طريقة إزالة شمع الأذن

كتابة - آخر تحديث: ١:٤٤ ، ٢٩ يناير ٢٠٢٠
طريقة إزالة شمع الأذن

شمع الأذن

يعّرف شمع الأذن (بالإنجليزية: Ear wax)، أو الصِملاخ (بالإنجليزية: Cerumen)، أو أُفُّ الأذُن، على أنّه مادة تنتجها غدد خاصة توجد في الأجزاء الخارجية لقناة الأذن بهدف حمايتها، إذ يمنع هذا الشمع الأجسام الصغيرة والغبار من العبور لداخل الأذن، كما أنّه يحمي الجلد داخل الأذن من التهيج عند دخول الماء إليها، وفي الحالة الطبيعية يخرج هذا الشمع من الأذن إلى الخارج عبر القناة السمعية مع الحركة المصاحبة للمضغ وحركات الفك المختلفة، ومع نمو خلايا جلدية جديدة في القناة السمعية؛ حيث تدفع الخلايا الجديدة الخلايا القديمة وشمع الأذن حتى يصل إلى الأذن الخارجية فيتقشر الشمع ويخرج منها، لذلك لا توجد حاجة لمحاولة إخراجه في أغلب الأوقات، وفي بعض الحالات قد تتراكم كميات زائدة من الشمع في الأذن، فيما يُعرف بانسداد الأذن الشمعي (بالإنجليزية: ear wax impaction)، مما يخلف لدى المصاب شعوراً بانسداد في الأذن، ويجدر بالذكر أن تراكم شمع الأذن قد يحدث نتيجة تنظيف الأذن باستخدام أعواد القطن؛ وذلك لأنّ هذه الأعواد تدفع الشمع إلى الداخل، هذا إلى جانب إمكانية إلحاق الأذى بتراكيب الأذن عن طريق الخطأ أثناء تنظيف الأذن، ولذلك يَنصح مقدمو الرعاية الطبية بتجنب استخدامها.[١][٢]


قد يرافق انسداد الأذن الشمعي العديد من الأعراض، والتي تتضمن الشعور بوجود ضغط، أو ألم، أو حكّة داخل الأذن، وطنين الأذن (بالإنجليزية: Tinnitus)، وخروج إفرازات أو رائحة من الأذن، والدوار، وصعوبة أو ضعف السمع الذي يزداد سوءًا مع الوقت،[١] ومن الضروري عند ظهور هذه الأعراض مراجعة الطبيب إذ إنّه يوجد احتمالية لوجود مشكلة طبية أخرى لا تتعلق بانسداد الأذن الشمعي تسبّب أعراضاً مشابهة، كما أنّ الشمع الزائد لا يمكن رؤيته في أغلب الأحيان إلا من خلال تقييم من طبيب مختص، هذا إلى جانب أنّ أكثر الطرق أمانًا لإزالة شمع الأذن الزائد تكون في عيادة الطبيب، ويُخَصّ بالذكر أولئك الخاضعين لعملية في الأذن حديثًا، أو الذين لديهم ثقب في طبلة الأذن، أو الذين يعانون من وجود إفرازات أو ألم في الأذن.[٣]


طريقة إزالة انسداد شمع الأذن

كما ذكر سابقًا فإنّه لا يُنصح بمحاولة إزالة شمع الأذن؛ حيثُ إنّ الجسم يتخلّص منه بشكل طبيعيّ في العادة، كما أنّ محاولة إزالة شمع الأذن قد تؤدي إلى دفعه إلى الداخل والتسبّب بانسداد الأذن بالشمع، وفي حال المعاناة من هذه المشكلة فيوجد عدد من العلاجات الطبيّة التي قد يوصي بها الطبيب لإزالة الشمع الزائد، ونبيّن بعضًا منها فيما يأتي:[٤]


المراقبة والانتظار

كما ذكر سابقاً يمكن للأذن التخلص من الانسداد الحاصل داخلها من تلقاء نفسها في العديد من الحالات، لذلك قد يوصي الطبيب بالانتظار مدة من الزمن لمراقبة وضع الأذن، وملاحظة التغيرات التي قد تطرأ عليها، حيث إنها قد تتحسن مع تلقاء الوقت.[٥]


