يوم الجمعة
يعتبر يوم الجمعة من أفضل الأيّام عند الله تعالى، فهو يومٌ مبارك فيه خلق الله آدم وأدخله الجنّة، وهو اليوم الذي تقوم فيه السّاعة، وفي يوم الجمعة كذلك ساعة إجابة لا يوافقها عبدٌ مسلم يدعو الله إلا استجيب له، وقد خصّ الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة بوجود شعيرة صلاة الجمعة فيه حيث دعا سبحانه المسلمون عند سماع النّداء يوم الجمعة إلى ترك تجارتهم والسّعي لإقامة تلك الشّعيرة المباركة، قال تعالى: "يا أيّها الذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"، وصلاة الجمعة تشتمل على خطبة الجمعة، ولخطبة الجمعو آداب وأحكام.
خطبة الجمعة وآدابها
عرّف العلماء الخُطبة بضم الخاء على أنّها الكلام المرتّب الذي يكون بين متكلّم ومستمع ويكون الهدف منه التّأثير في المستمع، وخطبة الجمعة هي الكلام الذي يلقيه الإمام في جموع المصلّين الذين يحضرون صلاة الجمعة ويرى جمهور العلماء أّنّ خطبة الجمعة هي شرط لصحّة صلاة الجماعة بينما رأى آخرون أنّها سنّة مؤكّدة، ومن أحكام صلاة الجمعة أنّها تكون بعد الأذان وقبل الصّلاة، وكذلك أنّها تؤدّى على خطبتين يقعد الإمام بينهما كما فعل رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وكذلك أنّ الإمام يقف فيها على منبر يرتفع عن الأرض.
أمّا عن آداب صلاة الجمعة والخطبة فهي أن يستمع المصلي إلى الخطبة ولا ينشغل عنها، وفي الحديث إذا قال المسلم لأخيه يوم الجمعة أنصت فقد لغى، ويسنّ يوم الجمعة أن يحضّر المسلم نفسه للصّلاة والخطبة بالاغتسال سواء كان جنبًا أم لا، وكذلك أن يحرص على أن يلبس لباسًا نظيفًا وأن يمسّ شيئًا من الطّيب، كما ندب النّبي عليه الصّلاة والسّلام للخروج مبكرًا إلى الصّلاة بقوله من من أتى الصّلاة في السّاعة الأولى كأنّما قدّم بدنة ومن أتاها في السّاعة الثّانية كأنّما قدم بقرة ومن أتاها في السّاعة الثّالثة كأنّما قدم كبشًا أقرن ومن أتاها في السّاعة الرّابعة كأنّما قدّم دجاجة ومن أتاها في السّاعة الخامسة كأنّما قدم بيضة، فإذا خرج الإمام للصّلاة جلست الملائكة للاستماع للذكر.
لا شكّ بأنّ خطبة الجمعة يجب أن تشتمل على جملةٍ من المواعظ الحسنة التي تذكّر المسلمين بدينهم وما يصلح دنياهم، فالخطبة هي جزءٌ من الدّعوة وهي وسيلة للنّصيحة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر لذلك على الإمام أن يحسن اختيار مواضيعها وترتيب كلماتها.