محتويات
الأهميّة الاستراتيجيّة والحضاريّة
تُمثّل فلسطين الجسر البريّ الوحيد الذي يربط قارة آسيا بقارتي أفريقيا وأوروبا، وهي بمثابة البوابة الجنوبيّة لبلاد الشام، وخط الدفاع الأول عنها، ومن هذا المنطلق فإنَّ هذه الأهمية الاستراتيجيّة لها شكّلت مطمعاً لكلّ الأمم والغزاة الذين سيطروا على مناطق آسيا وأفريقيا، حيث خضعت البلاد تحت سيطرة العديد من الغزاة، وشهدت أراضيها الكثير من المعارك التاريخيّة الفاصلة.[١]
ويجدر بالذكر أنَّ موقع فلسطين يتوسّط العديد من البلدان العربيّة؛ ولذلك يسهل ارتباط فلسطين البريّ بالبلدان العربيّة التي تُجاورها، فجميع الطرق القادمة من شبه الجزيرة العربيّة، أو من الأردن، والعراق، وسوريا، ولبنان، أو من مصر تؤدي إليها، حيث يُشكل السهل الساحليّ الفلسطينيّ حلقة وصل بين السهل الساحلي لكلّ من لبنان، وسوريا، ومصر، وشمال القارة الإفريقيّة، ويُعتبر سهل مرج ابن عامر حلقة وصل بين فلسطين ووادي الأردن، بينما يُمثّل النقب امتداداً طبيعياً في شمال صحراء سيناء، وترتبط سيناء والنقب بالصحراء الأردنيّة، وكذلك بصحراء شبه الجزيرة العربيّة.[٢]
الأهمية الدينية والسياحية
تنبع أهمية فلسطين الدينيّة والسياحيّة من كونها مهد الديانات السماويّة الثلاث، وهي: الإسلاميّة، والمسيحيّة، واليهوديّة، هذا عدا عن أنّها تحتضن المسجد الأقصى، وقبة الصخرة المشرفة، وهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وتُصنّف مدينة القدس على أنَّها واحدة من أقدس الأماكن الإسلامية في العالم، كما تتواجد فيها كنيسة القيامة، وكنيسة المهد، وتشهد زيارة ملايين السياح إليها، وهذا من شأنه أنْ يوفّر فرصاً كبيرة في مجال السياحة والتجارة، ونشر أجواء الاستقرار، والسلام، والمؤاخاة بين الشعوب والأمم.[١]
الأهمية التجارية
تنبع الأهميّة التجاريّة للموقع الجغرافيّ الفلسطينيّ من كونه ممراً للقوافل التجاريّة، خاصةً تلك القوافل التي تتّجه من الشرق إلى الغرب، إذ إنَّ التجارة القادمة من آسيا، والهند، وشبه الجزيرة العربية تصل إلى موانئ فلسطين من خلال البحر الأبيض المتوسط، ثمّ تتجه نحو أوروبا، وقد ساعدت الحدود الجنوبيّة البريّة للبلاد، والتي تربط آسيا وأفريقيا على وجود المحطات التجاريّة، الأمر الذي ساهم في الاستقرار، والتطور الاقتصادي للبلاد، وفي الوقت الحالي لا تزال فلسطين تتمتّع بأهميتها التجاريّة العالميّة، وموانئها الموجودة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.[١]
الموقع الجغرافيّ لفلسطين
تقع فلسطين على الساحل الشرقيّ للبحر الأبيض المتوسط، ويتحدّد موقعها الفلكيّ بين خط عرض 32 درجة شمالاً، وخط طول 35 درجة و15 دقيقة شرقاً، وتتواجد في الجهة الغربيّة من الأردن، وفي الجهة الجنوبيّة من لبنان، وتبلغ مساحة أراضيها حوالي 27.026 كيلومتراً مربعاً، وتتميّز البلاد بتضاريسها المتنوّعة، والتي تتضمّن على السهول الساحليّة والداخليّة، والجبال، والتلال، والصحراء الجنوبيّة.[٣]