شفط شمع الأذن

يُعتبَر شفط شمع الأذن (بالإنجليزية :Microsuction)، إجراءً طبياً بسيطاً، ومن أكثر الطرق أمانًا للتخلص من شمع الأذن الزائد، إذ يستعين الطبيب بمجهر يمكّنه من الرؤية بشكل أوضح وشفط شمع الأذن بصورة أفضل، بالإضافة إلى جهاز خاص بالشفط، يُستخدم دون الحاجة إلى إدخال أيّ سائل إلى الأذن، ويتمّ هذا الإجراء بسرعة ودون ألم، ولكن قد يشعر المريض ببعض من الانزعاج أو عدم الراحة في حال كان شمع الأذن متيبساً، ولجعله أكثر راحةً قد ينصَح الطبيب الفرد باستخدام مادة مليّنة للشمع مثل: زيت الزيتون، وذلك لمدة ليلتين قبل شفط الشمع، بالإضافة إلى صباح اليوم الذي من المفترض أن يتمّ فيه شفط الشمع.[٦][٧]


مليّنات شمع الأذن

تُعّرف ملينات شمع الأذن أو ما يطلق عليها مصطلح العوامل المليّنة لشمع الأذن (بالإنجليزية: Cerumenolytic agents)، على أنّها مواد تساعد تليين شمع الأذن بهدف تسهيل التخلص منه، وقد يتمّ استخدامها وحدها أو إلى جانب ري الأذن (بالإنجليزية: Ear irrigation)، أو عند إزالة الشمع يدوياً، أو شفطه، وتتوافر هذه المليّنات بثلاثة أشكال حسب الآتي:[٨]

  • مليّنات شمع الأذن المائية: (بالإنجليزية: Water-based)، مثل: حمض الأسيتيك (بالإنجليزية: Acetic acid)، ودوكوسات الصوديوم (بالإنجليزية: Docusate sodium)، وبيروكسيد الهيدروجين (بالإنجليزية: Hydrogen peroxide)، وبيكربونات الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium bicarbonate)، والماء أو المحلول الملحي (بالإنحليزية: Saline).
  • مليّنات شمع الأذن الزيتية: (بالإنجليزية: Oil-based)، مثل: زيت اللوز (بالإنجليزية: Almond oil)، وزيت الكافور المعدّل (بالإنجليزية: Rectified camphor oil)، وزيت التربنتين (بالإنجليزية: Turpentine oil).
  • مليّنات شمع الأذن غير المائية-الزيتية: (بالإنجليزية: Non–water or oil-based)، مثل: بيروكسيد الكارباميد (بالإنجليزية: Carbamide peroxide)، وساليسيلات الكولين (بالإنجليزية: Choline salicylate ) مع الغليسيرول (بالإنجليزية: Glycerol).


ريّ الأذن

تعتمد طريقة ريّ الأذن (بالإنجليزية: Ear irrigation) على إدخال سائل داخل الأذن، يقوم بدوره بطرد الشمع الزائد للخارج، ويجب الانتباه إلى أنّ الأطباء لا ينصحون بها في بعض الحالات المعيّنة؛ كالأفراد الخاضعين لعميلة أنبوب طبلة الأذن أو ما هو معروف أنابيب تهوية الأذن أو أنبوب فغر الطبلة (بالإنجليزية: Eardrum tube)، كما لدى الأطباء تخوّفات من قيام المريض بها بنفسه في المنزل، وللقيام بري الأذن ينصح بعض مقدمي الرعاية الطبية بدايةً بمحاولة تليين الشمع داخل الأذن عن طريق استخدام الزيوت المعدنية (بالإنجليزية: Mineral oil)، أو محاليل دوكوسات الصوديوم بتركيز 1%، أو محاليل بيروكسيد الكارباميد (بالإنجليزية: Carbamyl peroxide)، ولريّ الأذن يتم اتباع الخطوات الآتية:[٩][١٠]

