صفات الله
إن لله سبحانه وتعالى صفاتٍ وأسماءً متعددة ومتنوعة تدل عليه، فهوعلى سبيل المثال العزيز الذي يتصف بالقوة والعظمة، كما أنه السلام الذي يسلم المؤمنون من عقابه، والذي ينشر السلام بين خلقه في الأرض، وهو المهيمن صاحب السلطة على كل الكائنات، وهو الجبار الذي يجبر القلوب المكسورة، وهو العليم الذي لا يخفى عنه في الأرض شيءٌ ولا في السماء، وهو الرحمن الرحيم وغيرها الكثير مما يعلم الإنسان من صفات الله ومما يخفى عليه، وفي هذا المقال سيتم الحديث بتفصيلٍ عن صفتيْ الرحمن والرحيم .
الفرق بين الرحمن والرحيم
وقد اختلف العلماء في التفريق بين الصفتين، وهناك قولان؛ أولهما أن الرحمن هو صفة الله التي تعني المبالغة في رحمة الله التي تشمل مخلوقاته جميعاً، سواء آمنوا به أم لم يؤمنوا، أما الرحيم فهو المتصف بالرحمة التي تشمل المؤمنين فقط، وبذلك يكون معنى الرحمن أشمل وأعم من الرحيم، أما الأخرى فتقول بأن الرحمن صفةٌ تدل على الله سبحانه وتعالى، أما الرحيم فصفةٌ تدل على الذي تشمله الرحمة أي الإنسان أو الحيوان وغيرهما من مخلوقات الله، وبالرغم من دلالة الكلمتين على صفة الرحمة، إلا أن المشمول بها والدالة عليه يختلف في الحالتين، وقد قال الله سبحانه وتعالى عن نفسه في القرآن الكريم: "وربك الغفور ذو الرحمة" .
صور رحمة الله
ولرحمة الله الواسعة أنواعٌ متعددةٌ ومختلفةٌ تخص كل مخلوقاته، نذكر منها :
- بعث الرسل، الذين كانوا يهدون الناس من ضلالهم وظلماتهم إلى نور الله والحق والخير والجنة، فلم يرضَ الله على الناس أن يتخبطوا في الحياة لا هم يسمعون ولا يعقلون.
- سقوط المطر، الذي يروي ظمأ الإنسان والمزروعات، ويستخدمونه في حياتهم عند نقص الماء لديهم، فنقص الماء يعني انتهاء الحياة لكل المخلوقات.
- الأم، جعل الله للإنسان أماً ترعاه وتسهر على راحته، وتهتم به وبأكله وشربه ولبسه، حتى يصبح رجلاً قوياً يعتمد على نفسه، كما أنه رزقه في بطنها جنيناً، ورزقها به طفلاً ليشبع حاجة الأمومة المهمة جداً لديها.
يجدر بالذكر أن الإسلام هو دين الرحمة والرفق، فقد أمر الناس أن يرحموا بعضهم البعض، وأمر بالرفق بالحيوان ورحمته وإطعامه
وإيوائه، كما أن الإنسان عندما يقرأ القرآن أو يقف للصلاة أو قبل الأكل والشرب، فإنه يقول "بسم الله الرحمن الرحيم"، أي أنه يتوكل على الله فقط في كل أعماله وفي حياته، ويبدؤها بقوةٍ من الله الخالق المتصف بالرحمة الواسعة.