أُمّي ...
هل تكفيكِ دماء قلبي مداداً لكلماتٍ أخطُّها إليكِ ...وهل تكفي بتلاتِ الأزهار ووريقات الورود كُراساتٍ لكلماتي... يا أُمّي أنحني تواضعاً وخجلاً أمامكِ يا أعظم نساء الكون... يا سراجاً أنار قناديل دنيتي وشمعةً ذابت لتُدفئ قلبي ... يا أُمّي ...أخبريني كيف أُقدِّم لكِ السّعادة التي منحتني إيّاها ...أخبريني كيف أزرعُ البهجة بقلبكِ كما زرعتي الأمل في كلِّ سنين عمري ... علِّميني يا أُمّي ... يا تاريخ حياتي ... يا أجمل فرحةٍ زينت ملامح طفولتي...وزرعت الثّقة في حاضري ...ورسمت أبعاد مستقبلي... يا أُمّي ... علّميني كيف يكون العطاء دون مقابل ودون حساب لآخر رمقٍ في أنفاسي ...
يا من أجلي قاسيتِ وعانيتِ وليّنتِ الصّعاب وسهّلتِ كلّ العقباتِ ...وتحدّيتِ الأشواك الدّامية لإسعادي ...
وبيديكِ حولتيها لسهولٍ وبساتين وواحاتٍ غنّاء يشدو بها عالمي ... يا أروع كلمةٍ قيلت في عالم الحبّ ...وأدفأ حبٍ دقَّ به قلبي ...
أُمّي ...زرعتني بقلبكِ وردةً صغيرةً ...ورعيتني بدماءِ قلبكِ ...وجعلتي من روحكِ وشاحاً يحميني ومن حُبكِ سياجاً يُغلّفُني ...
حلمتِ بي ... ورسمتِ لي خطوات سعادتي قبل أن ترى عيني النّور ...وزرعتِ الفرح وروداً يُشرق عبيرها في كلِّ طريق حياتي ...
...وجعلتي من قلبكِ وسادتي ...ومن ذراعيكِ لحافاً أحتمي به ... ومن دقّاتِ قلبك أجمل معزوفةٍ دقّت في عالم الحب يَطربُ بها مَسمعي ...
...وتبقى عيناكِ وحدهما أملاً يشعُّ بريقاً وثقةً ووعدٍ بغدٍ أجمل يُزين سمائي ....
تخونني الكلمات ... ويُشلُّ لساني عن التّعبير ...وتخنُقني عبراتي كلما رأيتُ خطوط العمر تُزيِّنُ وجنتيكِ ....وكلما رأيتُ تعب السّنين يُلقي بكاهلهِ ليُوشّح رأسكِ ....يا أُمّي ...يا منبع سعادتي ...ضُمّيني إليكِ ...فأنتِ الصّدر الوحيد الذي يُريحني من عبأ سنيني ... يا أُمّي المسي بيديكِ وجنتيّ ... فيدُكِ المباركةُ هي الكفُّ الوحيد الذي أتمنّى أنّ أُلقي برأسي عليها كلَّما ضاقت بي دُنيتي ...وصدركِ الملاذُ الوحيد الذي يُجرِّدُني من همومي ...سرِّحي بيديكِ شعري ...فأنا أشتاقُ لدفءِ الشّوقِ في صدركِ ...أشتاقُ للمساتكِ وحنانكِ ... ...يا أُمّي قُصِّي لي حكايةً وغنِّي لي بصوتكِ العذب الحنون ... فأنا كلما رأيتكُ أشتاق لطفولتي ...ومهما كبرتُ فأنا طفلكِ المُدلَّل الذي يرفض أن يكبر يوماً بين ثنايا صدركِ ...
أتمنى أنّ أهديك كل لحظات سعادتي .. فأنت عندما تبتسمين تتفتّح ورود عمري ... وتُشرقُ الشّمسَ في روحي ..ويُزهر الرّبيع في قلبي...وتشدو دقّاتهِ بأعذب الألحانِ .... وينتشي قلبي فرحاً وكأنِّي ملكتُ الكونَ أجمع وفي كلِّ ركنٍ من أركانه يفوح شذى عطائكِ ....
أُمّي... يا وهج روحي ...أدعو لكِ بكلِّ صلواتي أنّ يَمدّكِ الله بأيّام عمري ...
أحبك يا أُمّي ....