  • تدفئة المحاليل والماء الذي سيتم استخدامه لدرجة حرارة مماثلة لدرجة حرارة الجسم وذلك تجنّبًا للتعرّض للدوار أو الغثيان.
  • الجلوس باستقامة والبدء بإدخال المحلول عن طريق محقنة داخل القناة السمعية الخارجية، وذلك في حال أراد الطبيب استخدام إحدى ملينات الشمع المذكورة في الأعلى، والانتظار لمدّة 15-30 دقيقة قبل البدء بري الأذن.
  • وضع المحقنة المحتوية على الماء في القناة السمعية الخارجية بحيث لا تتعدى المنطقة التي يتقاطع فيها الغضروف مع العظم، حيث يشكّل الجزء الغضروفي ثُلثَي القناة السمعية الخارجية من الخارج، ومن المهم وضع المحقنة باتجاه أعلى-خلف الأذن ليسهل على الشمع الانفصال عن غشاء الطبلة (بالإنجليزية: Tympanic membrane) والخروج من الأذن، والحرص على عدم توجيه المحقنة باتجاه غشاء الطبلة بشكل مباشر تخوفاً من تعرضه للثقب، ومن الممكن هنا الاستعانة بمنشفة توضع على الكتف لمنع تعرض الجسم للبلل أو وضع وعاء تحت الأذن مباشرةً لضمان سيلان الماء داخلها.
  • البدء بالضغط على المحقنة بلطف لإدخال الماء داخل الأذن، وفي حال شعور الشخص بالألم أو الضغط يجب التوقف حينها عن ري الأذن.
  • جمع أجزاء الشمع الخارجة من الأذن بلطف دون تعريض أي من أجزاء الأذن للأذى.
  • تنشيف الأذن باستخدام منشفة أو عن طريق وضع بضع قطرات من الكحول داخلها، وقد يستعين الطبيب أحيانًا بعدّة قطرات من الآيزوبروبانول (بالإنجليزية: Isopropanol)، وتُعتبَر هذه الخطوة محظورة في حال وجود ثقب في غشاء الطبلة.
  • عند عدم نجاح عملية ري الأذن من الممكن تكرارها في المنزل إلى حدّ خمس مرات، ولكن يجب التوقف واستشارة الطبيب في حال استمرار عدم خروج الشمع من الأذن بعد المرة الخامسة.


إزالة شمع الأذن بالمكشطة

يستعين الطبيب عند القيام في هذا الإجراء بأداة صغيرة تُسمّى المكشطة (بالإنجليزية: Curette)؛ وهي أداة خاصة لإزالة الشمع المتراكم داخل الأذن، وذلك في حال فشل الطرق الأخرى في علاج انسداد الأذن، أو لدى الأشخاص الذين يمتلكون بناءً غير طبيعي لقناة الأذن، أو الخاضعين لجراحة في الأذن، أو المصابين بأمراض أو مشاكل صحية ترفع من خطر إصابتهم بالعدوى، أو عند وجود ثقب في غشاء طبلة الأذن، وللتقليل من خطر إلحاق الأذى بالأذن يقوم الطبيب بهذا الإجراء بشكل سريع عن طريق الاستعانة بمنظار الأذن (بالإنجليزية: Otoscope) المحمول أو بمجهر ثنائي العينية (بالإنجليزية: Binocular microscope)، ومع ذلك يبقى هذا الإجراء مزعجًا وقد يؤثّر في إدراك الأصوات لفترة مؤقتة.[٨][١١]


طريقة لتنظيف شمع الأذن في المنزل

يمكن تنظيف طبلة الأذن بأمان في المنزل من خلال إحضار قطعة قطن صغيرة مدورة، وتبليلها بالماء، ومن ثم إمالة الرأس إلى الجانب بحيث تكون الأذن المراد تنظيفها موجهة للأعلى، وتنظيف الأذن بقطعة القطن المبللة، والبقاء على هذه الوضعية لبعض من الوقت للسماح للماء بالتغلغل في طبقة شمع الأذن، ومن ثم إمالة الرأس بالاتجاه المقابل للسماح للماء بالخروج من الأذن، ويجدر بالذكر أنّه من الممكن الاستعانة بأحد قطرات الأذن السابق ذكرها والتي تحتوي على مليّن لشمع الأذن بهدف تسهيل خروج الشمع من الأذن، ويمكن الحصول على هذا النوع من القطرات من الصيدلية.[١٢]


الوقاية من انسداد الأذن بالشمع

وُجد أنّ بعض الأشخاص أكثر عرضةً لانسداد الأذن بالشمع أكثر من غيرهم، ويُنصح هؤلاء بمراجعة الطبيب بشكل متكرر للخضوع لإجراءات إزالة شمع الأذن من وقت لآخر،[١٣] وللحد من انسداد الأذن بالشمع توصي الأكايمية الأمريكية لأمراض الأنف، والأذن، والحنجرة-جراحة الرأس والرقبة (بالإنجليزية: American Academy of Otolaryngology - Head and Neck Surgery) باتبّاع ما يأتي للوقاية من الإصابة بانسداد الأذن:[١٤]

