هشام الجخ
هو شاعر مصري ولد عام 1978م في محافظة سوهاج، ينتمي لأسرة صعيدية، وقد بدأ دراسته في محافظة سوهاج ثم انتقل للدراسة الجامعية في مدينة القاهرة، وحصل منها على بكالوريوس من كلية التجارة في جامعة عين شمس عام 2003م، ثم عمل فيها فور تخرجه مشرفاً على المركز الثقافي، حيث عمل فيه إلى أن قدّم استقالته في عام 2009م ليتفرغ للشعر، ومن الجدير بالذكر أنّه قدّم أول حفلة شعرية له عام 2010م، وأُطلق عليه لقب هويس الشعر العربي.
قصيدة اختلاف
يقول هشام الجخ في مقاطع من قصيدته "اختلاف" الأبيات الآتية:[١]
يا حبيبي، هذي البدايةُ تختلفْ
هذا البريقُ الساكنُ الجفنينِ
ما بين البدايةِ والبدايةِ يختلفْ
هذي الوجيعةُ.. حين يُذكَرُ اسمُها،
أو حين يعلو في الدماءِ نداؤُها،
هذي السطورُ تآلفتْ وتجمَّعَتْ كلماتُها..
كي تستحيلَ قصيدةً هذه القصيدةُ تختلفْ
إنَّنِي أَحْبَبْتُكِ رَغْم زِحَامِ الغَيداوات
وبِرغم الْسَّفَرِ ورغْم الْضجَرِ ورغْم الوَجَعِ..
ورغْم القسمِ بِأَنْ أَتَحَجَّرَ فَوْقَ سُعَالِ الْسَّهْوِ
(نانا) تَتَشَبَّثُ فِي جِلْبَابِكْ
فَلبَابِكِ رِيحٌ يُزْعِجُهَا
يُخْرِجُهَا مِن هذا الْحَيِّز، يَسْخَرُ مِنْهَا
إنّى أَحْبَبْتُكِ رغْما عَنْهَا
هذي القصائدُ تختلفْ
هُزّي سُكوني قدْ مَللْتُ الآنَ ألا أعترف
قصيدة الوجهان
يقول هشام الجخ في قصيدته "الوجهان" الأبيات الآتية:[٢]
بِالهَدْيِ نُرْحَمُ.. نعمةِ الرحـمنِ
- وَعْدٌ من الوهَّابِ في القرآنِ
وتفيـضُ أعـينُـنا لذِكـرِ جــلالِه
- ونـرى وجــودَ اللهِ بالبرهــانِ
إنـي رأيـتُ اللهَ رؤيـةَ عـاقـــلٍ
- متـأمّلٍ فـي الخَلقِ والأكْـوانِ
حَــتّى تبيّـنَ للفــؤادِ جــلالُـه
- فَدَمَتْ تفيضُ لِعِشْقِهِ العينانِ
إنّ الحيـــاةَ كـعُمــلةٍ فِـضِّـيــةٍ
- ولكلِّ شيءٍ في الدُّنَا وجهانِ
فالعقلُ مركزُ كلِّ شيءٍ صائبٍ
- والحبُّ وجهُ المشهدِ الفتَّانِ
هـذي الحيـاةُ بقلبِـها وبعقلِـها
- لا يستوي زوجٌ بـدونِ الثاني
فـاللهُ يوصَـفُ بالحكيــمِ مهابةً
- ومـحــبَّةً نـدعــوهُ بالـحـنَّـــانِ
قصيدة أربعة
يقول هشام الجخ في قصيدته "أربعة" الأبيات الآتية:[٣]
راهنت أربعةً من أصدقائي: ستحبني!
وبعد سهر وانتظار وقصائد شعر.. أحبّتني
وتقابلنا وتحادثنا وتعانقنا وسافرنا حيث لا أحد سوانا
واعترفتُ بحبّها
كي تكسب هي مقامرةً لأربعٍ من صديقاتها
قالت لهنّ: سيحبّني!
قصيدة الأم
يقول هشام الجخ في قصيدته "الأم" الأبيات الآتية:[٤]
كانت ككُلّ نخيل بلدتِنا تطلّ عليّ مِن أعلى سماء
وأنا أجمع لعُبتي سِرّا .. وأُعيد تشكيل البِناء
وقد اصطففنا في طابور الصبح ألهانا الغِناء
في الطّابق العلويّ .. وقفت هيْبة .. كفنار بحر ترتدي زيّ النِّساء
وتُراقِب الطّابور في حزم وصمت بارِعين .. فتستقيم ظُهورنا
يعلو الهُتاف تحيّة العلم المرفرف في الفناء
بِإشارة مِنها يقود مُدرِّس الألعاب ذو الصّوْت الجهور الصّفّ نحو فُصولِنا
وبِنظرة مِنها يدُقّ العامِل الجرس ابتِداء الحِصّة الأوْلى
مِن أيْن يأتي كُلّ هذا الحزم في نظراتها؟
وأنا أراها كلّ ليْل تُطفِئ الأنوار مِن حوْلي وتصنع خيْمة مِن حُبِّها
وتحيك دِفء حنانِها فوْقي غِطاء
وعلام يخشوْن الأساتِذة الكُبّار وُجودها
يُعدِّلون مِن هِندامِهُم.. ويُراقِبون الصّفّ عِند مُرورِها
أنا لا أراها مِثلهُم
ما زِلت لم أفهم حقيقة كوْنِها أُمّي وناظِرة بِمدرستي
فأنا – كطِفل – لا أُفرِّق بيْن أحداث الصّباح.. وبيْن أحداث المساء
لكنّني ما زِلت أذكِر جيِّدا غضبي وضجري كُلّ ليْل
حين يغلِبني النُّعاس تهِزُّني .. وتتّهِمُني أنني دوْما أنام وقد سهيْت عن العشاء
وقد سهت هي أنّها ما تزال على يديِها مِن وضوئي .. آثار ماء
بعدما صلّيت يا أُمّي العشاء