قال الشاعر:
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ
- عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة ٌ
- وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ
الصدق هو مطابقة القول والفعل للواقع، وهو ضد الكذب، لذا يعدُّ من أنبل الأخلاق وأفضلها وأحبّ الصفات إلى الله وإلى الناس لما له من نفع عظيم للفرد ومجتمعه، فهو من الخصال التي حث عليه ديننا العظيم لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)،[١] وقد وُصف نبينا الكريم بالصادق الأمين، ونَعت صاحبه بالصدّيق وفي هذا دليل على جمال هذا الخلق وضرورة التحلي به.
إن للصدق ثمار وآثار عديدة تعود على الفرد والمجتمع بالخير الكبير، فالصدق راحة للفرد وسكينة، وفوز برضوان الله ومحبته وجنته، وعتق من الشرك والنفاق، فالصدق أساس البر إذ يقول نبينا الصادق الأمين (إنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإنَّ الرَّجل ليصدق حتَّى يكون صدِّيقاً)[٢] ، كما أنّه سبيل لكسب ثقة الناس واحترامهم، فهذا العالم لا يكتم العلم ولا يقول إلا الحق، وهذا التاجر لا يكذب على زبائنه، وتلك فتاة لا تقول إلا الصدق مهما كلّف الأمر، فيظهر المجتمع قوياً متماسكاً، وتنقضي المشاكل ويسود التفاهم، والصدق أنوعٌ ثلاثة؛ صدق مع الخالق يكون بإخلاص العبادة، وصدق مع المخلوق بالقول والفعل، وصدق مع النفس، والصدق يكون باللسان بمطابقة الكلام للواقع دون تحريف، وفي المعاملة بتأدية الحقوق وحفظ الأمانة والوفاء بالعهد، وصدق الحال بإظهار الباطن دون تلون وخداع، وصدق في الدين بإخلاص العبادة لله دون نفاق أو رياء.
الصدق سبيل الأمة إلى النجاة، فبدونه تتهاوى بقية القيم، ويقع الفرد في الفواحش واحدة تلو الأخرى، مما يوجب علينا أن نحرص على التحلّي بهذا الخلق الفضيل، والحرص على أن نصدُق حتى في أصعب المواقف، ففي قول الصدق نجاة مهما كلّف الأمر، وفي الكذب مضرّة مهما طال الزمان.
فيديو عن الصدق وآثاره
للتعرف على المزيد عن الصدق وآثاره، شاهد الفيديو الآتي: