أهمية علم الجغرافيا

كتابة - آخر تحديث: ١٦:١٣ ، ٢٠ فبراير ٢٠١٨
أهمية علم الجغرافيا

علم الجُغرافيا

يُعدّ علم الجغرافيا حلقة وصلٍ بين العلوم المختلفة، مثل علوم: طبقات الأرض، والأرصاد الجويّة، والنبات، والاقتصاد، وهو علمٌ قائمٌ بذاته يهدفُ بشكلٍ رئيس إلى دراسة الأرض على أنّها مسكن للإنسان،[١] وهي كلمة يونانيّة-لاتينيّة، مُكوَّنة من مقطعَيْن: جيو (باللاتينيّة: Geo) ومعناها الأرض، وغرافية (باليونانية واللاتينية: Graphia) ومعناها وَصْف؛ فالجغرافيا علمٌ قديمٌ، أوجده الإنسان لمعرفة المكان الذي نشأ فيه، ومعرفة خصائصه من مناخ، ونباتات، وحيوانٍ، وأماكن توفّر المياه، حتّى يؤمّن ما يحتاج، ويحمي نفسه من المخاطر، ولا يكتفي علم الجغرافيا بالوصف، بل هو واسعٌ ومُفصَّل، يشملُ التحليلَ والرّبطَ والتفسيرَ.[٢]


أهميّة علم الجُغرافيا

يُعدّ علم الجغرافيا من العلوم المهمّة؛ لارتباطه بدراسة الإنسان وكلّ ما يؤثّر عليه، ومن الأمور التي يقدمّها علم الجغرافيا للإنسان وتعد ذات أهميّةٍ، ما يأتي:[٣][٤]

  • التعّرف على المظاهر الطبيعيّة.
  • دراسة المناخ، والسّكان، ومظاهر سطح الأرض.
  • تحديد العلاقات المختلفة: هي العلاقات بين المظاهر الطبيعيّة المتنوعة، أو بين الإنسان والبيئة.
  • فهم التوزيع الجغرافيّ: تُظهر الدراسات الجغرافيّة توزيع المستوطنات البشريّة، والتحركات السكانيّة المستمّرة عبر العصور، كما توضّح دور القوى الاقتصاديّة وأثرها على مواقع المدن.
  • مواكبة العَوْلمة:العالم في تطّور سريع ومستمرّ في جميع نواحي الحياة، وعلم الجغرافيا بدراساته الشّاملة يُبقي الإنسان على اطّلاعٍ بهذه التطّورات.
  • فهم الثقافات: تختلف أساليب عيش الشعوب باختلاف ثقافاتها، وقد يكون للموقعِ الجغرافيّ تأثير مباشر على عادات تلك الشعوب وثقافاتها؛ فعن طريق علم الجغرافيا يمكن فهم كيفيّة عيش النّاس في الأجزاء المختلفة من العالم.
  • اختيار المواقع: تساعد الجغرافيا على تحديد المواقع المناسبة للأنشطة المختلفة، كاختيار الموقع المناسب لبناء منشأة صناعيّة، أو الموقع الفعّال لإنشاء مؤسسة اجتماعيّة، أو المواقع سهلة الوصول لأبنية الخدمات والرّعاية الصحيّة.
  • الوعي لتغيّر المناخ: يؤثّر المناخ على طريقة تفاعل الإنسان مع المكان، وعلم الجغرافيا يبقينا على اطلاعٍ بالتغيّرات المناخيّة، ويساعدنا على اتّخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع هذا التغيّر المستمرّ.
  • إيجاد مصادر الطّاقة: يدرس علم الجغرافيا الرّياح، والطّاقة الشمسيّة، والطاقة المائيّة، وهي جميعها مصادرُ لإنتاج الطّاقة التي تحتاجها المجتمعات، وقد تلجأ الدّول لاستيراد مصادر الطّاقة المختلفة كالنّفط، فيأتي علم الجغرافيا ليساعد على إيضاح العلاقات التجاريّة، وما يتبعها من أثرٍ سياسيّ على تلك الدّول.
  • دراسة الأخطار: يدرس علم الجغرافيا الأخطار؛ سواءً أكانت تلك الأخطار بيئيّةً؛ كالزلازل، والفيضانات، والبراكين، أم بشريّةً ناتجةً عن التّطور غير المسؤول، وما ينتج عنه من فضلات وملوّثات، ولا يكتفي علم الجغرافيا بتحديد الأخطار، بل يقدّم حلولاً وعلاجاتٍ لها.
  • معرفة طُرق المواصلات: تُعدّ المواصلاتُ صلةَ ربطٍ بين المناطق المختلفة في العالم؛ وذلك لنقلِ السِّلعِ والنّاس والأفكار، وتؤكّد الجغرافيا على أهميّة المواصلاتِ، وتحديد أفضل طرقها.
  • توفير فرص عمل: تُعدّ الجغرافيا علماً مُتشعّباً، وبهذا يمكن للمهتمّ بها العمل في مجالاتٍ كثيرة، مثل: المجالِ البيئيّ، والاجتماعيّ، والعمل في السياحة، والتعليمِ، والعديد من الوظائف الحكوميّة، مثل: مسؤول طُرق المواصلاتِ، أو متخصّصٍ بدراسة المواقع.
  • السيطرة على الأمراض: تُساعد الجغرافيا على تحديد الأسباب المؤدية لانتشار بعض الأمراض، وبهذا يُمكن مقاومتها والسيطرة عليها.[٥]
  • إيجاد مصادر المياه: هناك فرعٌ من علم الجغرافيا مُختصّ بدراسة علم المياه، حيث يُحدّد مواقع المياه الجوفيّة، والأماكن المناسبة لبناء السدود، كما يراقب نوعيّة المياه.[٥]


