موقع الجزيرة العربية
شبه الجزيرة العربية عبارة عن أراضي صحراوية واسعةً تقع في جنوب غرب قارة آسيا عند تلاقي قارة آسيا بقارة إفريقيا، يندر تساقط المطر في كثيرٍ من أراضيها، وأكثر المناظر شيوعاً فيها هي الكثبان الرملية والرمال المتحركة، وهناك مساحات من أراضيها يصعب وصول الإنسان إليها بسبب عدم صلابة أرضها، وذلك بسبب تغطيتها بحبيبات الرمال الخشنة؛ إذ عملت الرياح على حمل ذرات التراب الناعمة وأبقت على الحبيبات الخشنة.
الأقسام السياسيّة لشبة الجزيرة العربية
تنحصر أراضي شبه الجزيرة العربيّة بين أربعة بحار، وقد احتلت أهميةً خاصة بالمجال التجاري على مرّ العصور خاصّة في هذا العصر، يحدّها من الغرب البحر الأحمر، ومن الجنوب الشرقيّ بحر العرب والخليج العربي، ومن الشمال الجمهورية العربيّة العراقيّة والمملكة الأردنيّة الهاشميّة.
تتشكّل أراضي شبه الجزيرة العربية من عدّة وحدات سياسية لكل وحدة نظامها السياسي الخاص بها وهي المملكة العربية السعودية، وجمهورية اليمن العربيّة، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت.
أهمية الموقع الجغرافي لشبه الجزيرة العربية
احتل موقع شبة الجزيرة العربية أهميةً كبيرةً على مرّ العصور لكونه متوسطاً بين قارات العالم القديم، فكان حلقة الوصل بين الشرق والغرب فكانت أراضيه ممراً للقوافل التجارية المتجهة من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب حتى أوروبا وجنوب شرق آسيا، فاكتسبت مكة المكرمة أهميةً تجاريةً كبيرةً بالإضافة إلى الأهمية الدينيّة، كما كانت لموانئها البحرية أهمّيّة كبيرة في المجال التجاري، وقد ساعد قربها من مناطق الكثافة السكانية العالية في دول جنوب شرق آسيا على تعاظم أهمية الموقع الجغرافي لشبه الجزيرة العربية.
في هذا القرن تضاعفت أهمية دول شبه الجزيرة العربية بشكلٍ متصاعد بسبب اكتشاف الثروات النفطية في أراضي أغلب دول المنطقة؛ فكثير من المناطق الصحراوية القاحلة التي كانت خالية من السكان أصبحت اليوم مناطق جذب سكاني بسبب توفر فرص العمل فيها، وأصبحت هذه الدول مؤثرةً في الاقتصاد العالمي ليس بما تمتلكه أرضها من ثروات النفط فقط؛ بل أصبحت مناطق ذات كثافة سكانية ومناطق تجارة عالمية ذات قوة شرائيّة عاليةٍ علاوةً على الأرصدة المالية التي تمتلكها.
لقد كان اكتشاف الثروات البترولية في هذه المنطقة نعمة ونقمة على بلدانها في نفس الوقت، من حيث إنّها نعمة فقد تطوّرت جميع المرافق الحياتية في هذه الدول وارتفع مستوى دخل الفرد وتحسنت سبل المعيشة لديه، ومن جانب النقمة فقد زادت أطماع الدول الاستعمارية بكل جزء من هذه المنطقة، وما نراه اليوم من ويلات الحروب والاقتتال ليس إلا دليل على الواقع الذي تعيشه هذه الدول.