علامات فرط الحركة عند الأطفال

كتابة - آخر تحديث: ٩:٣٩ ، ٢٩ يوليو ٢٠٢٠
علامات فرط الحركة عند الأطفال

فرط الحركة عند الأطفال

يُعرَّف فرط الحركة عند الأطفال، أو فرط الحركة وتشتُّت الانتباه، أو قصور الانتباه وفرط الحركة، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (بالإنجليزية: Attention deficit hyperactivity disorder) واختصاراً ADHD، على أنَّه مجموعة من الأعراض السلوكيَّة التي تظهر على الطفل وتتمثَّل بعدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاع، وتظهر هذه الأعراض عادة في مرحلة الطفولة المبكِّرة، إلا أنَّها قد تميل للوضوح عند حدوث بعض التغيُّرات على حياة الطفل كدخوله للمدرسة على سبيل المثال، لذلك تُشخَّص معظم الحالات عندما يكون الأطفال في سنِّ السادسة إلى سنِّ 12 من أعمارهم، ومن الجدير بالذكر أنَّه عادة ما يُسبِّب هذا الاضطراب مشاكل في الصداقات والتعلُّم للطفل.[١][٢]


وعلى الرغم من أنَّ معظم الأطفال تظهر عليهم أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط، إلا أنَّ الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة تظهر لديهم أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه والتهوُّر في التصرُّفات بدرجة أكبر مقارنة بالأصحّاء من نفس العُمر، فيكونون غير قادرين على الالتزام بنشاط واحد لفترة طويلة، ومن الجيِّد ذكره أنَّه عادة ما يشهد الطفل تحسُّناً في الأعراض مع تقدُّمه في السنِّ، مع احتماليَّة ملازمة بعض الأعراض حتى مرحلة البلوغ، وفي السياق يجدر التنبيه إلى أنَّ بعض الأطفال الذين تظهر عليهم بعض الأعراض في المدرسة لكن يتعايشون بشكل جيِّد في المنزل أو مع الأصدقاء، أو عكس ذلك فقد تظهر الأعراض في المنزل لكن لا يؤثِّر ذلك في واجباتهم المدرسيَّة وصداقاتهم، فإنَّ ذلك لا يشير إلى الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه، وقد يرتبط بحالة صحية أخرى.[٣][٢]


علامات فرط الحركة عند الأطفال

تظهر الأعراض المرافقة لاضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه قبل سنِّ الثانية عشرة، حتى أنَّها قد تظهر في عُمر مبكِّر جدّاً يصل إلى ثلاث سنوات، وتتفاوت هذه الأعراض في شدَّتها ما بين الخفيفة والمتوسِّطة والشديدة، كما أنَّها تختلف بين الذكور والإناث، إذ تميل الإناث إلى كونهنَّ أكثر تشتُّتاً، بينما يميل الذكور إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً، وحقيقةً تتشابه أعراض هذا الاضطراب مع أعراض حالات صحيَّة وسلوكيَّة مختلفة أخرى، وبشكل عام يعتمد التشخيص الصحيح على استشارة الطبيب الذي يُعاين الأعراض ويقدِّر مدى تأثيرها في حياة الطفل وعلاقاته في المدرسة والبيت، والجدير بالبيان أنّ التشخيص الرئيس يقوم في الغالب على التأكد من ظهور الأعراض بشكل يؤثر في حياة الطفل في البيت والمدرسة بصورة ملحوظة للغاية،[٤][٥] ويمكن تقسيم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى ثلاثة أنواع فرعيَّة، وهي كما يأتي:[٤]

  • الاندفاع أو فرط النشاط: (بالإنجليزية: ADHD, impulsive/hyperactive type) وهو الأقلُّ شيوعاً، إذ تتَّسم غالبيَّة الأعراض بفرط الحركة مع الاندفاعيَّة دون وجود عرض نقص الانتباه وفرط التشتُّت.
  • التشتَّت: (بالإنجليزية: ADHD, inattentive and distractible type) إذ يسود على الطفل عرض نقص الانتباه دون وجود أعراض فرط الحركة.
  • الاضطراب المركَّب: (بالإنجليزية: ADHD, combined type) وهو الأكثر شيوعاً، إذ يمثِّل مزيجاً من النوعين معاً، وتظهر على الطفل أعراض النشاط المفرط، وكذلك نقص الانتباه وأعراض الاندفاعيَّة.


قصور الانتباه

يمكن ذكر بعض التصرُّفات التي تدلُّ على إصابة الطفل بقصور الانتباه في حال حدوثها بشكل متكرر على النحو الآتي:[٦]

  • عدم الاهتمام في التفاصيل، والإهمال في المهام المدرسيَّة والوظيفيَّة.
  • مواجهة مشاكل في التركيز أثناء ممارسة بعض الأنشطة، مثل: القراءة، والمحادثات الطويلة، وسماع المحاضرات.
  • عدم القدرة على الإنصات للآخرين.
  • عدم القدرة على الالتزام بالتعليمات وإكمال الأعمال المنزليَّة والواجبات الوظيفيَّة، إذ يبدأ الطفل في أداء المهمَّات وسرعان ما يفقد تركيزه.
  • صعوبة تنظيم المهام، فيكون الطفل فوضويّاً وغير منظَّم، ولا يدير الوقت بشكل جيِّد، وغير ملتزم في المواعيد.
  • نسيان أداء المهام اليوميَّة.
  • تجنُّب وعدم الرغبة في أداء المهام التي تتطلَّب جهداً عقليّاً كبيرًا، مثل إعداد التقارير.
  • فقدان الأغراض المهمة للحياة اليومية، مثل: الأوراق المدرسيَّة، والكتب، والمفاتيح، والنظارات.
  • سهولة التشتت.


