كيف أحدد هدفي في الحياة

كتابة - آخر تحديث: ٧:٤٣ ، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٦
كيف أحدد هدفي في الحياة

الأهداف

يعدّ الهدف الوِجهة والغاية والنتيجة التي يسعى الفرد للوصول إليها، أو الشيء الذي يريد الحصول عليه، ولهذا يجب أن يكون مَعْلماً واضحاً يسير إليه الإنسان وفق خطة مدروسة وتفكير دقيق لضمان تحقيقه وتفادي الصعوبات والمشكلات والعقبات التي قد تواجهه في طريقه نحو هدفه، وقد يكون هدفاً مستمرّاً يظلّ مع الإنسان طيلة عمره كالتّخطيط للمستقبل، أو أن يكون هدفاً منتهياً ينتهي بتحقيقه والحصول عليه كالإقلاع عن التدخين وتخفيف الوزن وغيرها.


تكمن أهميّة تحديد الأهداف ومعرفتها في السيطرة على الذات والتحكّم بها، وتمرينها بحيث تكون قادرة على تحقيق المستحيل، وكذلك زيادة الثقة بالنفس ورقيّها وخلق نوعٍ من الاحترام للذات و تقديرها من خلال الإيمان الكامل بالقدرات التي تملكها وتتوفر لديها، وهذا يحفّزها على الإنجاز وتنظيم الأولويّات وبالتالي إدارة الوقت بشكل جيّد بعيداً عن مضيّعاته وما يشغله بغير المفيد.


أنواع الأهداف

  • أهداف قصيرة المدى: هي الأهداف البسيطة التي يستغرق زمن الحصول عليها وإنجازها ما بين دقائق معدودة إلى سنة تقريباً، مثل كتابة مقال، أو قراءة كتاب، أو شراء ملابس، أو حضور اجتماع عمل، أو العمل على مشروع تخرّج، وعادةً ما يكون هذا النوع من الأهداف محفّزاً للإنسان ومشجّعاً ومعيناً له على التخطيط والقيام بالمهام المحددة.
  • أهداف متوسطة المدى: هي الأهداف التي يستغرق زمن إنجازها ما بين سنة واحدة وخمس سنوات، مثل الحصول على شهادة دراسيّة جامعيّة مثلاً أو شراء سيّارة، أو حفظ القرآن الكريم كاملاً، وهذه الأهداف مهمّة لأنّها تساعد على استمراريّة العمل للحصول عليها والالتزام بتحقيقها.
  • أهداف بعيدة المدى: هي الأهداف التي تشمل حياة الإنسان كاملةً والتخطيط لها على المدى البعيد من كل الجوانب، مثل رسم العلاقة بين الإنسان وخالقه وبينه وبين الناس من حوله.


مبادئ تحديد الأهداف

  • التركيز على الرغبة والإرادة النابعة من الداخل ومعرفة ما الذي يريده المرء بدقة ووضوح، ليتمكّن من تحقيقه.
  • الحرص على أن يكون الهدف واقعيّاً يمكن تحقيقه وليس نسجاً من خيال، ومراعاة كل الظروف والأدوات المحيطة به.
  • معايشة الهدف وتصوّره في الذهن بأدقّ التفاصيل فهذا يجعل العقل الباطن أكثر تركيزاً ودافعيّةً وحماساً لتحقيقه.
  • كتابة الأهداف وتدوينها يجعلها حقيقةً، وهذا الأمر من أهم فلسفات تحقيق الأهداف لأنّ العقل الباطن يتنبّه أكثر للهدف المكتوب.
  • دراسة العقبات والمصاعب التي قد تواجه المرء في طريقه إلى هدفه والاستعداد لها بمعرفة كيفيّة التعامل معها حال حدوثها بشكل مرن.
  • تحديد الفترة الزمنيّة المراد تحقيق الهدف فيها، وهذا يجعل الإنسان أكثر التزاماً وحماساً لإنجازه في وقته المخصّص، ويبعده عن العشوائيّة والفوضى.
  • الاستخارة واستشارة أصحاب الخبرة وطلب المساعدة، فقد يحصل المرء على معلوماتٍ منهم توفّر له الكثير من الوقت والجهد في طريق تحقيق هدفه.
  • قوة العزيمة والتصميم وصدق الالتزام؛ فالناس كثيراً ما تفشل ليس بسبب عدم القدرة على تحديد الأهداف إنّما بسبب نقص الالتزام بتحقيق ما تريده.
  • إحاطة النفس بالرفقة الصالحة والأشخاص الإيجابيين الذين يؤثّرون عليها في الطريق الصحيح بعيداً عن التشاؤم والإحباط والأفكار السلبيّة التي تقود صاحبها إلى العجز.
  • تحديد القدرات الشخصيّة ومعرفة المواهب التي يمتلكها الفرد ليتسنّى له تحديد الطرق التي يمكنه من خلالها تحقيق أهدافه المختلفة.
  • السعي دوماً لتنمية المهارات الشخصيّة والمعرفية واكتساب خبرات في مجالات مختلفة في الحياة.
  • الحفاظ على القيم والأخلاق الحسنة التي يتحلّى بها الفرد، فلا يسوّغ لنفسه القيام بأعمال ووسائل خاطئة تتناقض مع مبادئه للوصول إلى هدفه؛ فالغاية مهما كانت نبيلة لا تبرّر الوسيلة السيئة.
  • الابتعاد عن الخوف والتغلّب عليه، وعدم القلق من الفشل، فالإنسان الإيجابي المثابر يجعل الفشل بوابةً له إلى النجاح، وطريقاً للتجربة واكتساب الخبرات.
  • الابتعاد عن المماطلة والتسويف فهما عدوّان للتفوق والنجاح.
  • ربط الأهداف بقِيَم عليا والاعتقاد معها أنّ الله يكافئ من يحسن في عمله كلٌّ في موقعه، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) [الكهف:30]، فتحديد الأهداف ورسم خطة لتحقيقها من إحسان العمل.


كيفيّة تحديد الأهداف

إنّ نجاح الإنسان في حياته لا يقتصر على جانب معيّن فقط، بل يتعدّى ذلك أن يكون ناجحاً في كل الجوانب أو بعضها، وتحديد الأهداف جزء مهم من منظومة النجاح وشروطه، ويستطيع المرء القيام بذلك عن طريق طرح الأسئلة المباشرة على النفس والبحث عن إجابات شافية لها تكون بعد ذلك منطلقاً له لبدء عمليّة التخطيط، وهذه الأهداف في حياة المرء متعدّدة تشمل جوانب عدة وهي:

  • الجانب الرّوحاني: فيه يخطط المرء لعلاقته بالله عزّ وجلّ وإيمانه به واكتسابه القيم والمبادئ التي ترضيه وهو أساس كل الجوانب إذا صلُح صلحت واتّزنت بقيّة الجوانب، ومن الأسئلة المتعلقة بهذا الجانب والتي تُعين على تحديد أهدافه: هل أؤدي الفروض بشكل منتظم؟ كيف يمكن أن أرتقي بعلاقتي مع الله عزّ وجلّ؟ ما العبادات التي يمكنني الالتزام بها لتقوية علاقتي بخالقي؟ ما الصفات التي يحبها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لأتحلّى بها؟ هل أنوي القيام بعمرة أو حج في الفترة القادمة؟
  • الجانب الشخصي: يشمل كل ما يخصِ الفرد من تعليم وعائلة وعلاقات شخصيّة وترفيه وغيرها، ويستطيع تحديد أهدافه فيه من خلال طرح الأسلة التالية على نفسه: هل علاقتي بمن حولي جيّدة؟ هل أقوم بواجباتي تجاه أمي وأبي؟ هل أقدّم الرعاية الكافية لشريك حياتي وأبنائي وأعتني بأمورهم بشكل جيّد؟ هل أقرأ كتباً بشكل دوريّ؟ هل أبحث عن معلومات أتثقف بها في الأمور التي تهمّني؟ هل حصلتُ على إجازة مؤخراً للترفيه عن نفسي وأخذت قسطاً من الراحة؟.
  • الجانب المهني: هو ما يتعلّق بالوظيفة والعمل وما يساعد على تحسينهما، والأسئلة التالية تساعد على تحديد الأهداف المتعلقة بهذا الجانب: هل أنا مرتاح في وظيفتي الحاليّة وسعيد بوجودي فيها؟ هل لديّ خطة للارتقاء بموقعي ضمن السلّم الوظيفي الخاص بمهنتي؟ كيف يمكن أن أقدّم عملاً متميّزاً؟ وما الدورات التي تنمّي مهاراتي في وظيفتي؟ هل علاقتي برئيس العمل والزملاء طيّبة؟
  • الجانب المادي: هو ما يخصّ الأمور الماليّة والدخل والاستثمارات في حياة الفرد، ولتحسينها وتحديد ما يمكن الارتقاء به فيما يتعلق بهذا الجانب تُطرح الأسئلة التالية: هل ما أجنيه من المال يكفيني لأعيش حياة طيبة وسعيدة؟ هل أطمح لدخل أعلى من الذي أحصل عليه في الوقت الحالي وكيف السبيل لذلك؟ هل أستطيع استثمار ما معي من المال في مشروع يزيد من دخلي؟ هل أقدّم المساعدة المالية للمحتاجين؟
  • الجانب الصحي: هو الجانب الذي يُعنى بصحّة الإنسان البدنيّة واهتمامه بعاداته الغذائيّة ووزنه وغيرها، ولتحديد الأهداف المتعلقة بهذا الجانب تُطرح الأسئلة التالية: هل أتمتع بصحّة جيّدة؟ هل لديّ مشاكل صحّية تحتاج متابعة طبية مستمرّة؟ هل وزني ضمن المعدل الطبيعي لعمري؟ هل أحصل على غذاء صحّي و متوازن خلال يومي؟ كيف أستطيع أن أُبعد عن نفسي الضغوطات التي تسبب لجسدي الإرهاق؟


ملاحظة: بالإجابة على الأسئلة التي تخصّ كل جانب، يستطيع الفرد وضع خطوات يقوم بها ويخطّط لها ليرتقي بكل جانب، وبذلك تتحدّد أهدافه وفق احتياجاته ورغباته، ويجب على المرء أن يعلم أنّ عمليّة تحديد الأهداف مستمرّة، أي تتكرّر على الدّوام في حياته، لأنّ الأهداف تتجدّد مع الزمن ومتطلّبات الفرد تتغيّر كذلك في كل مرحلة من مراحل حياته وظروفها.
913 مشاهدة