مدينة تستر
تعرف باللغة الفارسية باسم شوشتر، وهي مدينةٌ تقع في إيران، في محافظة خوزستان، وتتميز بأراضيها الزراعية، وهذا ما أدى إلى انتشار العديد من أنواع الأشجار، والنباتات فيها، ويعتمد المزارعون فيها على طرق الري الرومانية القديمة، والتي ما زالت مستخدمة حتى هذا الوقت كوسيلة من الوسائل التي تساهم في دعم المزروعات في أراضي تستر.
تاريخ مدينة تستر
عرفت تستر قديماً باسم ادمدن، وأثناء الحُكم الفارسي لها عُرفت باسم شوشتر، ومعناه الأفضل أو الأكبر، وترجح المصادر التاريخية إلى أن تستر كانت موجودة منذ أيام عهد الحُكم الساساني، وانتشرت فيها العديد من المباني العمرانية، والجسور المتنوعة، وأيضاً استخدمت العديد من الخزانات لحفظ المياه من أجل تزويد الناس بحاجتهم من ماء الشرب، ولري المزروعات المختلفة.
أثناء الحكم الروماني للمدينة شهدت ازدهاراً، ونمواً حضارياً في العديد من المجالات، فقام الرومان بإنشاء السدود من أجل حفظ مياه الأمطار، ثم عملوا على إنشاء الجسور، وخصوصاً الجسر الكبير الموجود فوق نهر قارون، واستمرت الحضارة قائمة في تستر، حتى هاجمها الفرس الصفويون، وقاموا بتدمير قلعتها القديمة، والعديد من المظاهر الحضارية فيها، مما أدى إلى هزيمة الرومان، ورحيلهم عنها.
تمكن الفرس من فرض سيطرتهم على أراضي تستر، وغيروا اسمها إلى شوشتر حتى تتناسب مع اللغة الفارسية، واستمر وجودهم فيها حتى العام السابع عشر للهجرة، والذي أتى فيه جيش المسلمين إلى بلاد فارس لفتحها، وتمكنوا من فتح العديد من المدن، وكانت تستر واحدةً منهم، وفتحها أبو موسى الأشعري بعد قتالٍ مع جيش الفرس الذين هزموا هزيمةً كبيرة، وأسر المسلمون قائد جيش الفرس، وحاكم الأهواز الذي يدعى باسم الهُرمُزان.
جغرافيا مدينة تستر
تبلغ مساحة مدينة تستر 2436 كم²، تتميز بدرجات الحرارة المرتفعة صيفاً، والمنخفضة شتاءً، وتوجد فيها العديد من التضاريس، والمعالم الجغرافية من سهول، وجبال، ووديان، وتعتبر جبال زاغروس من الجبال المشهورة فيها، والتي تطل على وادٍ يعرف باسم وادي فدلك، والذي ينتهي بسهل خوزستان، ويمتد فيها أيضاً نهر الكارون، والذي قسم المدينة إلى ثلاث مناطق إدارية.
الحياة العامة في مدينة تستر
يطلق على سكان مدينة تستر الشعب الشوشتري في الفارسية، والتستري في اللغة العربية، ويتجاوز عدد سكان تستر 200 ألف نسمة تقريباً، وأغلب سكانها الحاليين من أصول فارسية إيرانية، وتعد اللغة الفارسية هي لغتهم الرسمية، ويعملون في العديد من المهن الصناعية، والزراعية وخصوصاً المرتبطة بزراعة قصب السكر، والذي يستخدم في العديد من الصناعات المحلية في تستر، وأيضاً تنتشر فيها العديد من المدارس التي تهتم بتقديم التعليم لكافة المراحل الدراسية.