فرط النشاط

يُعدُّ فرط النشاط أكثر علامات اضطراب فرط الحركة وضوحاً، وبصفة عامة يُعد الأطفال كثيري الحركة، إلا أنَ الأطفال المصابين بفرط النشاط يكونون دائمي الحركة، وعندما يتم إجبارهم على الجلوس وعدم الحركة، فإنّهم يستمرون بهز أقدامهم والتطبيل بأصابعهم،[٧] ومن الأعراض التي تدلُّ على معاناة الطفل من اضطراب فرط النشاط ما يأتي:[٨]

  • مواجهة الطفل صعوبة في الجلوس على المقعد دون حركة.
  • كثرة التحدُّث.
  • صعوبة أداء الأنشطة الهادئة.
  • فقدان ونسيان بعض الأشياء بشكل متكرر.
  • صعوبة إتمام مهمَّة معيَّنة، فقد يتنقَّل من مهمَّة إلى أخرى دون إتمام أيٍّ منها.
  • كثرة الحركة، فقد يركض الطفل ويتسلَّق دون هدف أو سبب واضح، وفي مواقف لا تليق بها هذه التصرُّفات.


السلوك الاندفاعي

يمكن أن يُسبِّب اندفاع الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مشاكل في ضبط النفس، ولأنَّ هؤلاء الأطفال أقل انتباهًا لتصرُّفاتهم سيبدون للآخرين غير مهذَّبين، أو أنّ تصرُّفاتهم غريبة، ومن العلامات الدالَّة على معاناة الطفل من السلوك الاندفاعي ما يأتي:[٧]

  • القيام بسلوكيَّات دون تفكير مسبق بها.
  • تفادي اللجوء إلى الحلول بطريقة مدروسة لمسألة ما، واللجوء إلى أجوبة عشوائيَّة، أو اللجوء للافتراضات والتخمين، وعدم الانتظار لسماع السؤال كاملاً.
  • التحدُّث بكلام غير مناسب في وقت غير مناسب وبطريقة غير لبقة.
  • عدم القدرة على السيطرة على العواطف، ممَّا يؤدِّي إلى التعرُّض لنوبات من الغضب.
  • مقاطعة محادثات الآخرين، وطرح أسئلة غير منطقية وأسئلة شخصية، وصعوبة الالتزام بالتعليمات.


الأثر الإيجابي في شخصية الطفل

حقيقةً لا علاقة لاضطراب فرط الحركة عند الأطفال بمستوى ذكائهم ومواهبهم، هذا ويُشار إلى أنّه غالباً ما تظهر لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة العديد من الآثار الإيجابيَّة، ومنها ما يأتي:[٧]

  • المرونة: تتَّسم شخصيَّة الطفل المصاب باضطراب الحركة بالمرونة، إذ يُعدُّ ذا شخصيَّة منفتحة على العديد من الخيارات والبدائل، فهو يفكِّر في الكثير من الخيارات في آنٍ واحد.
  • الإبداع: يتميَّز الطفل المصاب باضطراب الحركة بشخصيَّته المبتكرة الخلاقة، إذ يكون مبدعاً بشكل رائع، وبالرغم من تشتُّت ذهنه السريع إلا أنَّه قد يلاحظ أموراً تغيب عن ذهن الآخرين، إذ تدور في رأسه سيالات من الأفكار، وهذا ما يساعده على حلِّ المشكلات المختلفة بنفس الوقت.
  • الطاقة والرغبة بالنجاح: إذا قام الطفل بأداء مهمَّة تفاعليَّة أو عمليَّة مع وجود اهتمام تجاهها، فمن الصعب تشتُّت ذهن الطفل عنها، كما أنَّه يسعى جاهداً إلى تحقيق النجاح بها.
  • العفويَّة والحماس: يمتلك الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة شخصيَّة ممتعة وحيويَّة، كما أنَّه من النادر أن يشعر بالملل، وذلك لاهتمامه بالعديد من الأشياء المختلفة.


دواعي مراجعة الطبيب

يُنصح الآباء في حال الشكِّ بإصابة طفلهما باضطراب فرط الحركة بمراجعة الطبيب العام أو طبيب الأسرة، والذي يجري بدوره العديد من الفحوصات الطبيَّة لمعاينة الأسباب الكامنة وراء الاضطرابات التي يعاني منها الطفل، كما أنَّه قد يوصي بمراجعة طبيب أعصاب الأطفال، أو الأخصائي النفسي، أو الطبيب النفسي، أو طبيب الأطفال المتخصِّص في تطوُّر السلوك، في حال أوصى الطبيب العامّ بذلك.[٩]


المراجع

  1. "Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD)", www.nhsinform.scot,14-2-2020، Retrieved 19-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Attention-Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)", www.familydoctor.org,23-7-2019، Retrieved 19-6-2020. Edited.
  3. "Attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD) in children", www.nchmd.org,25-6-2019، Retrieved 19-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder (ADHD) in Children", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 20-6-2020. Edited.
  5. "Attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD) in children", www.mayoclinic.org, Retrieved 9-7-2020. Edited.
  6. "What Is ADHD?", www.psychiatry.org, Retrieved 20-6-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت Melinda Smith, M.A., Lawrence Robinson, and others (11-2019), "ADHD in Children"، www.helpguide.org, Retrieved 20-6-2020. Edited.
  8. "Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder (ADHD) in Children", www.stanfordchildrens.org, Retrieved 21-6-2020. Edited.
  9. "Attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD) in children", www.middlesexhealth.org,25-6-2019، Retrieved 22-6-2020. Edited.
903 مشاهدة