مدينة داريا
مدينة داريا هي واحدة من المدن السوريّة العريقة التي تقع على بعد حوالي ثمانية كيلومترات من العاصمة السورية دمشق، وتعتبر واحدة من أكبر مدن الغوطة الغربيّة، ويعود تاريخ هذه المدينة إلى فتراتٍ قديمة، وكلمة داريا هي كلمة مشتقة من دار وهي كلمة سيريانيّة تعني البيوت الكبيرة، وفي هذا المقال سنتحدث عن مدينة داريا.
تاريخ مدينة داريا
تشير العديد من المصادر التاريخيّة إلى أنّ هذه المدينة تعود إلى ما قبل الميلاد، حيث يرتبط وجودها بمدينة دمشق التي تعتبر أقدم عاصمة في التاريخ البشري، وقد كانت تقع إلى الجنوب من مقام ومسجد عبد الرحمن العنسي الملقّب بأبي سليمان الداراني، وقد كانت هذه المدينة مركزاً للغساسنة حتى وصول الفتح الإسلامي إليها بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح في عام ستمئةٍ وخمسٍ وثلاثين هجري.
تأثرت هذه المدينة بالأحداث السياسيّة والعسكريّة التي حدثت خلال الحكم الأموي والعباسي، حيث تعرّضت للحرق نتيجة لتلك النزاعات وذلك في العام السادس والعشرين للهجرة، كما تأثرت هذه المدينة أيضاً بالزلازل والخلافات التي كانت بين الأتابكة والسلاجقة، بالإضافة إلى تعرّضها للغزو الصليبي والتتاري، وكذلك الاحتلال الفرنسي لها، حيث وقعت فيها معركة داريا الكبرى التي حصل فيها اشتباك عنيف بين رجال قادة الثورة السوريّة والقوات الفرنسيّة.
يشار إلى أنّ هناك العديد من الشعراء الذين تغنّوا بجمال هذه المدينة وهوائها الطيّب ونسيمها العليل، ولعل أشهر هؤلاء الشعراء حسّان بن ثابت، والبحتري، والشاعر الصنوبري، وقيس الهلالي.
جغرافيّة مدينة داريا
تتبع هذه المدينة إلى محافظة ريف دمشق، وترتفع مقدار سبعمئة وتسعة عشر متراً عن سطح البحر، يحدها من الشمال حي المزة ومعضمية الشام، وعرطوز من الغرب، وصحنايا وأشرفيتها من الجنوب وحي كفرسوسة وحي القدم من الشرق.
كانت هذه المدينة في السابق تعتبر مركزاً إداريّاً لجميع قرى وبلدات ومدن الغوطة الغربيّة مثل بيت سحم، والسيّدة زينب، والسبينة الكبرى، والبويضة، والسبينة الصغرى، ونجها، وقدسيا، وأشرفية الوادي، والهامة، وجمرايا، والحجر الأسود، وحجيرة إلا أنّ هذه المدن والبلدات استقلت جميعها عن داريا.
معالم مدينة داريا
- المساجد الأثريّة القديمة:
- جامع أبي سليمان الداراني.
- جامع المنبر.
- جامع عمر بن الخطاب.
- مسجد طه.
- جامع أنس بن مالك.
- الكنائس:
- كنيسة الطائفة الكاثوليكيّة، وتتبع هذه الكنيسة إلى الطائفة المسيحيّة الكاثوليكيّة، حيث توجد طائفتان للديانة المسيحية في هذه المدينة وهما الطائفة الكاثوليكيّة بالإضافة إلى طائفة الروم الأرثوذكس.
- المقامات والأضرحة:
- مقام أبو مسلم الخولاني.
- قبر بلال الحبشي.
- قبر أبو ثعلبة الخشني.
- ملاحظة: تحتوي هذه المدينة على العديد من المدارس والمعاهد والمراكز الثقافيّة.