  • تجنّب تنظيف الأذن بشكل مبالغ فيه؛ وذلك خوفًا من التسبّب بتهيّج الأذن وإصابتها بالعدوى وانسدادها.
  • عدم استخدام أعواد القطن الخاصة بتنظيف الأذن، وعدم وضع أي شيء داخل الأذن مثل: أعواد الأسنان أو دبابيس الشعر، إذْ قد يؤذي هذا طبلة الأذن، أو القناة السمعية، وقد يصل المطاف للتسبّب بخلخلة عظام الأذن.
  • التأكيد على طلب المساعدة الطبية في حال الشعور بوجود ضغط، أو ألم في الأذن، أو فقدان في السمع خصوصًا الشّك في أنّ هذه الأعراض غير ناتجة عن انسداد الأذن بالشمع، ومن المهم التأكيد هنا على أنّ وجود الإفرازات أو النزيف قد يشير لوجود مشاكل أخرى.
  • استشارة الطبيب عن الطرق الآمنة حول إزالة شمع الأذن في المنزل.
  • تجنّب اللجوء لتشميع الأذن (بالإنجليزية: Ear candles)، وهو إجراء يتمّ فيه وضع شمعة مخروطية الشكل ومجوّفة داخل قناة الأذن، إذْ يُعتقَد أن الحرارة الناتجة عن إشعال هذه الشمعة يوّلد ضغطًا من شأنه سحب شمع الأذن للخارج، ولكن لا يوجد إثبات علمي لفعالية هذه الطريقة حسب ما أشارت إليه الدائرة العامة للغذاء والدواء بالإنجليزية: (Food and Drug Administration) عام 2010م، بالإضافة إلى احتمالية الأذى الذي قد تسبّبه مثل؛ تفاقم مشكلة انسداد شمع الأذن، أو الحروق في الوجه، أو الرأس، أو فروة الرأس، أو الأذن، هذا إلى جانب احتمالية ثقب طبلة الأذن وحدوث نزيف.[١٥][١٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "Ear Wax Buildup & Blockage", my.clevelandclinic.org,2017-7-17، Retrieved 2018-12-12. Edited.
  2. "Ear wax", medlineplus.gov,2019-12-3، Retrieved 2019-12-12. Edited.
  3. Mayo Clinic Staff (2017-7-22), "Earwax blockage"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-12-13. Edited.
  4. "How to Clean Your Ears", www.webmd.com,2018-10-28، Retrieved 2019-12-13. Edited.
  5. "Experts update best practices for diagnosis and treatment of earwax (cerumen impaction)", www.eurekalert.org,2017-1-3، Retrieved 2019-12-13. Edited.
  6. "Microsuction", www.guysandstthomas.nhs.uk,2018-9، Retrieved 2019-12-15. Edited.
  7. "Microsuction", www.hearingcarecentre.co.uk, Retrieved 2019-12-15. Edited.
  8. ^ أ ب Charlıe Mıchaudet, John Malaty (2018-10-15)، "Cerumen Impaction: Diagnosis and Management"، www.aafp.org, Retrieved 2019-12-14. Edited.
  9. Rachel Nall (2019-7-25), "What to know about ear irrigation"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-12-13. Edited.
  10. Jessica A. Schumann, Nicholas Pfleghaar (2019-1-13)، "Ear Irrigation"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2019-12-13. Edited.
  11. Steven Thomas Kmucha (2019-11-18), "Earwax: Causes, Prevention, Treatment, and When to Seek Help"، www.emedihealth.com, Retrieved 2019-12-14. Edited.
  12. "Got an ear full? Here's some advice.", www.health.harvard.edu, Retrieved 2019-12-15. Edited.
  13. "Earwax build-up", www.nhsinform.scot,2019-7-9، Retrieved 2019-12-15. Edited.
  14. Honor Whiteman (2019-1-4), "Preventing and treating earwax buildup: New guidelines issued"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-12-15. Edited.
  15. Charles W. Beatty (2018-3-20), "Is ear candling a safe way to remove earwax?"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-12-15. Edited.
  16. "Don't Get Burned: Stay Away From Ear Candles", www.fda.gov, Retrieved 23-12-2019. Edited.
2,096 مشاهدة