نشأة الجغرافيا

علم الجغرافيا مرتبطٌ بالتّاريخِ القديمِ للإنسان، فقد أظهر الفراعنة في عهدهم اهتماماً بالتضاريس وتسخيرها لبناء مُدُنهم، كما اهتمّوا بالتجارة والسياسة، وهي أمورٌ تتطلب معرفةً جغرافيّةً بالمناطق، ومن الآثارِ الدّالةِ على الاهتمامِ الجغرافيّ للفراعنة: اكتشاف خريطة مصريّة لأحد المناجم، وفي العصور الوسطى في أوروبا، بدأت بعضُ الكشوفات الجغرافيّة، كتلك التي قام بها الأمير هنري الملّاح، أمّا في القرن التاسع عشرَ فقد تطّور مفهوم جديد، وهو ما يُعرَف بالجغرافيا البشريّة،[٢] كما كانَ للعربِ أثرٌ في علم الجغرافيا؛ فقد درسوا سطحَ الأرضِ، واهتمّوا بأحوالِ بلادهم من اتجاهاتٍ وطقسٍ، ومع بدء الفتوحاتِ الإسلاميّةِ، تعرّفوا أكثر على الجغرافيا الوصفيّة للمدن والطرق.[٦]


فروع علم الجُغرافيا

تتعدّد فروع علم الجغرافيا؛ إذ يدرس كلّ فرعٍ منها جانباً مؤثّراً في حياة الإنسان، ومن هذه الفروع:


الجُغرافيا الطبيعيّة

تُعدّ الجغرافيا الطبيعيّة أساساً لدراسة سطح الأرض والظواهر الطبيعيّة، وتُقسَم إلى:[٢]

  • جغرافيّة السّطح، أو جغرافيّة التضاريس: هي فرع من الجغرافيا، يدرس الغلاف الصخري والمائي، كما يدرس العوامل التي تؤثر على سطح الأرض، مثل: الزلازل، والبراكين، والعوامل الظاهريّة، والقوى المختلفة، وكلّ ذلك يندرج تحت علمٍ يُسمّى الجيومورفولوجيا.
  • جغرافيّة المناخ: هي التي تهتمّ بدراسة الغلاف الجويّ للأرض، وأثره على تشكيل سطح الأرض، وهو فرع مهمّ لأنّه يؤثر على الزراعة، والملاحة الجويّة، والسياحة.
  • الجغرافيّا الحيويّة: يدرس هذا الفرع النباتات والحيوانات، وأثر الأرض على الحياة الحيويّة وتوزيعها، وأثر هذه العناصر على حياة الإنسان.


