الشعر والشعراء من أهم الظواهر التي انتشرت منذ بداية معرفة العرب بالحياة ، فكان الشعر مرتبطاً بشكل أساسي مع الحياة البدائية الأولى التي عاشها العرب ، ومر الشعر بالعديد من التطور والإختلاف ، حتى وصلنا اليوم بشكل وحلة جديدة ، فبالتأكيد الشعر القديم الجاهلي اختلف بشكل جذري عن الشعر الأموي والإسلامي والعباسي وغيرها ، وحتى الشعر العربي الحديث ، فكل طريقة من الشعر كان لها شكلها الخاص ، ومفهومها الذي بات يشكل نوعاً من الدقة والجمال .
واشتهرت الدول العربية بتخريج الشعراء من مدارس الشعر المختلفة ، ومن أهم المدراس التي تخرج منها الشعراء ، كانت مدرسة التفعيلة ، ومدرسة الديوان ، ومدرسة الشعر الحر وغيرها ، وهذه المدارس خرجت فئات مختلفة من الشعراء ، ووضعتهم على الطريق الصحيح الذي يجعلهم الأقوى والأهم على الساحة العربية .
وكان من بين الشعراء المعروفين الشاعر أحمد رفيق المهدوي ، وهو شاعر ليبي الأصل ، ولد وتربى وترعرع في ليبيا ، كان محبا للشعر منذ الصغر ، وكان طموحه عالياً بأن يكون مشهوراً منذ نعومة أظفاره ، فيذكر أن أول كلمات شعر نطق بها ، حينما كان في سن السادسة ، واستطاع أن يبهر كما هائلا من الناس على مستوى الحياة الإجتماعية والبيئية ، وحتى الامتداد الجغرافي ، فكبر على حب الشعر ، وكان الأهم والأبرز بين الشعراء في ذلك العصر القديم ، واستطاع أن يبرز مواهبه للعيان ، فكان شاعرنا محباً للوجود ، ملهما بالطبيعة وحسها الذي لا يفارقه أبدا ، وإني لأتذكر بعض كلمات من شعره الذي برع فيه ، فقال عن الحب كلمات عذبة يتغنى بها المحبين حتى يومنا هذا ، وأصبح هو شاعر الحب ولقب أيضا بشاعر الوطن ، وعاش ومات وهو ينشر عقيدة الحب في كل مكان ، ومع كل سطر من السطور التي كان يخطها ، سواء بلسانه أو بقلمه .
ولد شاعرنا العظيم عام 1898م وتوفي عام 1961م بعد أن قدم للشعر أبهى الحلل ، وأجمل الكلمات التي لطالما حلم بتأليفها الشعراء وتغنى بها الناس على مر العصر الفائت ، فهو شاعر حزن على فراقه الملايين ممن شغلهم شعره ، وتهافت على خاطرهم كلماته ، فرحم الله شاعرنا العظيم ، وبعد أن توفي الشاعر أحمد المهدوي تهافت العديد من القراء والأدباء والكتاب على شراء دواوينه ، ودراستها دراسة تحليلية فاحصة ، واستطاع حتى بعد موته أن يلقب بشاعر ليبيا الأول ، وشاعر الوطن والقضية ، والهوية القومية العربية ، وتنادى الكتاب بضرورة إدراج إحدى دواوينه في المناهج التعليمية المختلفة .
ومن أهم الأعمال التي قدمها الشاعر :
- ديوان شاعر الوطن الكبير (الفترتان الأولى والثانية)
- ديوان شاعر الوطن الكبير (الفترة الثالثة)
- ديوان شاعر الوطن الكبير (الفترة الرابعة)