فصول السنة الأربعة
فصول السنة الأربعة تُقسّم لأوقات السنة اعتماداً على المناخ؛ حيث إنّ المناخ يقسّم إلى أربعة فصول: فصل الربيع، وفصل الصيف، والخريف، والشتاء، وهذا الغالب في معظم مناطق السنة، بينما المناطق الاستوائيّة فإنّ فيها فصلين: فصل ماطر شتويّ، وفصل جافّ حارّ صيفيّ.
التفسير العلميّ لظاهرة فصول السنة هو ميل محور الأرض خلال دورانها حول الشمس في أيّام السنة الثلاثمئة والخمسة والستين يوماً؛ حيث إنّ زاوية سقوط أشعّة الشمس تختلف على المكان الواحد من شهر لآخر، ونتيجة هذا الاختلاف تختلف الفصول ودرجات الحرارة والمناخ. وممّا يجدر ذكره أنّ فصل الصيف في نصف الكرة الشماليّ يعادله فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبيّ، والعكس صحيح؛ وهذا لأنّ النصف الشماليّ مائلٌ من الجنوبيّ.
فصل الربيع
قسّم العرب منذ القدم الفصول إلى أربعة فصول؛ الفصل الأوّل هو فصل الربيع والذي يبدأ من الواحد والعشرين من شهر آذار في كلّ عام، والذي يصادف عيد الأمّ، وينتهي في العشرين من شهر حزيران، ليبدأ فصل الصيف في الواحد والعشرين من نفس الشهر وينتهي في العشرين من شهر أيلول، أمّا فصل الخريف فإنّه يبدأ في الواحد والعشرين من شهر أيلول، وينتهي في العشرين من شهر كانون الأوّل ليحلّ مكانه فصل الشتاء الأكبر برودةً ومطراً، لينتهي بدورةٍ فصليّة جديدة.
فصل الربيع هو الفصل الأجمل من بين الفصول الأربعة؛ فهو ذو مناخ معتدل، وفيه تحدث المرحلة الانتقاليّة ما بين فصلي الشتاء والصيف، وفيه يتساوي الليل مع النهار في كلّ الكرة الأرضيّة، وهو ما يُعرف بالاعتدال الربيعيّ، والذي يقابله في فصليّ الصيف والشتاء "الانقلاب". وفي هذا الفصل يكون الجوّ معتدلاً بين الحرارة والبرودة، وتصاحبه الكثير من الظواهر الطبيعيّة التي تُضفي للحياة معنىً جميلاً، وجمالاً ربانيّاً آسراً؛ ففي هذا الفصل تكون السماء صافية، وتتفتّح فيه أوراق الشجر وتخضّر، وتتفتح الأزهار بكلّ ألوانها كشقائق النعمان، وينمو العشب الأخضر، كما أنّه موسم هجرة الطيور لكثرة الغذاء والحبوب، وبدأ نضوج الكثير من الثمار.
وقد ارتبط فصل الربيع بالكثير من الأعياد المقدّسة في الأديان، منها: عيد النوروز الفارسيّ والذي يحتفل به الإيرانييّن ليومنا هذا في اليوم الأوّل من فصل الربيع، وأيضاً هنك عيد الفصح للمسيحيين، وعيد العمّال الدولي في الأوّل من شهر أيّار، أمّا الهندوس فإنّهم يحتفلون بمهرجان الألوان الذي يرتبط بهذا الفصل وألوانه البديعة في الطبيعة الخلّابة، وكذلك فإنّ القدماء احتفلوا ببداية هذا الفصل بعيد أكيتو الذي يُسمّى بعيد الربيع، وذلك في حضارات بلاد ما بين النهرين، وقد ارتبط هذا الفصل عندهم بحصاد الشعير.