الجُغرافيا البشريّة

تُسمّى الجغرافيا البشريّة بالجغرافيا الحضاريّة، ومن أقسامها:[٢]

  • الجغرافيا الاجتماعيّة: هي التي تدرس توزيع السّكان، والنّمو السكاني، والظروف المختلفة التي تؤثر في السّكان، وتهتم الجغرافيا الاجتماعية بالمدن ومواقعها، والعلاقات المكانيّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة بينها، كما تدرس المناطق الريفيّة، وعلاقتها بالمدن، وطرق النّقل بينها.
  • الجغرافيا الاقتصاديّة: تشمل الجغرافيا الاقتصاديّة الكثير من الدراسات المتعلّقة بالمجال الزراعيّ، مثل: المواقع الزراعيّة، والعوامل المؤثّرة عليها، والمجال الصناعيّ؛ إذ تهتمّ بتوزيع الصناعات وحركتها، والعوامل المختلفة التي تدعمها أو تُضعفها، ومجال الطّاقة، كتوزيعها ومصادرها، وجانب المواصلات والنّقل بكافّة أشكاله، ومجال التجارة بين الدّول، وأثره على الاقتصاد والسياسة. والمجال السياحيّ.


الجُغرافيا السياسيّة

تُعدّ الجغرافيا السياسيّة الفرع الذي يهتمّ بدراسة التّفاعل بين الإنسان والأرض من النّاحية السياسيّة؛ وذلك بهدف حفظ التوزان الدّولي، وتوضيح الحدود بين الدّول.[٢]


الجُغرافيا التاريخيّة

كان للأرض قديماً شكل يختلف عن الشكل الحاليّ لها؛ ففرع الجغرافيا التّاريخية يقدّم معلوماتٍ عن كيفية تشكّل سطح الأرض، وأثر الكشوفات الجغرافيّة على معرفة سطح الأرض.[٢]


مصادر البيانات الجُغرافيّة

يمكن الحصول على الدراسات والبيانات الجغرافيّة من عدّة مصادر، منها:[٧]

  • الدوريّات الإحصائيّة: هي إحصائيّات تُقدَّم سنوياً، ويمكن الحصول عليها من عدّة كتب ومراجع، ومن أهمّ النماذج التي تقدم هذه الإحصائيّات: منظّمة اليونسكو، وصندوق النّقد الدوليّ.
  • المجلّات: منها ما يصدر كلّ ربع سنة أو نصف سنة، وتعالج هذه المجلّات موضوعات جغرافيّة مختلفة.
  • الأطالس: تقدّم الأطالس معلومات تفصيليّةً عن العالم وقارّاته ودوله، إضافةً إلى الخرائط الطبيعيّة، والبشريّة، والاقتصاديّة، ومن أمثلتها: أطلس أكسفورد.
  • دوائر المعارف: يلجأ إليها الباحثون عادةً، ومن أمثلتها: دائرة المعارف البريطانيّة.
  • الكتب والمراجع: إذ توجد العديد من الكتب التي تتناول علم الجغرافيا بمختلف فروعه.


المراجع

  1. ددلي ستامب، ترجمة: أحمد العدوي (1936)، الآراء الحديثة في علم الجغرافيا ، مصر: لجنة التأليف والترجمة والنّشر، صفحة: 2، 11. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح د.أحمد إسماعيل (1995)، الجغرافيا العامّة، الفجالة: دار الثقافة للنشر والتوزيع، صفحة: 13-23، 6، 8. بتصرّف.
  3. Kristin Alvarez، Marci Deal،Gery Gress (2005)، Why Geography is Important ، USA : Texas University , Page 4-10. Edited.
  4. نسيم مصلح (2010)، تقويم منهاج الجغرافيا في المرحلة الأساسية العليا في ضوء بعض الاتجاهات العالمية، غزّة: الجامعة الإسلاميّة، صفحة: 30. بتصرّف.
  5. ^ أ ب Joe Jaszewski, Santani Teng, Diane Boudreau & others (21-1-2011), "geography"، www.nationalgeographic.org, Retrieved 18-2-2018. Edited.
  6. د.علي الدفاع (1993)، روّاد علم الجغرافية في الحضارة العربيّة والإسلاميّة، السعودية: مكتبة التوبة، صفحة: 50. بتصرّف.
  7. د.عيسى إبراهيم (2000 )، الفكر الجغرافي والكشوف الجغرافيّة، مصر: دار المعرفة الجامعيّة، صفحة: 372-374. بتصرّف.
1,735 مشاهدة