كربلاء
الموقع
تقع كربلاء وسط دولة العراق؛ حيث تَقع في جنوب غرب بغداد، وتبعد عنها بمقدار ١٠٥ كم، وتحدّها من الشمال ومن الغرب مدينة الأنبار، بينما تحدّها من الجنوب محافظة النجف، وتحدّها مدينة بابل من الشمال والشمال الشرقي.
الأهمية
تحظى كربلاء باهتمامٍ خاص من الشيعة؛ وذلك لأن قبر علي بن أبي طالب كما يزعمون فيها، لذا يَزورها الألوف سنوياً من الشيعة من مختلف دول العالم.
أسس البابليون مدينة كربلاء؛ حيث نُسِب اسم كربلاء إليهم، فقد قيل إنّ كربلاء تَعني قُرب الإله، وهناك من ذهب إلى تسميتها بـ "كور بابل" أي مجموعة من المدن البابلية القديمة.
معركة كربلاء
تَنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان عام ٤١ هجري؛ مِنْ أجلِ حَقن دماء المسلمين، وتوحيداً لصفوفهم، بعد أنْ دَبّتْ الفتنة بينهم فيمن أحق بالخلافة بعد وفاة علي بن أبي طالب، وقد سُمي ذلك العام بعام الجماعة؛ لأن الصلح تمَّ بين جموع المسلمين المختلفين، وهو ما أشار إليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه: "ابني هذا سيّد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".
قام الحسن والحسين بمبايعة معاوية بن أبي سفيان والمسلمين من بعدهما، وقد كانت العلاقة بين معاوية والحسن والحسين علاقةََ محبةٍ واحترامٍ؛ حيث كان الحسن والحسين يَزوران مُعاوية باستمرار، فيُكرمهما معاوية بدوره ويُحسن ضيافتهما، واستمرت العلاقة بين الحسين ومعاوية على ما هي عليه بعد وفاة الحسن، ولم يُحاول الحسين يوماً أنْ يَخرج عن طاعة معاوية، أو يُطالب بالخلافة، بل إنّه قد شارك مع الجيش الذي خَرَج بقيادة يزيد بن معاوية لفتح القسطنطسنية.
بدأت المشاكل عندما رشح معاوية ابنه يزيد للخلافة من بعده، بل باشر بِأَخذِ البيعة من الناس في حياته باستخدام أسلوب الترغيب والترهيب، ولكنْ هناك من عارضه من الصحابة وهم: الحسين بن علي، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن الزبير.
بعد وفاة معاوية في سنة ٦٠ هجرية، حاول يَزيد أَخذ البيعة من الحسين إلّا أنّه رفض وخرج إلى الكعبة وبقي هناك حتى يرى ماذا يفعل، وفي هذه الأثناء شعر أهل الكوفةِ من الشيعةِ بأحقية الحسين باستلام الخلافة، فاجتمعوا وأخذوا يرسلون إليه الرسائل، يطلبون منه القدوم إلى الكوفة حتى يُبايعوه، ولكنّ الحسين بقي خائفاً منهم؛ فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل ليتأكد من الوضع، فأرسل إليه مسلم أنّ الجميع معه وأنهم سيبايعونه على الجهاد، وعليه الحضور.
بعد أنْ عَلِم يزيد بما يحصل في الكوفة عزل واليها النعمان بن بشير، وولّى عبيد الله بن زياد الذي استخدم أسلوب الشدة والتعذيب لأهل الكوفة لردعهم عن هدفهم، كما أنّه استطاع أنْ يشتري البعض منهم بالمال، وهكذا تفرّقوا ولم يقفوا معاً، وتركوا مسلم بن عقيل يَقَع في يد الوالي فقام برميه من أعلى القصر فمات، وقام الوالي بصلبه أمام الناس.
عندما عَلِم الحسين بما حصل أراد العودة إلى مكة إلّا أنّ إخوة مسلم بن عقيل أصروا على القدوم والثأر لموت أخيهم، فتقدّم الحسين واستقر في كربلاء، ووجد في مواجهته جيشاً كبيراً بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، أمّا هو فلم يصمد معه إلا القليل، بعد انسحاب أهل الكوفة؛ فحاول الحسين ايجاد أسهل الحلول وأرسل إلى قائد جيوش يزيد بثلاثة حلول وهي: أنْ يضع يديه بيد يزيد، أو أنْ يعود بالجيش وتنتهي الأمور، أو أنْ يكون هناك قتال وحرب، ولكنْ لم يَقبل والي عمر بن سعد بهذه الحلول، وطلب من الحسين أنْ يُسلّم نفسه كأسير حرب، فرفض الحسين ذلك وبدأت الحرب بين الجيشين في العاشر من محرم، وقُتل الحسين وأصحابه واحداً تلو الآخر، رضي الله عنه وعنهم جميعاً.