا فهو يصنّفُ من الطيور الصغيرة إلى متوسّطة الحجم مقارنة بالسلالات الأخرى التي عثر عليها في سواحل جنوب أفريقيا، وفي عدد من الجزر المحيطة بها. أمّا وزنه فيزن البطريق الإفريقي البالغ من اثنين إلى خمسة كيلوغرامات، حيث يصلُ لمرحلة البلوغ بعد سنّ الثالثة من عمره، وفي هذه المرحلة، يصبحُ قادراً على التزواج وتكوين أسرة.
أماكن وجود طيور البطريق
وجدت طيور البطريق بكثافة على طول سواحل الجنوب الغربيّ لقارة أفريقيا، حيث قدّرت أعدادها بأربعة عشر ألف طير، كما وجد منها مستعمراتٌ صغيرة تستوطن الجزر الساحليّة القريبة من نامبيا، حيثُ يعيش عددٌ منها في ميناء إليزابيث الواقع في جنوب أفريقيا.
تفضّل طيور البطريق الإفريقيّة العيشَ بالقرب من المياه الباردة، والتي تشكّلُ لها مصدراً غنيّاً للطعام، فهي تتغذّى على الأسماك الصغيرة، والعوالق البحريّة الغنيّة، حيث هناكَ إمداداتٌ وفيرة من المواد الغذائيّة.
تقضي طيور البطريق معظمَ أوقاتها في المياه، إلا أنّها تتخذُ جحوراً لها تختبئُ بها عند ارتفاع درجات الحرارة، وخصوصاً وقت الظهيرة وعند ساعات الذروة، لتعودَ وتخرج عند الفجر أو قبل مغيب الشمس للصيدِ والبحث عن الطعام.
تزواج طيور البطريق
تعيشُ طيور البطريق في جماعاتٍ كبيرة، وتشكّلُ معاً مستوطنةً واحدة يصعبُ تفريقها، ففي موسم التزواج والذي يتم عادة مرةً في السنة، يختارُ الذكر البالغ من العمر الثلاثة أو الأربعة سنوات أنثاه ويكتفي بها، فيبنيان العشّ، ويرتبانه استعداداً لوضع الأنثى للبيض، والذي يكون عدده بيضة أو بيضتين على الأكثر.
يحضنُ الزوجان البيضَ بالتناوب لمدّة أربعين يوماً، وعندما يخرجُ الصغار يبقون في رعاية والديهما لسنّ الخمسة أشهر، وهو سنُّ اكتمال نموّ الريش عند البطريق، ليغادرَ البطريق الابن العشَّ باحثاً عن الطعام، لتبدأ حينها حياة جديدة له ضمن أفراد القطيع.