مدينة واسط

كتابة - آخر تحديث: ١٤:٤٣ ، ٢٧ يونيو ٢٠١٩
مدينة واسط

مدينة واسط

هي مدينة عراقية قديمة تقع في وسط العراق بين مجموعة من المدن الرئيسية الأخرى، وتبعد عن العاصمة العراقية بغداد حوالي 180 كيلومتراً من جهة الشمال، وتعدّ الرابط بين بغداد وجنوبي العراق، وتعتبر مدينة الكوت العراقية عاصمةً لواسط، والتي يمر فيها نهر دجلة الذي يغذّي مجموعةً من الأنهار الأخرى، مثل: الدجيلي، والشطرة، وغيرهما.


تاريخ مدينة واسط

تم تأسيس مدينة واسط في عهد الحجاج بن يوسف حتى تكون مقراً لجيشهِ، كما أنّ مكانها الجغرافي المميز والذي يقع في وسط مجموعة من المدن العراقية الرئيسية منحها أهميتها التاريخية، وهنا جاءت تسميتها واسط؛ لأنها منطقة متوسطة بين الأحواز، والبصرة، والكوفة، كما أنها استخدمت كمركز تجاري بري، وبحري وهكذا ظلّت تُعرف باسم واسط حتى هذا الوقت.


بناء المدينة فيعود لعام 702 للميلاد، والذي يوافق عام 83 للهجرة في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، ولقد تم سك عملة فضيّة خاصة بالمدينة، وبنى الحجاج فيها قصره الخاص ذا القبة الخضراء، وأيضاً بُني في واسط المسجد الجامع، والسوق العامر الذي كان يجتمع فيه أغلب التجار لعرض بضاعتهم أمام الناس.


شهدت واسط خلال فترة زمنية قصيرة نمواً حضارياً سريعاً في أغلب المجالات الاجتماعية، والاقتصادية فقد اتّخذها الحجاج مركزاً لإدارة مجموعة من الأقاليم العراقية، واشتهرت فيها الأعمال الصناعية، والحرفية كالنجارة، وصناعة الفخار، وغيرهما، وأيضاً تميزت بانتشار القصب فيها، حتى أطلق عليها مُسمّى واسط القصب.


الحياة العامة في مدينة واسط

منذ إنشاء مدينة واسط في عهد الحجاج احتوت على خليط من الناس الذين قرروا الاستقرار فيها، وقد تعايشوا معاً مع اختلاف الديانات فيها، فكان أغلب سكانها من المسلمين، ومن ثمّ وجدت فيها غالبية من اليهود، والمسيحيين، وبعض الأقليات الأخرى، واستمر التعايش الديني في واسط حتى الربع الأول من القرن العشرين، والذي شهدت فيه واسط تغيّرات عديدة.


أما في الوقت الحالي يصل عدد سكانها إلى ما يقارب المليونين نسمة، وقسّمت إدارياً إلى مجموعة من النواحي، ومنها: الموفقية، والحفرية، والشيخ سعد، والزبيدية، والأحرار وغيرها.


المعالم الأثرية في مدينة واسط

تُشير الأبحاث والدراسات الأثرية إلى الحضارة العربية الإسلامية من خلال المكتشفات التي تم الوصول إليها في عام 1936م، فاكتشف مَسجد المدينة، ومقبرة قديمة، ومجموعة البقايا الأثرية الأخرى، أمّا ما تبقّى من قصر الحجاج فهي مجموعة من الأعمدة، والزخارف المعمارية الإسلامية، وغيرها من الآثار المتبقية القليلة. إنّ سبب غياب أغلب معالم واسط يعود إلى انتشار شح المياه الشديد فيها، مما أدى إلى رحيل الناس عنها، وهجرها ليصيبها ما أصابها من إهمال حتى تمّت إعادة بنائها مجدداً، واكتشاف ما وجد من آثار في أرضها.

1,292 مشاهدة