محتويات
مدينة جبيل في بيروت
تعتبر جبيل من المدن اللبنانيّة التابعة لمحافظة جبل لبنان، والتي تعدّ من أقدم المدن المأهولة بالسكان، والواقعة على بعد 37 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة بيروت، والمطلة على البحر الأبيض المتوسط، وأسست هذه القرية في البداية كقرية خاصة بصيادي السمك إلى الجنوب الغربي من التل المطل على البحر قبل 6000 سنة قبل الميلاد، وكان لغة أهل هذه المدينة الأبجديّة الفينيقيّة التي انتشرت منها إلى العديد من المناطق حول العالم، وتمّ تصنيفها من قبل منظمة اليونسكو العالميّة بأنها موقع تراثي عالمي عام 1984م.
تسمية مدينة جبيل
تمّ إطلاق لفظة جبيل بنبرات مختلفة عائدة إلى العديد من اللهجات الكنعانيّة، والفينيقيّة، والمصريّة، والبابليّة، والآشوريّة، لكنّ اللفظ الصحيح والأصلي قد يكون نتاجاً لكلمتين كنعانيتين هما جِبْ التي تعني البيت، وإيل التي تعمي كبير الآلهة أو الإله الأب، وبالتالي فإنّ معناها هو بيت الله، وهناك اعتقاد آخر بأنّ أصل التسميّة عائد إلى تصغير كلمة جبل أي بما معناه الجبل الصغير، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح لأنّ هذه المدينة غير واقعة على جبل ولا على هضبة، وإنما على تل صغير واقع بين مجرى المياه في فصل الشتاء وهو مجرى السخينة، ومنطقة منخفضة صغيرة واقعة شمال التل، ويشار إلى أنّه تمّ تشييد سوق عتيق امتدّ حتى الميناء، وما زال حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى ذلك فإنّ هذه المدينة حافظت على اسمها بعد الفتح العربي لها حتى أيامنا هذه.
تاريخ مدينة جبيل
يعود تاريخ هذه المدينة إلى العصر الحجري الحديث، أي ما قبل حوالي 7000 عام، حيث أنشأت مجموعة من الصيادين تجمعاً بدائياً لهم قريب من شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ويشار إلى أنّ الحفريات كشفت عن وجود بقايا لهذه القرية متمثلة في الأكواخ ذات الحجر الواحد، والتي تمّت تغطيّة أرضيتها ببلاط مكون من الكلس، ووُجدت فيها مجموعة من الأدوات والأسلحة العائدة إلى تلك الفترة الزمنيّة، واستمر العيش في هذا التجمع لفترة من الزمن حتى عرف الإنسان مهنة جديدة وهي طرق النحاس إلى جانب الأدوات الحجريّة، بالإضافة إلى الكشف عن طريقة دفن الموتي التي كانت تتمّ في جرار كبيرة مع بعض الأمتعة والأدوات الخاصة بالميت.
تطورت هذه المدينة بعد ذلك بحيث أصبح يوجد فيها الشوارع، والساحات، والمباني العامة، والأسوار، وهذا ما جعلها مدينة لها استقلالها ووجودها السياسي، وازدهرت في عهد الكنعانيين كونها العاصمة الدينيّة الأولى لهم، وتلقت المعابد الخصاة فيها أفخر الهدايا وأثمنها من الفراعنة المصريين، والتي ما زالت تشكل هذه الهدايا تحفاً مميّزة يتم التفاخر بها أمام متاحف العالم المختلفة.
ازدهرت هذه المدينة بشكل كبير في بداية الألف الثالث قبل الميلاد حين بدأت بتجارة الأخشاب وتصديرها إلى مناطق مختلفة من المتوسط الشرقي خاصة مصر، والذين كانوا يستخدمون الخشب بشكلٍ كبير لبناء السفن، والمعابد، وإتمام عاداتهم الجنائزيّة المختلفة، وكانت تأخذ مدينة جبيل مقابل الخشب المصدر بعض الحلي والأواني المصنعة من الذهب والمرمر، ولفائف البردي، ونسيج الكتان.
توالى الغزو من مختلف الجماعات على هذه المدينة مثل الجماعات الأموريّة، والأشوريين، والإغريق، والبابليين، والبيزنطيين، وبالنهاية الدولة العثمانيّة، وهذا ما جعلها تشهد دماراً وتخريباً كبيراً تارة، وعمراناً وازدهاراً تارة أخرى.
معالم مدينة جبيل الأثريّة
تحتوي المدينة على العديد من المعالم الأثريّة البارزة والتي من أهمها الكنائس، والمساجد، والمتاحف، بالإضافة إلى شاطئ جبيل الكبير، وحديقة بيبلوس بارك النموذجيّة.