مدينة البندقية
فينيسيا أو البندقية هي من أجمل المدن الإيطاليّة بعد مدينة روما الشّهيرة، وتُلقّب مدينة فينيسيا بمدينة الجداول المائية؛ فهي تخلو من السيارات والباصات وتتكوّن من مائة وعشرين جزيرة تتصل فيما بينها بواسطة القنوات المائيّة، ولهذا تُعتبر القوارب الكلاسيكيّة والزوارق من أشهر الوسائل المُستخدمة في التنقّل ما بين هذه الجزر، ففنيسيا هي جزءٌ مهمٌ من البرّ الإيطاليّ أيضاً من خلال نقطتي مارجيرا وميستر في البرّ الرّئيسي لإيطاليا.
تقع مدينة البندقيّة السياحيّة في الطّرف الشمالي للبحر الأدرياتيكي على مسافة أربعة كيلومترات من الساحل الإيطالي؛ فالجزيرة هي مركز تجاري مهم استوطنتها الكثير من الشعوب خلال العصور القديمة، ولهذا كانت تُلقّب بملكة البحر الأدرياتيكي في البحر الأبيض المتوسط؛ ولهذا تعتبر فينيسيا من أهم المرافئ التي تشرف على البحر الأدرياتيكي، ولكن تعتبر جزيرة ليدو الحاجز الطّبيعي الذي يفصل المدينة عن البحر، وسنتعرّف معاً على جزيرة ليدو الإيطاليّة.
جزيرة ليدو ما بين البندقية والأدرياتيكيّ
هي حاجز طبيعيّ وممرّ رمليّ يفصل مدينة البندقية عن البحر الأدرياتيكي بمسافة تُقدّر باثني عشر كيلومتراً من المدينة، ويبلغ طول هذه الجزيرة مسافة أحد عشر كيلومتراً بمساحة أربعة آلاف متر مربع، وترتفع بمسافة ثلاث أمتار أي عشرة أقدام عن مستوى سطح البحر، وتُعتبر ضاحية سكنيّة يقصدها السيّاح للاستجمام على الشواطئ الرمليّة، وكذلك تُعتبر موقفاً للسيارات، حيث تستغرق المسافة ما بين البندقية وليدو نصف ساعة بالعبّارات المائيّة.
ليدو من المنتجعات السياحيّة التي يزدحم فيها السياح القادمين من أوروبا خصوصاً خلال شهري تموز (يوليو) وشهر آب (أغسطس)، فلهذا تعجّ بالفنادق الكبيرة التي تستقبل الأفواج السياحيّة القادمة للاستمتاع وقضاء الأوقات فيها، وعدا عن ذلك فهي المقرّ الرئيسيّ للاحتفال السنوي بمهرجان فينيسيا السينمائيّ، فهي المكان المفضّل للمشاهير والشخصيات الأدبيّة.
في الجانب الآخر من الجزيرة توجد الحياة الريفيّة ومهنة صيد الأسماك التي يمارسها سكان الجزيرة؛ حيث تشتهر ليدو بوجود أسماك المحار فيها بكثرة، ولتلبية حاجات السيّاح أقيمت ملاعب الجولف فهي الرياضة المفضّلة لمن يقصد ليدو للاسترخاء، ويمكن للسيّاح أيضاً التنقّل من خلال الدراجات الهوائيّة لاستكشاف المعالم السياحيّة، أو السير على الأقدام للتسوّق في شارع فيالي غران الذي يقع في الجانب الشرقيّ للجزيرة بالقرب من شاطئ نيكولو وبالقرب من شاطئ ماركوني، فكلاهما يعجّان بالفنادق الضخمة الرائعة.
من المعالم الأخرى للجزيرة هي منارة ألبيروني Alberoni العائمة، ويمكن الوصول إليها من خلال عبور طريق جالو ساندور وهو طريق طويل يُؤدّي إلى قرية مالاموكو المشهورة بالمطاعم التي تقدّم وجبات الأسماك، وفيها أيضاً القصور والطرق الرومانية القديمة، وكذلك المحميّة الطبيعيّة التي تغطّيها الكثبان الرمليّة لتعيش فيها الحيوانات والنباتات كجزءٍ أساسيٍّ من الحياة على هذه الجزيرة الإيطاليّة.